لبى النائب ابراهيم كنعان دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صباح اليوم الى لقاء استهل بترويقة للبحث في ملف التوتر العالي في المنصورية والحلول المقترحة. وعقب اللقاء الذي داعم أكثر من ساعة قال كنعان "تشرفت بلقاء صاحب الغبطة بناء لدعوته، ووضعته بتفاصيل الملف الذي اتابعه منذ العام 2005، كما وضعت بين يديه بعض الأفكار المتوافرة عندي والتي يمكن ان تشكّل نوعاً من الخرق في هذا الملف الشائك المستمر منذ العام 2005".
واضاف: "سيدنا البطريرك متفهم ولديه كل الرغبة والارادة للوصول الى حلّ، اذ لا يجوز ان يستمر الموضوع على ما هو عليه، لا بالنسبة للأهالي ولا للحكومة ووزارة الطاقة. ونتمنى ان تسهم الأفكار التي بحثتها مع البطريرك والتي اتحفظ عن ذكرها راهناً، وستطرح في الإجتماع اللاحق الذي سيحصل في الوصول الى حلّ. واتمنى على الجميع التراجع خطوة الى الوراء والبحث بهدوء، وترك المجال للعلم والقانون وحقوق الأهالي بمعالجة تأخذ في الاعتبار هواجسهم، لاحداث خرق، لاسيما أن الملف في يد سيدنا، ولنا مصلحة جميعاً في أن ينتهي بخير وسلام".
ورداً على سؤال عن استمرار الحوار في ضوء تواصل التحركات في المنصورية، اجاب كنعان:" بالامس التقيت الأب فرام مع عدد من الاشخاص الذين يمثلون المنطقة، وكان هناك رأي بوقف الأعمال ريثما يأخذ الحوار مجراه. وقد كانت لنا محاولة على هذا الصعيد، لكننا اصطدمنا بتقنيات قانونية لها علاقة بقرار مجلس الوزراء والتعليمات المعطاة للتنفيذ. فالأجهزة الأمنية والقضائية تنفذ قرارأً سياسياً. وفي ضوء طاولة التحاور التي بدأتها صباحاً مع السيد البطريرك، والتي ستستكمل في اجتماعات أخرى مع المعنيين بالملف، نتمنى ان نتوصل الى سحب التشنج والتوتر".
وفي شأن إن كانت المسألة انتخابية وسياسية، أوضح كنعان أن "المسألة ليست كذلك بالنسبة لي، والملف موضع متابعة يومية منذ العام 2005، وجرى الاجتماع والتواصل مع الاتحاد الأوروبي ومجلس الانماء والاعمار، وكانت لي لقاءات مع الأب مروان تابت، راعي ابرشية كندا حالياً، وكانت هناك مطالبة بلجنة حيادية. لذلك، فحرام وضع المسألة في اطار انتخابي، واذا كان من احد يتعاطى معها من هذا المنطلق، فالأكيد أنه ليس انا، ولا الجهة التي امثلها، كما لا اريد اتهام احد من المتواجدين على الأرض".
واضاف:"على صعيدي الشخصي، لا زلت على موقفي نفسه منذ العام 2005، وانطلق من طمأنة هواجس الأهالي مع تأمين الكهرباء، وعلى المسؤول ان يتعاطى مع المشكلة ويسعى لحلها، لا بلغة المزايدة ونقل المشكلة الى أماكن أخرى. فمطلوب تفهم الناس وهو ما تسعى اليه وزارة الطاقة مع 4 وزراء متعاقبين، كما كانت هناك مساع من قبل فخامة رئيس الجمهورية. لذلك، فلنتعاطى مع المسألة من الناحية الاجتماعية والانسانية والنفسية، وضرورة تأمين الكهرباء من خلال الربط السداسي الذي يعود الى العام 1997، ولم تتأمّن الحلول له منذ ذلك الحين. والأكيد ان المشهد الذي نراه في المنصورية لا احد يريده ولا يليق بأحد منا".
ورداً على سؤال عن المخاوف التي يعبّر عنها الأهالي، اشار الى أن "عندما تنقطع لغة الحوار والتفاهم بين الناس والسلطة تزداد المخاوف لذلك نحن اليوم في بكركي، حيث هناك فرصة يجب ان يتجاوب معها المعنيون للوصول الى الحل من خلال ادخال العامل الانساني والاجتماعي وحلحلة الاشكاليات".
ورداً على سؤال عن ضرورة التعاطي علمياً مع المسألة، شدد كنعان على أن "هناك دراسات عدة محلية ودولية، وقد وضعت تقارير قابلة للبحث ولكن المشكلة اليوم ابعد من العلم في ضوء استمرار الأزمة منذ 17 عاماً، ما يحتّم الجمع بين افكار الوزارة والأهالي، وطرح البدائل الممكنة التي باتت بعهدة سيدنا البطريرك".
ورداً على سؤال عن ان الأهالي اشتروا منازلهم مع علمهم بوجود خطوط التوتر العالي، وان هناك مناطق أخرى تمر فيها خطوط التوتر العالي قال كنعان "هناك مجتمع قلق يجب طمأنته، واذا كان من مشكلة معيّنة يجب معالجتها وعدم مواجهة الناس. واذا كان من مرض يعاني منه شخص ما، فالمساواة لا تعني نقل المرض الى آخرين. لذلك، فالمطلوب البحث علمياً ووضع التقارير امام الناس واذا لم يقتنعوا لا بد من طرح بدائل. ووزارة الطاقة تطرح باب التعويضات، وهناك افكار اخرى يمكن بحثها. وقد نلجأ لاحقاً الى قانون برنامج يؤمن الحل في كل لبنان لخطوط التوتر العالي، لكننا امام مشكلة محددة، ووجودنا في بكركي للبحث بلغة العقل والأنسنة، واعرف انا ووزارة الطاقة واننا في التيار والتكتل منفتحون على البحث بالامكانات المتوافرة، التي توائم بين تأمين الكهرباء وطمأنة هواجس الناس".
وهل من تمايز بينه وبين وزراء ونواب التيار في مقاربة ملف التوتر العالي قال كنعان: " لقد تعلّمت في مدرسة ميشال عون، ونحن تيار ولسنا حزباً، ونؤمن بالديموقراطية وعندما نتبادل الآراء في اجتماعاتنا "اهربوا". وانا ابن هذا التيار وملتزم بمبادئه العامة وسياسته، وعندما اتحدث عن حواري مع أهلي، لا أكون بغربة عن تياري".
وكان استقبل النائب ابراهيم كنعان في دارته مساء امس كاهن رعية سانت تريز المنصورية الاب داني فرام مع وفد من الاهالي، وبحث معهم في ملف التوتر العالي في المنصورية والحلول الممكنة، مكررا موقفه المنطلق من امكانية مد الخطوط بطول 2 كيلومتر تحت الارض.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News