حلول الربع ساعة الأخيرة.. قانون بري – نعيم قاسم!

"ليبانون ديبايت"

باتت البلاد بحاجةٍ إلى معجزة لإنهاء الأزمة السياسيّة الحاليّة التي اثبتت أكثر من ذي قبل أنَّ الإصلاح في البلاد لا بدَّ له أنْ يبدأ من التركيبة السياسيّة قبل أي شيء آخر. أشهر من المباحثات العقيمة حول قانون الانتخاب لم تنتج شيئاً، وجلّ ما أفرزته هو زيادة في الشحن الطائفيّ والفشل وقلّة فوائد في صهر الاقتراحات التي لم يشفع لها حتّى خياطتها على مقياس السياسيين.

وفي ظلِّ تسريبٍ تقدّم بحث "النسبيّة" على مستوى عدد من الأقطاب، لا يبدو أنَّ الاجتماع الرباعيّ الجديد الذي حصل قبل يومين في وزارة الخارجية قد حفرَ في جدار القانون بل زاده تحجراً مع عدم زوال التمترسات الانتخابية السّابقة. وفي انتظار الإعلان عن وفاة اقتراح "التأهيل الطائفيّ" الرسميّة بعد وفاته السّريريّة، احتشد الباحثون في الانتخابات حول سبل تقديم البديل عن التأهيل، فيما كان لافتاً إسقاط الرئيس نبيه بري من قائمة خياراته اقتراح المختلط 64*64 لمصلحة "النسبيّة الكاملة" التي وبحسب "ليبانون ديبايت" باتت خياراً وحيداً لديه.

وتواتر لـ"ليبانون ديبايت" أنَّ الرئيس نبيه بري يعمل على خلطِ اقتراحٍ جديدٍ ربّما هو الأخير في سلسلةِ تقديم العروضات الانتخابيّة، سيكون مغايراً لما قُدِّمَ سابقاً وهو عبارة عن مختلط نسبيّ كامل يجمع بين اقتراحاتٍ نسبية عدّة حصراً. وفهم من توجّه الرئيس بري الجديد أنّه سيعمل على خلط وتطوير الاقتراح الذي أنجزه حزب الله عبر وحدة الدراسات وعرضه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على الرئيس ميشال عون ويقوم على اعتماد النسبيّة في 6 دوائر، ولم يبدِ الرئيس تحفظاً عليه، فيما لم يُفهم على أيّ شكلٍ سيكون هذا الخلط، لكن مصادر "ليبانون ديبايت" أبدت اعتقاداً أنَّ الرئيس بري سيسعى إلى تطوير تقسيمِ القانون الداخليّ بالنسبة إلى طبيعة الدوائر دون التعرّض لروحيّته التي تقوم على أساسٍ نسبيٍّ كامل.

وعلى الضّفة المقابلة، سرّب إلى "ليبانون ديبايت" أنَّ وزير الخارجية جبران باسيل يعمل على تعديل نسخة المختلط 64*64 المقترحة من النائب علي بزي لكي يقدّمها كآخر أوراقه وهو سعى خلال الاجتماع الرباعي الأخير إلى توفير مُنَاخات حولها لكن اصطدم بتركيز وتثبيت الثنائي الشيعي حول النسبيّة الكاملة.

وفي انتظار أنْ يكون لرئيس الجمهورية خطوة مبادرة باتّجاه النسبيّة التي لم يبقَ سِواها كي تُطرح على الطاولة، لا تغفل الأوساط إمكانيّة الجنوح نحو خيار "السّتين" مجدّداً الذي بات يفرضه عامل الوقت كأمرٍ واقع.