كرمت وزارة التربية الفرنسية، رئيس مؤسسات العرفان التوحيدية في لبنان، الشيخ علي زين الدين، في احتفال أقيم في بلدة السمقانية الشوفية برعاية وحضور رئيس اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنبلاط، والسفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه.
وحضر الإحتفال، تيمور جنبلاط، ونائب المستشار الثقافي في السفارة، لوسيانو ريزبولي، ومدير المعهد الثقافي الفرنسي سيد رويس، ومسؤولة البروتوكول في المعهد اندريا واكيم. وزير التربية، مروان حمادة، ونائب رئيس حزب القوات اللبنانية، جورج عدوان، شيخ عقل الموحدين الدروز، نعيم حسن، المفتش العام المساعد للأوقاف الإسلامية في لبنان، الشيخ حسن مرعب، راعي أبرشية صيدا للموارنة المطران مارون عمار، ممثلون النواب نعمة طعمة، ومحمد الحجار، والمرشحين للانتخابات النيابيه انيس نصار والوزير السابق ناجي البستاني، قائد الشرطة القضائية العميد أسامة عبد الملك، قضاة المذهب الدرزي فيصل ناصر الدين وسليمان غانم وغاندي مكارم ورؤساء لجان واعضاء من المجلس المذهبي وامين سر واعضاء من جمعية اصدقاء العرفان قائمقام الشوف ومراء عامين وشخصيات ثقافية وتربوية واجتماعية ورجال دين.
وبعد كلمة لنائب المستشار ريبولي الذي اثنى على دور الشيخ الدين التربوي، والصداقة المميزة بين لبنان وفرنسا، تلاها تقليد رئيس مؤسسات العرفان التوحيدية وسام السعفة الاكاديمية، تحدث الشيخ زين الدين حيث قال، "يُسعدُني أن أرحِّبَ بكم في العرفان، وأن تكون المناسبةُ محطةً من محطات العلاقة اللبنانية الفرنسية في إطارها الثقافي والتربوي، متوجِّهاً بالشكر الجزيل إلى المستشارية الثقافية والتربوية في السفارة الفرنسية في لبنان لتقديم السعفة الأكاديمية لي، كرئيسٍ لمؤسسة العرفان التوحيدية، وفي ذلك تأكيدٌ على التعاون الوثيق بيننا وبين جمهورية فرنسا على أكثرَ من صعيد، وخصوصاً على الصعيد التربوي والثقافي، وقد عمِلنا مع المركز الثقافي في دير القمر، منذ تأسيسه في العام 1993، على رفع مستوى اللغة الفرنسية في مدارسِنا، حيث عقدنا اتفاقاتٍ ثنائية لتطوير هذه اللغة، إيماناً بأهميتِها كوجهٍ ثقافيٍّ وحضاريٍّ بارز، وتأكيداً منَّا على أهمية الانفتاح اللبناني على الثقافات العالمية."
وأضاف، "إنني إذ أقدِّرُ مشاركتَكم الغالية، فإنني أتقدَّمُ من المستشارية الثقافية والتربوية الفرنسية، رئيساً وفريقَ عمل، بالشكر الجزيل على هذه المبادرة الكريمة، وأتوجَّهُ إلى سعادة السفير الفرنسي بالتقدير والامتنان للحضور والرعاية، وفي ذلك إشارةُ وفاءٍ وتقديرٍ لأسرة مؤسسة العرفان التوحيدية ولجميع التربويين والمعلمين الذين يحتضنون آلافَ الطلاب في مدارس العرفان في منطقة الجبل وغيرها من المناطق اللبنانية".
وتابع "لقد أردنا هذه المناسبة، بالإضافة إلى طابَعِها التربوي، محطةً ثقافيةً وطنيةً جامعة، برعاية معالي الأستاذ وليد بك جنبلاط وحضور الأصدقاء الكرام، للتأكيد على رسالة الانفتاح والحداثة التي تحملُها العرفانُ ويتميَّزُ بها الموحدونَ الدروز، بما في ذلك من تأكيدٍ على نهج المصالحة والأخوَّة الذي تبنَّيناه بقناعةٍ راسخة، وما وجودُكم الكريمُ اليوم إلَّا تأكيدٌ على ما يُجسِّدُه الجبلُ من وحدةٍ، وما يمثِّلُه من نموذجٍ أرقى للعيش الواحد المشترَك، وهو ما نُكرِّسُه يومياً وعند كلِّ استحقاقٍ ومفترَق، يقيناً منَ الجميع بأنَّ الجبلَ هو قلبُ لبنانَ، وبأنَّ سلامتَه لا يمكنُ أن تكونَ إلَّا بالمصالحة والتعاون والتكامل. وتلك هي رسالةُ التربية الأولى، وهذه هي رسالةُ العرفان."
ولفت، "إلى أننا نؤكِّدُ على رسالتِنا التربوية وواجبِنا الأخلاقي في ترسيخ القيمِ الاجتماعية والإنسانية، وقد انتشرت فروعُ مدارسِنا في المناطق النائية والقرى الريفية في الشوف وعاليه وحاصبيا وراشيا، وعمِلنا على توطيد أفضلِ العلاقات مع أطياف المجتمع اللبناني دون استثناء، بالإضافة إلى الهيئات الحكومية، والسفارات المتعاونة، وبالأخصّ السفارة الفرنسية، لما لها من دورٍ بارز وبَنَّاء على أكثرَ من صعيد، لنكونَ بمثابةِ جسرِ العبور من مرحلة الصدام والدمار إلى مرحلة السلام والطُمأنينة، وذلك من خلال إعداد نخبةٍ من الطلاب المؤمنينَ بإنسانيتهم، والمندفعين لنهضة أوطانهم، والحاملين بأيديهم وعقولهم مشاعلَ النور والمعرفة جيلاً بعد جيل."
وختم قائلا، "إنَّ هذه السعفةَ الأكاديمية التي تقدِّمُها لنا الدولةُ الفرنسية والتي تزيدونها قيمةً بحضورِكم الكريم، ما هي إلَّا عُربون تأكيدٍ جديدٍ على عمق الصداقة التي تجمعُنا بفرنسا، وفي ذلك أيضاً نوعٌ من المصالحة مع التاريخ، يُضافُ إلى مصالحة الجبل التاريخية، والفضلُ يعودُ للقيادة الحكيمة ولأصحاب الغبطة والسماحة، ولكلِّ المؤمنين بالشراكة والعيش المشترَك، ولجميع الدول الداعمة للبنانَ وشعبِه، وفي مقدمتِها فرنسا، لكي يبقى لبنانُ دائماً وطنَ الثقافة والسلام والتوحيد.".
اخترنا لكم



