المحلية

placeholder

عامر ملاعب

ليبانون ديبايت
الخميس 17 آب 2017 - 15:16 ليبانون ديبايت
placeholder

عامر ملاعب

ليبانون ديبايت

مشاهدات موسكوبية: حذار يقظة الدب فزعاً

مشاهدات موسكوبية: حذار يقظة الدب فزعاً

"ليبانون ديبايت" - عامر ملاعب

في عاصمة روسيا الاتحادية تتساقط كل الرؤى المسبقة عن عظمة المدينة، ويفرض مشهد ضخامة العمارة نفسه، من اتساع الطرقات الى ارتفاع بواباتها ومداخلها الى ساحاتها الحمراء الممزوجة بواحات الأخضر. برودة الطقس، رغم أننا في فصل الصيف، لا يخفي حرارة المطبخ السياسي فيها الى حدود التحفز والوثب في لحظة الانتفاض على ارث بوريس يلتسين المترهل وما يعنيه من رضوخ وتفكك وانهيار لبلاد القياصرة.

في هذه اللحظات تشهد موسكو ورشة إعادة ترميم تحضيراً لمونديال 2018، حيث تنتشر فرق الصيانة واعادة صياغة واجهات الأبنية والطرقات من جديد، مع البنية التحتية من كهرباء وهاتف وانترنت وأشجار وحدائق.

لكن الورشة الحقيقية هي في مطابخ الحكم السرية والعلنية، اذ تشعر في هذه العاصمة أن هناك مؤسسة حاكمة ذات بأس، تتشارك في أروقتها قرارات الحرب والسلم وتتنعم بأرشيف ضخم من المعلومات منذ القياصرة والسوفيات الى "عهد بوتين القوي".

في هذه العاصمة لا تغيب الأيديولوجيا عن الأنظار من المباني المزينة بالمناجل والمطارق الشيوعية الى العمق الأرثوذوكسي الواضح في تصرفات مواطنيها، ولكن ذلك لا يخفي البراغماتية المفرطة في قراءة الوقائع المحلية والدولية، وتمتزج الرؤى المواجهة لأميركا مع الحرص على تسويق المنتجات الوطنية عبر شركاتها العملاقة بكل الاشكال والانواع والبضائع.

في روسيا تسمع الاصوات المتنوعة حول ذات طاولة النقاش، مؤيد للحكم بشكل مطلق ومعارض لسياسات الرئيس، ناقم على الوضع الاقتصادي والفساد ورافض لسياسات الغرب العدائية، لكن ذلك لا يفسد في ود البلاد قضية، الجميع في خدمة روسيا وتفوقها وعزتها. وكل حوار مع سياسييها او رجال الاعمال يتقدم الحديث الاقتصادي وتحفيز الشركات الروسية على العمل في كل المجالات على كل ما عداها.

سوريا همنا الوطني ولبنان في الثلاجة
الملفت في روسيا اليوم نظرتهم في التعامل مع أزمات الشرق الاوسط وكأنها أزمة روسية داخلية، وتبقى سوريا على رأس الاولويات، فهي بمثابة "بوابة الأمن القومي لنا"، كما يقول أحد الباحثين، ويضيف "لبنان في الثلاجة بين النفوذ الاميركي وانتظار نهاية أزمة سوريا".

وتدفعك الحشرية الصحافية الى سؤال كل من تلتقيه عن نظرة روسيا الاستراتيجية حيال قضايا المشرق لتأتيك الاجوبة الروسية واضحة "سوريا مدخل لتغيير مفاهيم عالمية سادت في العقدين الأخيرين، أما اليوم فنحن الأقوى على الساحة الدولية مع حلفائنا رغم الهجوم الغربي العنيف علينا، العقوبات تزيد من مناعة اقتصاداتنا الوطنية وتحفزها على التطور والاعتماد على النفس، الوقائع الميدانية في كل النقاط الساخنة باتت المبادرة بأيدينا وأيدي حلفائنا".

لا يخفي المتابع الروسي اهتماماً ملحوظاً بتفاصيل الملف السوري، "عيننا على الجنوب السوري كما أن قلبنا في الوسط والشمال، روسيا تدعم وحدة سوريا بشكل مطلق وان دعونا الى اعطاء الأكراد بعضاً من الامتيازات الثقافية ولكن ذلك لا يعني تشكيل كيان كردي لاستحالة قيامه، هو بحاجة لمقومات داخلية وخارجية ليست متوفرة. في قرار الدولة الروسية العميقة وحدة سوريا ودعمها سيبقى ما دامت روسيا وسوريا وكيفما كان الموقف الغربي (الاوروبي والاميركي) ومهما كانت مواقف دول الخليج العربي وهي التي تدور في فلك مركز القرار الاميركي".

وعند السؤال عن لبنان يتنهد باحث روسي ويقول "لماذا يصر عدد من اللبنانيين على ابقاء بلدهم في ثلاجة الانتظار حتى يرضى الاميركي عليهم، بلدكم بحاجة للانخراط في مشروع المنطقة ونهضتها ومواكبة ما يجري في سوريا من تحول استراتيجي. رفضكم الاملاءات الغربية لا يعني اعلان الحرب بل مزيد من تحصين للبلد ومنعته في وجه الارهاب، وحزب الله بالنسبة لنا حزب سياسي لبناني يتمتع بكل حقوقه الشرعية التي تكفلها القوانين الدولية، ويلعب دوراً مهماً في مكافحة الارهاب".

ويتشعب الحديث عن أفكار الفديرالية في سوريا وبلدان الشرق فيرد "هذه مشاريع قديمة ومصدرها اسرائيل ولكن ليس من مصلحة روسيا او شعوب المنطقة السير بها، انها نوع من التوجه نحو العبث والحروب المستمرة، نحن مصلحتنا بالتهدئة والسلام في المنطقة والمحافظة على الستاتيكو الموجود". وعن تركيا يرد ممازحاً "يصعب التعاطي مع الاخوان المسلمين في كل زمان ومكان ولكننا فتحنا صفحة جديدة معهم علنا نصل الى نتيجة تقينا شرور التصعيد السابق".

ولا يمكن اختتام الزيارة الروسية دون التعريج على الساحة الحمراء حيث المهرجانات الدائمة والتي جميعها تحاكي عظمة هذه البلاد وشوقها الدائم للعب الادوار العالمية، خاصةً حاجتها للمياه الدافئة على شرقي المتوسط، وفي هذا السياق يصعب اختصار إندفاعتها ببضعة اسطر ولكن ما هو اكيد ان الدب الروسي يتأهب من جديد، والحذر الحذر من استفزازه في لحظات استيقاظه.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة