"ليبانون ديبايت" - رماح الهاشم
66 ثانية كانت كفيلة لتشعل حربا بدأت فصولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وامتدت إلى الشارع. 66 ثانية هي مدة الشريط الذي سرب منتصف ليل الأحد - الاثنين، تضمن تسجيلا عن لسان وزير الخارجية جبران باسيل، بحق رئيس مجلس النواب نبيه بري: "كل هذه البرعطة لنبيه برّي لأنه فهم انه لم يعد يستفيد منا في الدولة، ولا في الاغتراب...
تخيلوا ان هناك واحد يضع يده على السلطة التشريعية مثل ما يريد"، وقال رداً على سؤال "حلتها مع برّي نحنا نكسرلو راسو ومش هوي يكسرلنا راسنا"، وواصفا إياه بـ"البلطجي". "66 ثانية" توزّعت على أكثر من شريط كانت بمثابة عود الثقاب الذي فجر أزمة بعبدا وعين التينة (حول مرسوم أقدمية ضباط دورة العام 1994) وأوصلها إلى مستويات غير مسبوقة.
كلام باسيل لم يسهل "هضمه" من قبل حركة أمل وجمهورها الذي ألهب مساء أمس الشارع وحوله إلى ساحة مواجهة و"عرضِ عضلات". وتُرجِمت التحرّكات بتجمّعات وقطع طرقات وحرق إطارات في الضاحية وبيروت والجنوب، وتوسّعت رقعتُها لتمتد إلى سن الفيل عبر تنفيذ مناصري "أمل" اعتصاماً وحرق إطاراتٍ بالقرب من مركزية "التيار" في سنتر ميرنا شالوحي.
وأذكت هذه المواجهة الحرب العنيفة الدائرة بين الطرفين والمتصاعدة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ شن هجوم عنيف على باسيل تناوَله في السياسي والشخصي، ومن دون أن توفّر عبارات الهجوم رئيسَ الجمهورية، ولم تفلح الاتصالات لا الرسمية ولا الحزبية في تدارك الوضع.
وفي هذا الإطار، رأت أوساط مطلعة على مجريات الأحداث، أن هذه الخضة التي شهدها الشارع اللبناني بالأمس هي أبعد من مسألة انتخابات، هي مسألة من يحكم البلد: شراكة الطائف أو إعادة التموضع والالتفاف على إصلاحات وثيقة الوفاق الوطني التي أقرّت في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية خريف عام 1989".
وإن كان باسيل أخطأ في ما قاله بحق بري إلا أن ردة فعل جمهوره كانت "بلطجة" بـ"بلطجة"، ففي المحصلة، هذا هو لبنان، وهذا هو الشعب اللبناني الذي يثبت عند كل أزمة أو استحقاق أن ولاءه الأول والأخير للزعيم وليس للوطن.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News