تحولت مناسبة عيد المعلم الى اعتصامات وتحركات امام مقر وزارة التربية - في الاونيسكو، حيث تجمع قبل ظهر اليوم حشد من الاساتذة المتعاقدين في التعليم المهني والتقني والاساتذة المتعاقدين الثانويين والمدرسين المتعاقدين في التعليم الاساسي الرسمي ولجنة "المستعان بهم" وجمع من الطلاب.
فتحت شعار "عيد بأي حال عدت يا عيد"، متعاقد يموت وآخر اضناه التشريد"، حمل الاساتذة والمعلمون والطلاب لافتات تحمل مطالبهم، متذمرين من "سلسلة المماطلات والوعود واللامبالاة من المعنيين"، مشددين على ان "المعلم بدل من ان يكرم يحرم ابسط حقوقه الوظيفية".
اول الواصلين الى ساحة ابي شهلا، امام مبنى وزارة التربية كان اساتذة التعليم المهني والتقني، بدعوة من لجنة الاساتذة المتعاقدين في التعليم المهني والتقني.
وتحدث باسمهم وليد نمير الذي اعتبر ان "مناسبة عيد المعلم هي من اهم المناسبات"، وقال:"مما لا شك فيه، ان اكثر انسان يستحق التكريم والتبجيل هو ذلك الجندي المجهول، ذاك القائد العظيم الذي يعد جيلا راقيا، قادرا على خدمة وطنه والاعلاء من شأنه فاذا اردت ان تعرف درجة رقي أمة فاسأل عن رسل الكلمة فيها.
فيا قادة الامة كل عام وانتم بخير، وكل عام وانتم رمز العطاء والتضحية وعنوان التطور والازدهار. ان ما نشهده اليوم على الساحة التعليمية من خلافات ونزاعات وانقسامات لهو معضلة بل كارثة. تسميات عديدة كثر تداولها في ايامنا هذه اصبحنا نقول فلانا من الملاك القديم والملاك الجديد ومتعاقد وفلانا جديد ,آخر مستعان به. كل هذه التسميات لا قيمة لها امام معلم يؤمن بأن التعليم رسالة وليس مهنة فقط".
وأضاف: "علينا ان ندرك تماما ان لا احد يستطيع ان يلغي الآخر ولا احد يستطيع ان يحل مكان الاخر، كل منا له موقفه ومكانته واهميته ودوره، فمحراب العلم مفتوح للجميع ورسالة العطاء ليست حكرا على احد. فعلينا جميعا ان نتكاتف من اجل هدفنا الاسمى: التثبيت ثم التثبيت ثم التثبيت. زملاؤنا في باقي القطاعات اليوم يقبضون مستحقات الفصل الاول، اما نحن فسنقبض مرة واحدة في العام، اين العدالة الاجتماعية والاخلاق الوطنية؟".
وتابع: "نحن نعلم والكل يعلم ان اقتصاد الدول المتطورة يقوم على التعليم المهني والتقني.
ان الاعتصامات والاضرابات والمطالبات والتحركات لن تهدأ او تستكين او تتراجع عن قضايانا المصيرية المحقة وخصوصا بعد سلسلة المماطلات والوعود ولامبالاة اللجان المشتركة وبعض الاطراف السياسيين بكل اتجاهاتهم بمصير الاساتذة وخصوصا التعليم المهني والتقني، والايام المقبلة ستخبر بما سيجري ان لم يتحقق ما نصبو اليه".
وتوجه الى المعلمين والعلمات: "لا ييأسن احد، فلن ينال منا أي متهاون، فابقوا في فرحتكم ومناسبتكم الجليلة ودمتم ذخرا لهذا الوطن وعنوانا للكرامة ونبراس الهدى، وما دمنا على طريق الحق والصواب فلا ولن نخشى اي شيء".
وختم: "نعم هكذا تكاد شموع الشكر تحترق خجلا لتضيء كلمات عجز اللسان والقلم عنها، شكرا لك يا منارة العقول".
وتلا رئيس "حراك الاساتذة المتعاقدين الثانويين" حمزة منصور بيانا كرر فيه دعوة "الوزراء والنواب المؤتمنين على محو وجع المتعاقدين الى انهاء مآسي متعاقدي الثانوي والاساسي عبر التعجيل الجدي الممنهج والمدروس بوضع خطة متدرحة ضمن اقتراح قانون لتثبيت جميع المتعاقدين ضمن آلية متسلسلة تنصف الجميع بالتدرج بحسب الاقدمية في التعليم".
وحيا "النواب والوزراء الذين وقفوا معنا في مطلبنا المتكرر بزيادة بند رفع أجر الساعة في سلسلة الرتب والرواتب الوزير ولا سيما الوزير علي حسن خليل، وندعوهم الى حسم هذه المسألة بزيادة 8 الاف ليرة على اجر ساعة التعاقد الحالي".
