المحلية

placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام
السبت 18 آذار 2017 - 18:59 الوكالة الوطنية للاعلام
placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام

الجميل: لماذا الحكومة لا تعتبر نفسها هيئة طوارئ؟

الجميل: لماذا الحكومة لا تعتبر نفسها هيئة طوارئ؟

زار الرئيس أمين الجميل ظهر اليوم، بلدية الدامور، وكان في استقباله عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب ايلي عون، رئيس البلدية المحامي شارل غفري واعضاء المجلس البلدي، فاعليات الدامور، رئيس اقليم الشوف الكتائبي المحامي جوزف عيد ورؤساء الأقسام واللجنة المركزية للاقليم وعضوا المكتب السياسي في حزب "الكتائب اللبنانية" ريتا بولس وساسين ساسين.

وفور وصول الجميل، توجه برفقة الحضور الى نصب شهداء الدامور، حيث وضع اكليلا من الزهر على النصب. بعدها توجه الجميع الى مبنى البلدية، حيث عقد لقاء، تحدث في بدايته غفري، فرحب بالرئيس الجميل ووفد حزب "الكتائب"، وقال: "فخامة الرئيس: استقبلتنا بعد الانتخابات البلدية الماضية في بكفيا، في بيتك، بيتنا، بكل عاطفة وكل محبة، وكانت معكم جلسة وجدانية، وختمناها بالصلاة على روح الوزير بيار الجميل، الذي لم يكن شهيد العائلة وحزب الكتائب، بل هو شهيد الشباب، كل الشباب، وقد انضم الى قافلة شهداء الوطن ومنهم شهداء الدامور، التي كانت اول مدينة لبنانية تشهد على جنون الحرب وكوارثها، ولكن الدامور صمدت مع طول الغربة، وعاد اهلها وقاموا بإعمارها، وهي اليوم أمانة في اعناقنا بكل خصوصيتها ورمزيتها التاريخية والمسيحية".

وختم "نستقبلك اليوم، في بيتك وبين اهلك ومحبيك، ونعتز بهذه الزيارة، ونقول لك بكل محبة، انت صاحب الدار ونحن ضيوفك".

الجميل

ثم تحدث الرئيس الجميل، فقال: "انا اشعر اليوم انني في بيتي ومع اهلي، ولكن لا بد من توجيه كلمة شكر لرئيس البلدية صديقنا الريس شارل، والنائب العزيز ايلي عون رفيق الدرب الطويل، ونشكر اعضاء المجلس البلدي وكل فاعليات الدامور".

أضاف "انا متأثر اليوم، بوجودي في هذه الدار، فالدامور تعني لنا الكثير، تعني لي شخصيا على الصعيد العائلي، فوالدي الشيخ بيار، كان له علاقة مع اهالي الدامور، وهناك عدد من الرفاق قد استشهد. فقد كان لدينا من الدامور قيادات كبيرة، هناك تضحيات كبيرة قدمت في الدامور، واليوم نحن مع وجوه نيرة تكمل مسيرة النضال، انما اهم من كل شيء، ان الدامور هي رمز وطني عريق، وتجسد صورة الفينيق، فهي اول مدينة شهيدة بمسار الحرب اللبنانية".

وتابع "ان المأساة التي مرت بها الدامور، نادرا ما مرت بها قرى لبنانية، فالدامور لها رمزية كحضور لبناني مسيحي على الخط الساحلي، وهذه الرمزية هي كانت على المحك، وهي التي كانت مقصودة، وبالتالي فان المأساة التي عاشتها الدامور واهلها وتراثها، تبقى محفورة في ذاكرة وقلب كل لبناني مخلص، حريص على مصلحة لبنان وشعبه، وحريص على رمزية هذا النضال الذي خاضه اهالي الدامور".

وأردف "لذلك، وكما ذكرت انها صورة الفينيق، الذي كان مكتوبا للدامور ان تمحى، ولكنها عادت اليوم بفضل كل المخلصين، لا سيما رئيس البلدية ونائب الدامور، وعادت وانطلقت من الدمار وبنيت مجددا، والدليل على ذلك دار البلدية، التي نحن فيها اليوم، وهذه الدار تعبر عن التحدي الكبير وعن الاصرار وتشبث اهالي الدامور بمدينتهم وبتراثهم وبتضحياتهم، ليعودوا انطلاقا من هذه المركز، الذي هو لكل اهل الدامور".

