أقام الحزب "السوري القومي الاجتماعي" حفل عشاء في فندق الحبتور، بمناسبة ذكرى مؤسسه أنطون سعادة، التي تصادف في الأول من آذار، ومساهمة في بناء دار سعادة الثقافية والاجتماعية، حضره وزراء ونواب وسفراء ورؤساء وقيادات أحزاب وشخصيات سياسية واجتماعية واعلامية ونقابية.
وألقى رئيس الحزب الوزير علي قانصو كلمة، رحب في مستهلها بالحضور، وقال: "تبقى المفارقة المرة في كيف أننا نجحنا في تحقيق الانتصارات على العدو الصهيوني، ولم نستطع التقدم خطوة واحدة باتجاه تطوير نظامنا السياسي، إنها مفارقة حقا، والسبب ان وراء انتصاراتنا ارادة وطنية لا ترد، بينما وراء استمرار الطائفية مصالح لا ترد وشتان ما بين الامرين. قال سعادة: "لبنان يهلك بالطائفية ويحيا بالإخاء القومي". ومنذ قال هذا الكلام وحتى اليوم يهلك لبنان بالطائفية: فلكم أهلكت الطائفية وحدته، ولكم أهلكت الطائفية سياسته وديمقراطيته، ولكم أهلكت أمنه واستقراره واقتصاده وتربيته وثقافته وإعلامه...لم يسلم من شرور الطائفية أي جانب من جوانب الحياة في لبنان، وفي الخلاصة النظام السياسي الطائفي في لبنان هو ولادة حروب وأزمات، وهو ولادة مزارع ومحاصصات، ما أبقى مشروع الدولة في حالة ضعف وهزال".
وأشار إلى أن "الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي ينظر الى لبنان على أنه نطاق ضمان للفكر الحر، ويعمل ليكون رسالة ضوء ونور في محيطه، وإن حزبنا الذي قدم قوافل الشهداء بوجه الانتداب الفرنسي والاجتياحات الصهيونية دفاعا عن سيادة لبنان، ناضل على امتداد تاريخه من أجل قيام دولة مدنية، دولة المواطنة، التي تقوم في رأي سعادة على فصل الدين عن الدولة، ومنع رجال الدين من التدخل في شؤون السياسة والقضاء، وإزالة الحواجز بين مختلف الطوائف والمذاهب. ان حزبنا الذي تجاوز الطائفية في صفوفه فكان نموذجا لوحدة المجتمع، يرفع الصوت عاليا بضرورة اصلاح النظام السياسي وتطويره باتجاه لا طائفي، قبل فوات الاوان".
وإذ اعتبر أن "هذه اللحظة لحظة التفاهم على قانون جديد للانتخابات النيابية"، دعا الى "استثمارها بالتقدم نحو الاصلاح السياسي من خلال قانون جديد للانتخابات النيابية يقوم على النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة ومن خارج القيد الطائفي، على ان يستحدث بالتوازي مجلس شيوخ، تتمثل فيه العائلات الروحية، وفق ما نصت عليه المادة الثانية والعشرون من الدستور"، متوجها إلى من يعنيهم الأمر "فيا أيها الباحثون عن صيغة لقانون الانتخابات، ما لكم لا تعودون الى الدستور؟ وتحديدا إلى المادة 22 بدلا من التخبط بالبحث عن صيغة من هنا وصيغة من هناك".
وأكد ان "النظام الاكثري وصفة لتأبيد الطائفية وإعادة انتاج الطبقة السياسية ذاتها، وان النظام المختلط نسخة منقحة عن النظام الأكثري، وحدها النسبية الكاملة تحقق صحة التمثيل وعدالته وتسهم في تعزيز وحدة اللبنانين، ووحدها تستحق أن تكون مدخلا لإصلاح النظام السياسي".
ولفت إلى أن "لبنان يتضرر بالصميم من الحرب على سوريا، يتضرر في اقتصاده وفي أمنه، وفي وحدته الداخلية. كيف لا وبين لبنان وسوريا وحدة جغرافيا ووحدة حياة ووحدة مصالح؟ فما بال البعض يتنكر لهذه الحقيقة؟ أو ليس الارهاب الذي يضرب سوريا هو نفسه الذي يتهدد لبنان؟ أو ليست سوريا الممر البري الالزامي للصادرات اللبنانية الى الدول العربية؟ أليست سوريا سوقا لبعض المنتوجات اللبنانية؟ أليس ملف النازحين السوريين الى لبنان ملفا ثقيلا على اقتصاد لبنان وعلى بنيته التحتية؟ ان لبنان حينما يقف مع سوريا فإنما يقف مع نفسه، مع مصالحه، ناهيك عن أنه يكون وفيا لدولة وقفت معه في شدائده وخاصة في الاعتداءات الاسرائيلية عليه، فدعمت جيشه ومقاومته بكل ما تملك من قدرات".
ودعا الى "اعتماد الحوار بين الحكومة اللبنانية والحكومة السورية حول كل الملفات المشتركة"، آملا من "فخامة الرئيس العماد عون وغيره من الرؤساء العرب أن يكون صوتهم في القمة العربية قويا بالمطالبة بإعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية الى اصحابه، وأن يتضمن بيان القمة موقفا جماعيا يطالب المجتمع الدولي برفع الحصار الظالم عن سوريا".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News