وذكر "معالي وزير التربية بمطلبنا المرفوع الى الوزارة منذ عهد الحكومة السابقة وهو ايجاد آلية تقنية تدفع بموجبها مستحقات المتعاقدين شهريا"، وذكره ايضا ب"مطلبنا دفع بدل نقل وتوفير تغطية صحية شاملة لكل المتعاقدين، واصدار قرار وزاري يقضي باحتساب ساعات المتعاقدين في كل الاضرابات والعطل القسرية وقرارات التعطيل القسري وسوء الظروف الطبيعية".
وطالب ب"انصاف الاساتذة المستعان بهم عبر توقيع عقودهم في أسرع وقت، مع رفع قيمة اجر ساعتهم ودفع مستحقاتهم وكذلك مستحقات اساتذة تعليم السوريين فورا، وانصاف اساتذة المواد الاجرائية عبر ادخالهم الى ملاكات التعليم الرسمي ضمن آلية تحددها لجنتهم الخاصة".
وأيد "المطالب المحقة لزملائنا في رابطة التعليم الثانوي والاساسي والادارييين والتعليم الخاص في سلسلة رتب ورواتب تعطيهم حقوقهم من دون ان تدفع ثمن ذلك الطبقات الفقيرة وهي للاسف صارت الاكثرية والغالبية".
وذكر "معالي وزير التربية بمطلبنا رفع اجر قيمة ساعة التعاقد للمرشد التربوي والصحي والناظر والمدير الى 18 الف ليرة".
بدورها، قالت امينة سر لجنة المدرسين المتعاقدين في التعليم الاساسي الرسمي أميمة نصار: "جئنا اليوم ولعل صرختنا المدوية تصل الى مسامع المعنيين عن حقوقنا المهملة على مر السنين بين جحافل الظلم واناة الصبر وانين الوجع والتي انتجت تسميات عدة:
تعاقد قديم وتعاقد جديد ومستعان بهم. والنتيجة واحدة حياتنا وحياة اولادنا في كنف عدم الاستقرار. قضيتنا واحدة وان تشعبت".
وأضافت: "ان هذا ظلم مقترف في حق جسم تربوي فاعل اعطى الدولة ازاهير العطاء فبادلته بالاجحاف والظلم والتجاهل على مدى حكومات متعاقبة.
من حق كل منا العيش بكرامة وايجاد حلول منصفة في حقنا.
ومن اهم مطالبنا: ايجاد حل عادل ومنصف من خلال قانون يحمينا بعدما امضينا في التعاقد اكثر من عقدين.
مطلبنا الثاني هو تسوية اوضاعنا كباقي المتعاقدين في الادارات العامة من ناحية التقديمات الصحية والاجتماعية.
مطلبنا الثالث والاخير الافادة من نظام التقاعد لضمان شيخوخة كريمة".
وتحدثت كاملة رعد باسم لجنة المستعان بهم موضحة "انهم لم يحصلوا على عقود حتى اليوم، ولا تحتسب لهم سنوات خبرة"، واشارت الى "لقاء سابق مع وزير التربية مروان حماده الذي نقل اليهم "وجود اولويات وهي سلسلة الرتب والرواتب وقضية المتعاقدين القدامى".
وحذرت من ان "المستعان بهم" كما لهيب الحريق يكبر ويكبر الى ان يحرق الاخضر واليابس".
وانضمت الى المعتصمين لجنة المعلمين في "حركة الشعب" و"حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي".
وأعربت علا شرف الدين من حركة الشعب عن "الدعم الكامل لحقوق كافة المعلمين". وطالبت ب"دعم المدرسة الرسمية والجامعة الوطنية وتطوير المناهج الرسمية"، واكدت "رفض أي نوع من انواع الضرائب التي تجبى من جيوب المواطنين بحجة ايرادات تمويل السلسلة".
من جهته، اكد رائد همدر من "حزب طليعة لبنان" "ضرورة استعادة الحقوق والموقع الوظيفي للمعلمين في المراحل كافة من الجامعي الى الثانوي والاساسي والمهني وانصاف المتقاعدين".
وفي نهاية الاعتصام، توجه وفد من حراك الاساتذة المتعاقدين الثانويين والمستعان بهم ولجنة المدرسين المتعاقدين في التعليم الاساسي الرسمي، والتقى وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده في مكتبه في الوزارة.
بعد اللقاء، قال منصور: "ذكرنا الوزير حماده باقتراح قانون معجل مكرر لتثبيت الاساتذة المتعاقدين الثانويين، والذي قدمناه الى لجنة التربية النيابية، وقد وافق عليه جميع النواب، باستثناء النائبة بهية الحريري التي تحفظت عنه".
وختم: "وعدنا الوزير حماده بمعالجة الموضوع مع النائبة الحريري وبايجاد حل لكل المتعاقدين: ثانوي، اساسي، مهني، اجراء ومستعان بهم".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News