واستطرد "نحن اليوم فخورون جدا، اننا موجودون في دار البلدية بدعوة من رئيس البلدية والنائب ايلي عون، حتى نعبر كلنا جميعا عن هذا الشعور، وهذا الطرح والتصميم والايمان، ايمان اهل الدامور بأن تشبثوا بأرضهم وبقضيتهم، وبدورهم ورسالتهم من اجل لبنان ومن اجل الانسان، ومن اجل ان يبقى لبنان كما نريده جميعا، هذا النموذج الحي للانسانية الكاملة، التي تعبر عنها الدامور".

واعتبر أن "الدامور ليست كباقي البلدات. فعلى الصعيد الجغرافي الدامور لها معاني كثيرة، فهي على خط الساحل، وتربط بين الجنوب والجبل وبيروت. فهي محور اساسي، وهي لعبت دائما هذا الدور، دور جمع الوحدة الوطنية والألفة، وهي تجمع بين الجبل وبيروت والجنوب، فأنتم لعبتم هذا الدور، وأنتم دائما عنصر محبة وانفتاح، ونحن نعرف تماما المأساة التي مرت بها الدامور، ولم يكن لبنان له علاقة بها، لم يكن اللبناني اساس المأساة او سببا بها، او هو من افتعل ما جرى في الدامور في حقبة معينة، نعرف تماما ان الأجنبي هو من قام بذلك، وكان مغرضا ومفتنا وكان من اصحاب المشاريع الشريرة، التي دخلت الى الدامور وافتعلوا بها، بينما اهالي الدامور كانوا دائما عنصر وفاق وعنصر انفتاح وتواصل، بين كل الطوائف والعائلات اللبنانية".

ورأى ان "الدامور لها رمزية، لأن من هنا بدأت المصالحة في الجبل، فهي بدأت هنا في الدامور، قبل ان يأتي غبطة البطريرك صفير، فقد شاركنا جميعا مع النائب وليد جنبلاط، وقد سبق هذا اللقاء التاريخي، وثيقة تاريخية وقعنا عليها مع النائب جنبلاط في المختارة على اثر زيارته لبكفيا، ومن ثم زرناه في المختارة، حيث وقعنا على هذه الوثيقة، والتي كانت بداية المصالحة، لذلك فان الدامور كانت السباقة في التوافق، وكانت دائما عنصر محبة وعنصر خير ووفاق وتلاق، حيث كان يلتقي الجبل كله في الدامور، فالدامور على الصعيد الجغرافي مفتاح ومدخل الجبل وبوابته العريضة، فهذه البوابة لم تكن على مدى التاريخ الا بوابة خير وسلام وتوافق ومحبة، فهي مدخل لكل رمزية اللقاء الدرزي - المسيحي، المسلم - المسيحي، فهناك الى جانبكم قرى سنية وشيعية ودرزية، فكلها تحط بالنهاية هنا عاصمة الشوف الدامور".

وأكد ان "ما نقوله اليوم، ليس كلام مجاملة ولا كلاما عابرا، بل هو واقع نعرفه جميعا على الأرض، وهذا يجسد حقيقة ما ترمز اليه الدامور"، شاكرا اهالي الدامور والبلدية على دعوتهم له ل"زيارة الدامور وحسن الاستقبال".

وتطرق الجميل الى الوضع السياسي، فأشار الى "وجود تحد كبير يواجه الشعب اللبناني، وإعادة بناء الدولة، ولاعادة انسانية الانسان اللبناني".

وقال: "من المؤسف ان الشعب اللبناني واجه الكثير ليحافظ على انسانيته، فإنسانية الانسان اللبناني كانت على المحك. نحن اليوم تأملنا خيرا بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، لأن رغم كل الخلافات التي كانت موجودة، وهذا من طبيعة الحياة السياسية في لبنان، انما الوعود التي سمعناها، وخطاب القسم الذي سمعناه، والاستعدادات الطيبة، التي ابداها لنا في اجتماعاتنا الخاصة معه، فقد فتح املا جديدا على الصعيد اللبناني، انما "يد وحدها لا تصفق"، ولا يمكن ان نضع كل هذه الآمال والتبعات على شخص واحد، نحن في نظام ديموقراطي، فهناك مجلس وزراء ومجلس نواب وهيئات مختلفة، كلها اذا ما تضامنت مع بعضها لا تبني وطنا".

أضاف "نحن بصراحة، لدينا تخوف كبير، فالأمور تتعثر، وانطلقنا بالعهد الجديد منذ اشهر، ونتأمل ان تعود وتصحح المسيرة، فكل انسان يتعاطى الشأن العام، يضع كل جهد وضمير حي، حتى ينتشل البلد من هذا المستنقع الخطير، الذي يغرق فيه. في هذه المناسبات الأخيرة التي نشاهد فيها المخاض الكبير، نحن لدينا مخاوف، وسوف اختصر الموضوع بالنقاشات، التي حصلت في المدة الأخيرة في مجلس الوزراء ومجلس النواب وعلى الساحات العامة، نحن نعرف تماما ان لبنان يعاني من الفساد والمراوحة والمواقف السلبية التي تعطل مسيرة الوطن".

