المحلية

الخميس 07 آذار 2019 - 02:00 LD

الأميركيّون لا يرغبون بعون!

الأميركيّون لا يرغبون بعون!

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح

«الإنزال الأميركي» على سواحل كسروان والذي تسلّل إلى وجهته الداخليّة بغطاءِ عشاءٍ دسم حضره الفريق الوزاري لدى «القوّات» معزّزاً بوكيلة شؤون رئيس الحزب، أرادته معراب تدشيناً لزيارة المساعد الأوّل لوزير الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد إلى بيروت «من حضرتها»، لكن واشنطن ترى أبعد من ذلك، وظّفته كرسالة في عدّة اتجاهات: القوّات أمامنا وعون وراءنا!

لقد لمسَ تدشين الزيارة الأميركيّة من سواحل كسروان ربوع بعبدا التي تُبيّن الوقائع المستمدّة عن زوّار دائمين إلى القصر برتبة نوّاب ووزراء، أنّ «الضيف الأميركي» لم يطلب موعداً للقاء رئيس الجمهوريّة ميشال عون كما تفترض الأصول الدبلوماسيّة الواجب اتباعها من قبل موفدي الدول، بل جَنَحَ صوب إجراء لقاءات جانبيّة محصورة بأصدقاء واشنطن في بيروت، ما أعطى انطباعين:

الأوّل وجود نيّة أميركيّة واضحة في تجاهل مقام رئاسة الجمهوريّة، علماً أنّ هذا السلوك تكرّر لأكثر من مرّة منذ بلوغ عون كرسي بعبدا، ثم أنّ واشنطن التي يقال إنّ موفدها حضر إلى بيروت «بشكلٍ مستتر من دون موعد مسبق» من أجل تنسيق زيارة وزير خارجيّته، مايك بومبيو، تريد استثناء عون من أي دورٍ فيها.

ثانياً بروز رغبة أميركيّة في تأمين مناخٍ ساخن يتولّى مهمّته من التقاهم ساترفيلد، ويكون هذا الجو مقدّمةً لزيارة وزير الخارجيّة، الذي حرُصَ على تهيئة مناخاتهم السياسيّة، بل جدول اللقاءات التي سيجريها الوزير، والذي سيتخلّله لقاء حاشد بأصحاب لقب السياديين.

أكثر من ذلك، ثمّة من يقول أنّ سلسلة العقوبات الأميركيّة التي تواجه بها واشنطن حزب الله، سرعان ما سترتد على قصر بعبدا، وإنّ بمفاعيل غير تنفيذيّة على الأرض، بل وجه الشك يحوم حول اعتماد أساليب سياسيّة على سبيل مقاطعة زيارات القصر، تماماً كما أسقط على الرّئيس إميل لحّود خلال تنفيذه لولايته الممدّدة.

أصلاً الولايات المتّحدة وخلال عامين من ولاية عون، لم تجد بالرّجل سوى أنّه يندرج في خانة الأضداد السياسيين. وأصلاً ثانية، ما زالت واشنطن تذكر يوم أجبر عون وزير الخارجيّة الأميركي السابق ريكس تيلرسون والوفد المرافق له على المكوث في صالون الزوار في قصر بعبدا منتظرينه حتّى يجلسهم لمدّة دامت لأكثر من 10 دقائق! في الدبلوماسيّة قرأت واشنطن جيداً تلك الخطوة التي اندرجت ضمن خانة «الرسائل البالغة وليس حصول الأخطاء».

ثمّة إعتقاد راسخ في لبنان أنّه كلّما زاد عمر ولاية الرّئيس عون زادت معها المواجهة الدبلوماسيّة الناعمة ضدّه، وكبر الدليل حول أنّ أبناء «العم سام» لا يجدون عون في خاطرهم السياسي أبداً، بل لا يرغبون به لاعباً على الساحة، في غمرة تمدّده هو وحليفه الأوّل حزب الله في السلطة.

على ذمّة تسريبات، فإنّ زيارة بومبيو الذي يوصف في ميزان المسؤولين الأميركيين من «الصقور» و «أكثر المتطرّفين صوب فكفكة أذرع الجمهوريّة الاسلاميّة في إيران»، سيُدشّن عقب زيارته إلى لبنان، نمطاً جديداً من السياسة الأميركيّة تجاه هذا البلد وسط احتمالات تؤدّي إلى سلوكها خطوطاً ساخنة، وهذا يمكن قراءته من فلتات أشواط موفده ساترفيلد، الذي استخدمَ في أكثر من مكان وأكثر من مرّة، مفردات التحذير المعطوفة على اشكال التلويح باقتراب إصدار حُزم عقوبات شديدة ومعزّزة تجاه حزب الله.

معنى كل ذلك أنّ واشنطن تقترب من تغيير سلوكيّاتها السياسيّة في لبنان نحو نمطٍ آخر، منذ الآن وحتى نهاية ولاية عون، وطالما أنّها ترى أنّ حزب الله وحلفائه لهم اليد الطولة، في الرئاسة والبرلمان والحكومة، معنى ذلك أنّ درجة مواجهتهم ستكبر، ودرجات توظيف نقائضهم (جمع نقيض) للحؤول دون تركهم مرتاحين ستتعاظم، وهو تحديداً ما أشارَ إليه ساترفيلد أمامَ من التقاهم حول نسبة القدرة لدى حزب الله على تمرير القرارات ومقابله نسبة القوّة الموجودة التي تتيح إحباط ذلك.

إلى جانب ذلك هناك من يردّد أنّ السلوكيّات الأميركيّة المتوقّع تدشينها سيكون طابعها «التشدّد التدريجي» في السياسة والاقتصاد، معكوساً على تعويل أميركي على إنشاء «لوبي ضغط» داخلي، تبدو القوّات عماده والاشتراكي شريكاً غير مضاربٍ فيه، مهمّته ستتبلور بوضعيّات علنيّة على طاولة مجلس الوزراء وفي السياسة الداخليّة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة