"ليبانون ديبايت" - ستيفاني جرجس:
من يذكر قصة "سلمى شليطا" التي اصيبت بشلل نصفي، بعد ان سقط عمود إضاءة عليها يزن حوالي الطن، في ليلة عمر شربل فغالي وعروسته كورين أيوب التي كانا يحتفلان بها في أحد اهم المنتجعات اللّبنانية؟ ماذا عن يوسف طانيوس شاهين ويعقوب سركيس الفغالي اللذين أصيبا ايضاً بكسور في الرأس والظهر فيما انقطعت أذن احدهم؟ وهل نسيتم حالة الحزن والهلع والبلبلة التي سادت ارجاء المكان وعند المدعوّين كافة؟ لمن نسي أو تناسى فاحساس سلمى باطرافها واشتياقها للمشي على قدميها كفيل ان يذكره..
سلمى، يوسف ويعقوب يُحاولون تخطي ما حدث في ليلة الشؤم تلك، على الرغم من الاثار التي خلفتها فيهم، الا ان محاولاتهم جميعها مُنيت بالفشل نتيجة تطور جديد - قديم طرأ على حيثيات القضية.
الحكاية تسرّبت مؤخراً بفصولها المُعلنة نقلاً عن لسان راويها نائب "القوات اللبنانية" انطوان زهرا، الذي رفع الصوت عالياً من منبره وعلى مرأى ومسمع من الجميع معيداً هذه القضية الى الواجهة مُجدداً.
زهرا، اعتبر ان الحادث الذي وقع في شهر تموز الفائت باحد المنتجعات السياحية وتسبب بشلل امرأة ربة بيت ووالدة لابن ذوي الحاجات الخاصة وادى الى انقطاع اذن شخص آخر وتضرر شخص ثالث، يحتاج المتابعة والدراية، ويجب التعاطي معه بشكل انساني وليس فقط قانوني، مُطالباً بنبرة قوية، القضاء اللبناني التحرك فوراً دون ان يعطي فرصة للاحتيال بأن يأخذ مداه على حساب كرامات الناس وحقوقهم وحياتهم.
رواية نائب البترون، تكشف عن اتفاق تم بين شركة التأمين والاطراف المُتضررة من الحادث، ينص على تعويض مادي لحل القضية "حُبياً" ويبلغ قدره 350 الف دولار مُقسمة على الاطراف المذكورة، ولكن ووفق ما جاء حرفياً على لسانه وموثق بشريط فيديو: "شركة التأمين عم تتزاكا وتقول لا ما حكينا دولار اميركي حكينا عن ليرة لبناني"، ويضيف: " مجموع التعويضات 350 الف دولار، وقت لجينا قلنا تفضلو تنعمل ابراءات الذمة، كان جوابن لأ نحنا قلنا 350 مليون ليرة واصلاً بعدنا مختلفين على توزيع المسؤوليات بين صاحب المحل وشركة التأمين وغيرهم.."
"ليبانون ديبايت" حاول استيضاح الامر من عائلة شليطا عن موقفها مما جاء على لسان نائب منطقتهم الذي يحمل قضيتهم على عاتقه، الا انها رفضت الغوص في اية تفصيل في الملف، تاركةً كلمة الفصل للقضاء.
الا ان مصادر تابعت كل التطورات المتعلقة بالملف منذ لحظة وقوع الحادث نتيجة معرفتها الوطيدة بالعائلة، كشفت عن تعهد وقِع من قبل ادارة المنتجع السياحي الذي وقع فيه الحادثة ينص في بنوده على استعدادها لتسديد تكاليف العلاج الطبي للمتضررين غير التعويض مادي الذي يُتفق عليه لاحقاً وتسدده شركة التأمين .
وتكشف المصادر ايضاً ان ان ادارة منتجع "EDDE SANDS" لم تفِ بتعهدها الذي قطعته، وتقول:" بتاريخ 17 تموز 2016، دفعت الادارة مستحقات مستشفى المعونات في جبيل حيث كانت تعالج سلمى وقت وقوع الحادث، ولكنها نقلت بعدها الى مستشفيين، القرطباوي (زهرا سدد المتوجبات) والكندي (لم تُدفع حتى الساعة، على الرغم من المطالبات المستمرة) ومكثت فيهما حوالي الثلاثة اشهر".
وتضيف: طالبنا طوال اسبوعين المنتجع بتغطية تكاليف القرطباوي والكندي حتى تتمكن سلمى من العودة الى منزلها وتلقي العلاج هناك دون اي نتيجة تُذكر حتى اضطرت العائلة ان تغطي هي تكاليف الاستشفاء بالاضافة الى النائب زهرا.
وتؤكد صحة ما ذُكر على لسان النائب زهرا، متحدثة عن اتفاق توصل اليه محامي العائلة مع المعنيين في الشركة ينص على دفع تعويض وقدره 350 الف دولار الا ان الشركة نكست بالاتفاق".
بعد الاستماع للرواية المُستقاة من مصادر مُقربة من الطرف الاول، يبدو ان الواقع مغاير نسبةً لاقوال الطرف الآخر. فبحسب رواية مصادر مُقربة من "شركة آروب للتأمين"، كل ما اشيع اعلامياً وذُكر عن تهرب الشركة أو منتجع "edde sands"من مسؤولياتهما لا يتعد كونه اشاعات ومعلومات مغلوطة لا تمت للواقع بصلة.
المصادر، نفت وجود اي خلاف مع الاطراف المُتضررة، وأكدت تحمل الشركة مسؤولياتها تجاههم جميعاً حتى النهاية، فبحسب رواية هذا الطرف، ستدفع "آروب للتأمين" ما يتوجب عليها مادياً كاملاً.
وأكدت المصادر في ختام حديثها، ان الاشكالية ليست في المبلغ المُفترض دفعه بل بتوزيع المسؤوليات وتحديدها بين الجهات المسبّبة بشكل مباشر او غير مباشر لهذه الحادثة المؤلمة"، وجلّ ما تطلبه الاخيرة على حد قول المصادر :" قولولنا شو مسؤولياتنا تنعرف شو ندفع"..
اشارة، الى أنه لم يصح لـ"ليبانون ديبايت" التأكد من وجود التعهد الذي قيل انه لدى القضاء، لذلك لا يتبنى اي من الروايات المذكورة، بل ينقلها كما جاءت على لسان من رواها، آملين إعطاءُ كل ذي حق حقَّه أو ما يعادله ويساويه، فخسارة سلمى ويوسف ويعقوب لن تعوضها اموال العالم اجمع ولا حتى لفتة اخلاقيّة او انسانيّة من المعنيين.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News