وتطرق الى موضوع سلسلة الرتب والرواتب، فأكد انها "اساسية وضرورية للمواطن والموظف اللبناني".

وقال: "هذه السلسلة هي من اولويات الشعب اللبناني، فهذا الشعب اذا ما عاش بكرامة لبنان لا يكون كريما ولا يستقر، شرط الاستقرار، هو ان يحصل المواطن اللبناني على حقوقه كاملة ليعيش حياة كريمة، ونمنع شبابنا من السفر الى الخارج والهجرة ونخسر كنزا لا يثمن، وهو الشباب اللبناني المثقف، الذي عليه المساهمة في بناء البلد. ان التعثر امام هذا التطور وتقديم الخدمات واصلاح الادارة، هو وضع حد للفساد المستشري منذ فترة طويلة، حتى اصبح وكأنه شيء طبيعي في لبنان. هناك مثل فرنسي يقول "اذا ارتكبت شيئا ولا تنكمش بتهرب، واذا واذا " كمشوك" تعلق لك المشنقة، اما في لبنان بالعكس "اذا مرقت مرقت" واذا " كمشوك" يعلقون لك وساما، فقد اصبح هناك مزايدات بالفساد في المواقع العامة، وهذا امر خطير واساس البلاء".

أضاف "ان الادارة تفقد كل فاعليتها، والمال العام يهدر، فهنا بيت القصيد، وفي هذا الاطار ولكي نكون عمليين، هناك بعض الملفات، التي هي معروفة ومكشوفة والوزراء هم يتكلمون عنها، منها الفساد في الجمارك، فوزير المال بالذات، يقول ان الفساد يصل بحدود 700 مليون دولار، بالاضافة الى قطاعات اخرى من كهرباء وغيرها، فهناك قضايا مكشوفة، نحن كعهد جديد، نقول اننا نضع الفساد في طليعة اهدافنا، في طليعة أداء الحكومة الحالية والعهد".

وإذ سأل "لماذا لا تعتبر الحكومة الحالية نفسها حكومة طوارئ، فهنا الخطوة الأولى، لا ان ندرس بالتفصيل خطة الكهرباء والضمان الاجتماعي؟"، راى أن "الخطوة الاولى لتحقيق اهداف البرنامج المعلن والتحقيق امام الشعب كخطوة اولية، الوقوف بوجه الفساد المستشري بكل الادارات العامة"، سائلا "فلماذا الحكومة لا تعتبر نفسها هيئة طوارئ، عندما يشكل منها فريق عمل وزاري قضائي؟"، مؤكدا "يجب ان يكون هناك دعم وقرار من اعلى مستوى، ويتشكل فريق عمل حكومي مع قاض، لفتح ملف الفساد خطوة خطوة ضمن مهلة محددة".

بعدها، زار الجميل منزل النائب عون في الدامور، ومن ثم انتقل الى مركز حزب "الكتائب" في الدامور، وعقد لقاء مع اركان الحزب.

واستهل اللقاء بكلمة ترحيبية للمحامي جوزف عيد، الذي أكد ان "زيارة الجميل للدامور عاصمة الشوف، وزيارة بيت الكتائب غالية على قلوبنا"، موجها الكلام للجميل: "وكيف لا وانت ابن الصخرة واخ شهيد وبي شهيد وووالد رئيسنا المفدى النائب سامي الجميل".

وأكد أن "الجميل كان سباقا في ارساء معالم العيش الواحد وثوابته، عندما وقعت الوثيقة التاريخية مع النائب وليد جنبلاط، التي كان شرف مرافقتكم سنة 2000"، مشددا على انها "ارست المصالحة ومهدت لزيارة البطريرك صفير التاريخية الى الجبل، وكنت بكل فخر عرابها وراسم خطواتها".

بدوره، رد الجميل بكلمة، فأكد ان "بيت الكتائب هو بيت الجميع، وهو كبيت الانسان واحب شيء عنده"، متمنيا ان "يحقق هذا البيت هذه الرمزية، ويكون بيتا لكل اهالي الدامور والمنطقة، ويكون مقصدا وملجأ للجميع وليس للكتائبيين فقط"، مشددا على "اهمية وضرورة التمسك برسالة المحبة والانفتاح والألفة والوحدة ومنع التفرقة".

واختتم الجميل زيارته للدامور، بلقاء في منزل رئيس البلدية، الذي اقام مأدبة غداء تكريمية على شرفه.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة