"ليبانون ديبايت"- فادي عيد
تفرض الخصوصية العائلية والمناطقية واقعاً إنتخابياً مختلفاً في دائرة جبيل ـ كسروان، خلافاً لما هو عليه الواقع في بقية الدوائر. فالشخصيات المستقلّة، كما العائلات، تفرض نفسها كشريك قوي بأصواته، وقادر على فرض شروطه في هذه الدائرة.
وعلى الرغم من كل التوقّعات والحسابات، فإن التخبّط لا يزال عنوان المشهد الإنتخابي في هذه الدائرة، في ضوء الضياع الناجم عن سببين أساسيين، الأول يتمحور حول قانون الإنتخاب الجديد المبهم والمعقّد، والثاني مرتبط بالإختلاف الكبير عن انتخابات ال2009 عندما كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيس لائحة "التيار الوطني الحر" في كسروان.
من جهة أخرى، فإن لائحة "التيار الوطني الحر" لم تُنجَز بعد، إذ لا تزال العملية في إطار الجوجلة، خصوصاً وأن العميد شامل روكز، وبحسب مصادر نيابية كسروانية، لا يحظى برضى شريحة كبيرة من قاعدة "التيار الوطني" في المنطقة، وذلك بسبب هامش الإستقلالية عن "التيار" الذي يريد الحفاظ عليه، علماً أنه بحاجة إلى أصوات محازبي "التيار العوني"، الأمر الذي أدّى إلى حالة من التناقض بدأت تؤثّر سلباً على الوضع الإنتخابي.
في سياق متصل، قالت المصادر نفسها، أن المشاورات تتركّز الآن على تأليف اللوائح في دائرة كسروان ـ جبيل، وسط مناخ من التشنّج الواضح، خصوصاً بعدما جرى التداول بأسماء غير منتمية إلى "التيار"، كالنائب السابق منصور البون، ونعمت افرام، والوزير السابق زياد بارود.
وفي حين ذكّرت المصادر النيابية بالخصومة السياسية بين البون و"التيار"، ذلك أن البون ترشّح مرّتين ضد العماد عون. أشارت إلى أن بارود وافرام محسوبان على الرئيس السابق ميشال سليمان، علماً أن الرئيس عون كان قد دعم افرام في انتخابات جمعية الصناعيين.
في المقابل، فإن افرام اليوم قريب من جبران باسيل، بينما العميد روكز قريب جداً من رئيس بلدية جونية جوان حبيش، وكأن انتخابات جونية وتردّداتها لم تنتهِ حتى اليوم.
في موازاة ذلك، تؤكد المصادر، أن العلاقة بين "التيار" ونوابه متوتّرة، وذلك على خلفية استبعاد البعض منهم، كالنائب يوسف خليل الذي أصبح في معراب، في حين يؤكد النائب نعمة الله أبي نصر أنه غير مرشّح لا هو ولا نجله تعبيراً عن امتعاضه، والنائب فريد الياس الخازن مرشّح، إلا أنه لم يأخذ قراره النهائي بعد، كونه يتّجه إلى تنظيم خارطة طريق معركته الإنتخابية.
أما بالنسبة لجبيل، فإن الصورة أيضاً غير واضحة حتى اليوم، وتحتاج إلى بعض اللمسات، ف "القوات اللبنانية" تدعم المرشّح زياد حواط، في حين يجري الحديث على أن النائب عباس الهاشم شبه مستبعد جراء عدم رضى الثنائي الشيعي عنه، في ضوء التوجّه لترشيح شخصية مستقلة غير حزبية وقريبة من القيادات المسيحية في المنطقة، علماً أن أسماء عدة مطروحة في هذا السياق، من بينها المحامي حسين همدر، وطلال المقداد الذي لعب دوراً أساسياً في معالجة ملف بلدة لاسا بالتنسيق بين الأحزاب وبكركي، وتربطه علاقات جيدة بالأحزاب المسيحية في جبيل.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News