نذر حرب في إسبانيا بعد استفتاء كتالونيا

لا تزال تداعيات استفتاء انفصال كتالونيا ومخاطر إعلان الاستقلال المحتمل تثيران اهتمام الصحف الغربية، حتى أن بعض الصحف حذرت من نذر حرب أهلية بإسبانيا، في حين تساءلت أخرى عن كيفية التعامل مع الأزمة وإنقاذ البلاد.

فقد حذرت مجلة الإيكونومست البريطانية من خطورة الأوضاع في إسبانيا وكتالونيا، وقالت إنه عندما ترسل السلطات الإسبانية شرطة مكافحة الشغب إلى كتالونيا لضرب السيدات المسنات على رؤوسهن بالهراوات من أجل منعهن من التصويت، فإن هذا يعدّ خطأ فادحا، وله تداعياته ومخاطره.

وأشارت إلى أن الكتالونيين أبلغوا عن تعرض نحو تسعمئة منهم للضرب والإصابة على أيدي الشرطة الإسبانية خلال الاستفتاء على الانفصال الذي شهده إقليم كتالونيا في الأول من الشهر الجاري.

وأضافت الصحيفة أنه إذا اعتقد راخوي أن تكسير الرؤوس من شأنه وقف انفصال كتالونيا، فإنه يكون قد اقترف خطأ عظيما، وأشارت إلى المظاهرات الاحتجاجية الغاضبة إزاء العنف الذي استخدمته الشرطة ضد الكتالونيين، وقالت إننا قد لا نكون متأخرين كثيرا في وقف انقسام البلاد وتفككها.

من جانبها، تساءلت صحيفة الأوبزيرفر البريطانية عما إذا كان استقلال كتالونيا يعتبر قضية تستحق الموت من أجلها، وقالت إن هذا السؤال كان يعد افتراضيا حتى وجد الناخبون الكتالونيون أنفسهم يتعرضون لهجوم وحشي من جانب الشرطة الإسبانية.

وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن الحكومة الإسبانية أساءت إدارة الأحداث الأخيرة، وأن رئيس الوزراء الإسباني راخوي كان يشرف بنفسه على الهجوم على الناخبين الكتالونيين، وأن وسائل الإعلام الدولية ووسائل التواصل الاجتماعي نقلت مشاهد العنف إلى جميع أنحاء العالم، حيث تحول الأمر إلى رأي عام دولي ضد الحكومة الإسبانية.

وفي السياق ذاته، تساءلت مجلة فورين أفيرز الأميركية عن الكيفية التي ينبغي للحكومة الإسبانية من خلالها التعامل مع الأزمة الكتالونية، وقالت عبر مقال للكاتب جوزيف هاديلستون إن التفاوض مع حكومة الإقليم يبقى هو الحل الأمثل.

وقالت إن الحكومة الإسبانية نفذت حملة قمعية قاسية ضد الكتالونيين، الأمر الذي جعل العديد من الكتالونيين يحولون ولاءهم ويبادرون إلى تأييد الحركة الانفصالية، وذلك في ظل سوء السمعة الذي تسببت فيه السلطات الإسبانية لذاتها.

Select

Select

Select