"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
يومٌ واحدٌ استغرق تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة بعد استشارات نيابيّة حصد منها غالبيّة واسعة بلغت 111 نائباً من أصل 128. تاريخ سجّل في الرابع والعشرين من أيّار ومرّ عليه أكثر من شهرين من دون أن تنجح القوى السياسيّة بعد في الإتفاق على صورة مجلس الوزراء الجديد وتخطّي العقد والعراقيل المُلقاة على خطّ مسار التأليف.
وعلى ضوء التكليف رسم الرئيس الحريري مشهديّة الحكومة والعناوين الكبرى التي تترأس الأجندة السياسيّة المحليّة، وراح يستقبل رؤساء الأحزاب والأفرقاء ويستمع الى مطالبهم، مُتمسّكاً بالتوافق الداخليّ الذي يعتبره السبيل الوحيد لولادة المجلس بالتعاون مع رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون.
التيّار الوطنيّ الحرّ، وبشخص رئيسه وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، هو أوّل "المُتهمين" بالتعطيل ووضع العراقيل وخلق العقد الطائفيّة ووضع الفيتوهات على الحقائب والأسماء، وهذا ما ينفيه عضو تكتّل لبنان القوي النائب نقولا صحناوي في دردشة مع الصحفيّين.
صحناوي أكّد أنّ "موقف التيّار واضح جدّاً، والمعارك التي شنّها في مراحل سابقة، أدّت الى وصول رئيس جمهوريّة قويّ الى بعبدا، والقوّة تتمثّل في شخصيّته، وتمثيله الشعبي، وكتلته الوزاريّة والنيابيّة وصلاحيّاته التي نصّ عليها الدستور والتي طرحتها الأعراف السّائدة نتيجة التوازنات القائمة في البلد".
وقال:"نحن مستعجلون لتشكيل الحكومة، للسير بالملفات العاجلة والطارئة التي يتوقّف عليها مستقبل البلد، والتي لا تحتمل التأجيل والتأخير، وكنا نعتبر أنّ الشهرين الماضيين هما بمثابة فترة سماح طبيعيّة، ومن يعطّل هو الفريق الذي يطالب بحصص تفوق حجمه الحقيقيّ والذي حدّدته الإنتخابات النيابيّة، وهما في هذه الحالة طرفان".
وأشار نائب رئيس التيّار الوطنيّ الحرّ، الى أنّ "رئيس الجمهورية، يكون قويّ لوحده وبصلاحيّاته وتواقيعه، كحال الرئاستين الثانية والثالثة، ومن حقّ الرئيس عون الحصول على وزراء له كما وللتكتّل حصّته التي أنتجتها الإرادة الشعبيّة في السّادس من أيّار، فيُعطى كلّ اربعة نوّاب وزير، وذلك انطلاقاً من وحدة المعايير".
واعتبر أنّ "الحريري هو المايسترو الذي يجب أن يوفّق بين الجميع ويخرج بحكومة وحدة وطنيّة، ويحلّ العقد القائمة سواء الدرزية او المسيحيّة او السنيّة"، مشدّداً على أنّ "التكتّل يريد للرئيس المكلف ان يكون قويّاً، وأن ينال حصصه الوزاريّة، وهو لا يضع اي فيتو سواء لناحية الحقائب او الأسماء".
وتوقّف صحناوي عند الكلام الذي يخرج بشأن حكومة أمر واقع او اكثريّة، مشيراً الى انّه "من المُبكر الحديث عن الحلول المُتطرّفة، ويجب ايجاد توازن معيّن ضمن اطار حكومة الوحدة الوطنيّة لأنّ المسارَيْن المُشار اليهما كلفتهما غالية على البلد، من دون أنّ ننسى أننا للأسف في بلد طائفي والصراع الأساسيّ يأتي في هذا السياق".
وأمل أن تكون المشكلة التي تعيق تشكيل الحكومة داخليّة، اذ علينا الا نقبل التوقيع على ايّ نيّة تعطيليّة آتية من الخارج،"اللي قلبو أكيد مش علينا".
ورأى صحناوي أنّ "الهاوية التي يقف لبنان على شفيرها أهمّ من المصالح الآنيّة، والوزير باسيل لا يضع العراقيل، لكن هناك حدود يمكن القبول بها، ولن نكون شهود زور، ومن يريد أن يتصرّف بحصته له ذلك ان اراد لكن ليس من حصّة غيره".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News