تعكس التدريبات واسعة النطاق، التي ستقوم بها القيادة الشمالية الإسرائيلية لمدة أسبوع ونصف بدءاً من يوم الثلاثاء في 5 أيلول، بعض التغييرات التي حدثت على الحدود الشمالية لإسرائيل خلال السنوات العشر الماضية. فالجيش الإسرائيلي يتحدث الآن، وفق صحيفة هآرتس، عن هزيمة حزب الله وليس ردعه. لكن، يبدو الواقع أكثر تعقيداً.
تتزامن هذه المناورة التي سميت "ضوء داغان"، نسبة إلى رئيس الموساد السابق مئير داغان، مع الذكرى السنوية العاشرة لقيام مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي بتدمير منشأة نووية بنتها كوريا الشمالية لنظام الرئيس بشار الأسد شرق سوريا. وتُعتبر هذه المناورة الأولى من نوعها منذ 19 عاماً. وسيشارك فيها عشرات الآلاف من الجنود النظاميين والاحتياط. لكن الأهم في ذلك هو تدريب عشرات الألوية، وخصوصاً تدريب القادة العسكريين.
الهدف من العملية، وفق قائد الفيلق الشمالي اللواء تامير هيمان، هو هزيمة حزب الله. لكن صحيفة هآرتس ترى أنه يجب توخي الحذر في الاستنتاج. فمن السهل إعلان النصر في المناورات العسكرية، في حين أن الاتجاه الذي تتطور فيه الوقائع يعتمد إلى حد كبير على التواصل بين القيادتين العسكرية والسياسية.
الواقع الاستراتيجي بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي، في العام 2017، مختلف تماماً عما كان عليه قبل عقد من الزمن، وفق هآرتس. فلقد تآكل الجيش السوري تقريباً بعد ست سنوات ونصف من الحرب الأهلية. لذلك، صار حزب الله هو العدو الأساسي، ولبنان هو ساحة القتال الأكثر إثارة للقلق لإسرائيل. وتعتبر سوريا الآن مسرحاً ثانوياً يمكن أن يكون جزءاً من حرب مستقبلية مع الحزب في ظل ظروف معينة، مثل تعزيز النشاط الإيراني على طول الحدود مع إسرائيل في مرتفعات الجولان.
في المقابل، يتابع حزب الله، وفق الصحيفة، الاستعدادات العسكرية للجيش الإسرائيلي. ومن المتوقع أن يبذل قصارى جهده لتحليل خطط إسرائيل وتقييم قدراتها. ورغم الرسائل المهدئة التي خرجت من إسرائيل، والتي تؤكد أنها مجرد تدريبات روتينية تُنفذ في الجليل السفلي كمنطقة تحاكي جنوب لبنان، إلا أنه يمكن للمرء أن يفترض أن القلق الإقليمي سيرتفع خلال الأيام العشرة المقبلة. وستسعى إسرائيل إلى الاستفادة من هذه العملية لإيصال رسالة رادعة مفادها أنه رغم تحسن قدرات الحزب على مدى السنوات 11 الماضية، فإن زيادة قدرات الجيش الإسرائيلي على الاستطلاع الجوي والاستخباراتي والتكنولوجي والأرضي أكبر بكثير.
اخترنا لكم



