المحلية

placeholder

صحيفة المرصد
السبت 24 حزيران 2017 - 01:30 صحيفة المرصد
placeholder

صحيفة المرصد

بيعة لبنانية لـ"ابن سلمان"

بيعة لبنانيّة لـ"ابن سلمان"

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح

فور خروج ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف من ديوان الحكم في الرياض، ارتاح الرئيس سعد الحريري وتنفّس الصعداء في بيروت، فغريمه في البلاط الملكي ذهب. بدأ الرئيس "الشيخ" يتخيّل أيّامه القادمة، وكيف ستعود المساعدات لتسلك طريقها إليه مجدّداً. كيف سيعود موظفو "سعودي أوجيه" إلى العمل، وكيف سيقبض الموظفين أخيراً ويخرج هو عنق الزجاجة، وكيف ستعوّض عليه المملكة ركود الأشهر الماضية. على المقلب الآخر بدأ حلفاء الرئيس الحريري يحتسبون منتظرين قبض الفاتورة لبنانيّاً.

كُثر من المتابعين كانوا يستغربون هدوء الرئيس الحريري على الرغم من كلّ الديون المترتبة عليه، لكن قارئون في "الفنجان الأزرق" كانوا يبنون على عبارة الحريري الشهيرة "جاي الفرج" في تحليل أسباب هذا الهدوء، رابطين إيّاه بتغييراتٍ ممكن أن تحملها الأيّام القادمة في السعودية، فتعود إلى ذرّ الأموال على أحد أهمّ مُرتكزاتِها السياسيّة الخارجيّة. صحّ خيار الحريري وبلغ انتظاره المأمول.

لا شكّ أنَّ سياسيون آخرون من حلفاء "الشيخ" قرأوا من الفنجان نفسه، وراهنوا على عودة المياه إلى مجاريها. هؤلاء، وعلى ذمّة مصادر، عاينوا التغييرات قبل أن تبدأ خاصّةً في المرحلة الأخيرة عند انكباب الاهتمام السعودي في قانون الانتخاب. قيل أنّ المملكة كانت تريد من القانون أنّ يأتي لحلفائِها في بيروت بنصف المجلس تقريباً أو بوجودٍ مريح بالحدِّ الأدنى كي تُبقِي عليهم يعاندون خيارات حزب الله بقوة. من هنا، دفع حلفائها في بيروت وعلى رأسهم الشيخ سعد إلى تمرير أي قانون، لا مشكلة إذا كان نسبيّاً او أكثريّاً، فالمهم أن يؤمّن الرقم المطلوب. في المقابل، كانت دوائرها تعمل على إعادة جمع أقطاب الرابع عشر من آذار.

لم تأتِ عبارة رئيس حزب القوّات اللّبنانيّة الدكتور سمير جعجع في إفطار حزبه قبل أيّام من فراغ، هو رفض مقولة "انتهاء اصطفاف 8 و 14 آذار" ملمّحاً إلى أنّ الاصطفاف هذا "لا زال موجوداً"، ما يُقرأ على أنّه مقدّمة لإعادة اللّحمة إليه وضخّ الروح فيه على أبواب الانتخابات. يُقرأ هذا السياق أيضاً في تعامل القوّات مع التّيّار الوطنيّ الحرّ انتخابيّاً، هي انفردت في إعلان الترشيحات في دوائر متداخلة، حتّى ظنّ كثيرون أنّ المعركة ستكون داخليّة، معطوفٌ عليه كلام أوساط القوّات الرسميّة، من أنّ التحالف ليس من المُفترض أن يكون في كلّ الدوائر، وفي هذه إشارة إلى "التحرّر" من بعض القواعد التي أرساها "إعلان النوايا" في ضوء المتغيّرات الجديدة.

كلام جعجع أتاح للحريري استقباله على الضفّة المقابلة منتشياً من التغيير الذي طرأ على البلاط السعودي. "حمل نفسه" وذهب إلى معراب ليلاً، وعلى معلومات "ليبانون ديبايت"، هو الذي طلب لقاء جعجع، أمّا الأخير فاستنسب موعد السحور لدواعٍ أمنيّة.

ما صدر عن اللّقاء لناحية التأكيد على التحالف القائم والمستمر بينهما يندرج في فهم طبيعة ما جرى التداول به، وهو ما أُخرج في الإعلان الأخير حول ما إذا كان سيشارك الطرفين في لوائح مشتركة. قال الحريري "الأمر يعود للحكيم وما يريده" فتلقّاه جعجع: "أكيد إذا قعدت عاقل".

العاقل في رأي جعجع هو الذي لا يزيح عن خيارات الرابع عشر من آذار التي هي أساس التحالف، والعاقل في المقلب السعودي، هو الذي يختار الحلفاء الذين يهوون نفس السياسة، أمّا العاقل في المنطق اللبناني، فلا يمكن أن يسقط من باله أنّ هذا التحالف العريض سقط إلى غير رجعة. كذلك فإنّ العاقل نفسه من المستحيل أن يظن أنّ السعودية يمكنها تجاوز حلفائها السابقين أو أن تتركهم، خاصّةً وأنّهم يستطيعون خلق ميزان يقابل الميزان الآخر المقطر في الصراع مع إيران، من هنا باتت بيعة "محمد بن سلمان" ضرورة وفرض واجب.

لن تكون هذه البيعة شبيهة بتوقيع "عريضة الاجماع العربيّ التي أطلقها الرئيس سعد الحريري عام 2016" بل ستكون بيعةً سياسيّة تعيد ضمّ ما تيسّر من ركائز الرابع عشر من آذار في اصطفافٍ انتخابيٍّ، تضع مجهودها في خدمة ولي العهد الشاب الذي لن يبخل في توفير الدعم المالي لتلك القِوى "كي تنهض" من الحفرة الموجودة فيها برافعةٍ من الحريري الذي سيقود ملف إعادة تجميع الحلفاء السابقين، وما يدفع الحريري إلى هذا الخيار هو نيّته التعويض عن خسارةٍ ممكنةٍ للائحته مقابل إنشاء تحالف سياسيّ عريض، لا يغيّر كثيراً من التوازنات الموجودة حالياً في المجلس، وهو مطلبٌ سعودي يخدم "ابن سلمان" في مشروع مقاتلة إيران في الحرب المفتوحة، ويرث اقتراحٍ سابق كان الحريري قد عمل عليه (ائتلاف سُني) سقط بمطبّ عدم حصوله على تنازلاتٍ جوهريّة من السنة الآخرين.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة