المحلية

الاثنين 07 تشرين الأول 2019 - 03:00 LD

هل يغيّر حراك الشارع المعادلات السياسية؟

placeholder

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

تبدي أوساط ديبلوماسية عربية في بيروت قلقاً ملحوظاً من تداعيات التطورات الدراماتيكية على الساحة العراقية على مجمل المشهد الإقليمي وعلى ساحات المنطقة المتشنّجة، وتحذّر من الإنزلاقات وفق "دومينو" مدروس للحراك الإعتراضي الذي يأتي على خلفيات إجتماعية، وينذر بتحويل أي مواجهة أو اعتصام أو إعتراض في أي ساحة إلى "كباش" سياسي، وليس إلى فرصة لتلبية تطلّعات الجمهور الذي يتظاهر مطالباً بالإنماء وبفرص العمل وبمحاربة الفساد.

ووفق هذه الأوساط، فإن المواجهات الجارية والتي ترتدي طابعاً إجتماعياً، ستؤدي نحو رفع درجة التحدّي والتوتّر على المستوى السياسي، خصوصاً وأن المسار الذي سلكته التظاهرات المطلبية يفتح الباب أمام الكثير من الأسئلة حول العناصر السياسية المتشابكة مع المشاكل الإجتماعية في تحرّكات الشارع، أكان في العراق أو في بيروت أو في أي بلد آخر.

وفي الوقت الذي تتركّز فيه الأنظار على الشارع العراقي اليوم، فإن الأوساط الديبلوماسية نفسها، تعتبر أنه من المبكر الدخول في أي سيناريوهات حول النتائج التي سيؤول إليها تحرّك هذا الشارع، وإن كانت تعتبر أن النموذج المطلبي مرشّح لأن يمتدّ إلى شوارع أخرى في المنطقة، خصوصاً وأن الصعوبات والمشاكل الإقتصادية والإجتماعية، والتي تأتي على خلفيات سياسية بالدرجة الأولى، باتت تحاصر كل الأطراف، وذلك مع العلم أن الساحة اللبنانية اليوم تبدو على مشارف منعطف حسّاس ودقيق على المستوى الإجتماعي، في ضوء ما حصل من حراك في بعض المناطق يوم الأحد الماضي وأمس، والذي تزامن مع معلومات متداولة حول تكرار هذا الوضع مرة جديدة وفق أجندة مطلبية تتعلّق بالوضع المعيشي الصعب الذي يعاني منه اللبنانييون على اختلاف إنتماءاتهم السياسية والطائفية.

و من هنا، فإن استمرار عبء هذا الواقع على المواطنين يجعل من الساحة اللبنانية أمام تحديات عدة، كما تضيف الأوساط، والتي تؤكد وجود توجّهات جدّية لدى الحكومة بإحداث تغيير حقيقي في المعالجات الجارية، ذلك أن أساس الأزمة كان الوضع المالي والعجز، والسبيل للمواجهة هو الإلتزام بشروط الدول المانحة في مؤتمر "سيدر 1"، والحصول تالياً على المساعدات الموعودة، والتي ستكفل تغيير المشهد وانتقال الساحة اللبنانية من واقع الأزمة إلى واقع الإنفراج.

وتضيف الأوساط نفسها، أن استمرار الإنقسام السياسي قد يتفاعل باتجاه تعميق المأزق في حال تجدّدت الإعتصامات في الشارع، مما قد يؤدي إلى إحداث تغيير في المعادلات السياسية، وذلك على الرغم من كل المحاولات الجارية في كواليس السلطة من أجل تجاوز ما مرّت به من أزمة في الأيام القليلة الماضية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة