ليبانون ديبايت - فادي عيد
من عدم وجود صراع أيديولوجي مع إسرائيل، إلى مرسوم الأقدمية لضباط قد لا يستحقّون جميعهم هذه الترقية وفقاً للقانون، إلى مرحلة "البَلطَجي" و"تكسير رأس" رئيس مجلس النواب، إلى حديث لمجلة "ماغازين" حول عمل "حزب الله" لعرقلة قيام الدولة، كل هذه المواقف المتلاحقة ما بين رئيس الجمهورية من جهة، وصهره الوزير جبران باسيل، تؤشّر من دون أدنى شك إلى انطلاق مرحلة جديدة بين "حزب الله" ورئيس الجمهورية ممثّلاً برئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل.
تذكّرنا هذه الأحداث، يقول مصدر سياسي مواكب، بمرحلة وصول الرئيس ميشال سليمان حيث اكتشف بحكم موقعه واطلاعه على خفايا الامور حقيقة الضرر الذي يسببه حزب الله للداخل اللبناني، عندها انقلب على "الحزب"، وعمل على إصدار "إعلان بعبدا".
في المقابل، يخشى المصدر تكرار هذه التجربة مع العماد ميشال عون الذي يتزعّم تياراً سياسياً عريضاً وذلك على أبواب مرحلة إقليمية وسياسية شديدة التعقيد.
ويسأل المصدر، هل ما يحصل له علاقة بالوضع السوري وبتأزّم العلاقات الروسية ـ الإيرانية، أم أنه يأتي بدون حسابات سياسية بهذا الحجم؟
الأهم، تابع المصدر، أن الحيرة تحكم قراءة مواقف الوزير باسيل، حيث يجمع الخصوم والحلفاء على عدم فهمها وفهم خلفياتها. يطرح الخصوم نظرية أن يكون باسيل يسعى إلى زعامة مسيحية عبر استعداء "حزب الله" والإصطدام معه، في حين يطرح حلفاء باسيل أن هذا الأمر غير وارد ولا يُحسب بالنقاط، بل بالسياسات المحلية والإقليمية قبل أي شيء آخر.
يطرح الخصوم أن باسيل يهيّء لما بعد رئاسة عون، ويعرف أن "حزب الله" يسير بسليمان فرنجية، في حين يطرح الحلفاء أن هذه الأمور مرهونة بأوقاتها، وغير دقيقة حتى الساعة.
ولكن يطرح السؤال ما الذي يدفع باسيل إلى مثل هذا الهجوم، والذي أنسى الرأي العام موقف الوزير الياس بو صعب من الجيش السوري وجوداً واحتلالاً.
على الأرجح، أضاف المصدر السياسي، أنها معركة رئاسة الجمهورية، وقد بدأ يعمل باسيل على خط اجتذاب قوى 14 آذار سابقاً نحوه، مع الحفاظ على علاقته الإستراتيجية مع "حزب الله". أي بمعنى آخر، "نحن نتفق مع حزب الله في مواجهة إسرائيل، إنما نتفق مع قوى 14 آذار في منطق بناء الدولة". وفي الحالتين، سوف يخسر باسيل ثقة "حزب الله"، كما يحلّل المصدر، من دون أن يربح ثقة 14 آذار، ويتحوّل مرشحاً لرئاسة الجمهورية في وجه سليمان فرنجية، ومتحرّراً من قرار "حزب الله" ويحكمه في الإختيار بينه وبين فرنجية.
إلا أن هذا "البازل"، بحسب المصدر ذاته، تنقصه قطع كثيرة يبدو أن الوزير باسيل لم يأخذها بعين الإعتبار سواء من جهة المعارضين و"حزب الله" صقوراً وحمائم، أو من جهة حلفائه، وقد يكون في العجلة الندامة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News