رعى عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور حفل توقيع كتاب "جراح غائرة في أمة حائرة" للشاعر محسن يوسف، في قاعة مجمع ليالي وادي التيم في راشيا، في حضور النائبين أنطوان سعد وأمين وهبي.
وتحدث أبو فاعور، فقال: "أحيي كلمة محسن يوسف وفكرته التي تصبح مسؤولية أكبر عندما تكتب، لان القلم يدون والورق يحفظ، كثر يفضلون الكلام في الهواء لا الكلام على الورق خوفا من الإدانة ومن التاريخ ومن الريح، ربما جرت الرياح بما لا يشتهي الورق، وبما لا تشتهي الكلمة. أحيي كلمة محسن يوسف وشجاعته في زمن بات الواحد منا يحتاج إلى شجاعة فائقة لكي يجاهر بعروبته، وهذا عناد ما بعده عناد، أنه ما زال ينتمي الى زمن القناعات، لا الى زمن المصالح، يقنع نفسه بالانتماء الى زمن الأفكار، لا إلى زمن الغرائز".
وتساءل "ما معنى أن تكون عربيا أو أن تكون بعثيا أو قوميا بمعناها الواسع اليوم؟ معناها أن ترذل خارج الزمن، وأن ينظر إليك كل هذا المجتمع العربي نظرة استخفاف واستهزاء ونظرة تخبث، انك ما زلت تعيش في زمن ما عاد موجودا، في زمن بتنا فيه شيعا وقبائل وطوائف ومذاهب حتى في نفس المذهب أو الطائفة لا بد وان نجد سببا للخصام وللفتنة".
أضاف: "أحيي شجاعتك وعنادك، ولو كان لهذا الشعب العربي أن يمتلك هذا العناد لما وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من زمن سيء ومن زمن أسود. كنا عربا وكنا مأزومين، لكن كان لنا ما يجمعنا، كانت فلسطين توحدنا. اليوم أسأل نفسي أين نحن وأين هم العرب وأين العروبة؟ العروبة ضاعت بين الديكتاتوريات وبين الأفكار الشمولية، ظلم من بعض الانظمة واستغلال للعروبة، فالديكتاتوريات العربية أتلفت فكرة العروبة عندما استغلتها لقمع شعوبها، ولكن الى أين قادنا هذا الامر؟ هل قادنا إلى ما هو أفضل وأرحم؟ كنا نقول يا عرب فلسطين تحتاجكم، اليوم أقول يا عرب أنتم تحتاجون فلسطين، ابناء العرب كانوا يأتون ويعبرون البقاع، وهذا السهل من كل دنيا العرب، يعبرون وادي التيم وحدود فلسطين إلى فلسطين، ليقاتلوا، وهنا في بلدة الصويري لا يزال رجلا يمنيا جاء ليقاتل مع الثورة الفلسطينية فاستوطن وبقي في هذه البلاد. أين نحن اليوم؟ وفلسطين فلسطينان لا نستطيع ان نوحد حماس وفتح، هل يمكن أن يعيش شعب نكبة كالنكبة التي نعيشها اليوم؟ يمكن ان نخسر حروبا ونقع في نكسات ونكبات، ولكن كان يمكن أن نبقى عربا. نستطيع ان نطلق ما نشاء من تعابير واتهامات امبريالية والإستعمار، نظرية المؤامرة، جاء الغرب وقسمنا، جاء الاستعمار بشرق أوسط جديد، لكن العلة والداء والدواء فينا نحن".
وإذ اعتبر أن "نظرية العروبة قامت على روابط الدم والعرق والتاريخ، ولم تقم على اسس الحقوق والواجبات والاصلاح السياسي، فوصلنا الى ما وصلنا اليه"، تساءل "الآن إلى أين؟ لا أحد يعرف، ولا أدعي أني أعرف. لكننا ننحدر من عمق الى عمق، من منزلة دنيا الى منزلة دنيا. الإقتتال هو سيد الموقف، شيعة وسنة، أكثريات وأقليات. ربما تبقى اخ محسن- وهذا الذي دفعني الى أن أكون اليوم بين هذا الحضور المتنوع أن ارغب لاكون في هذا اللقاء ليس العلاقة الشخصية- لكن يجب أن يبقى بيننا من يغامر ويعاند. الشعب العربي تخطفه اليوم وسائل التواصل الاجتماعي، وفكرة سهولة الحياة. فهل هناك مشروع عربي جديد ومثقفون عرب جدد يطلقون فكرة العروبة؟ لا. نحن في صحراء ما بعدها صحراء، ولكن لا بد من أن يأتي جيل يعيد تأكيد الاساسيات"، آملا "أن يبقى هذا الصوت الصارخ في برية هذا الفراغ العربي عل في يوم من الأيام يأتي جيل يعيد استنباط ما يجمع بين العرب".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News