"ليبانون ديبايت" - المحرر السياسي
أخرجوا سعد الحريري من التسوية، وضعوا أيديهم على العسكر والأمن، أعادوا العمل بمجموعة جميل السيد من سياسيين ونواب وإعلاميين، تمكنوا من تطويع وليد جنبلاط ليعارض تحت سقف حزب الله كما عارض سابقاً تحت السقف السوري، حاصروا سمير جعجع عبر فصل حلفائه عنه منعاً لسقوفه العالية، نجحوا في محاصرة الثوار وتحويل أهدافهم الى المراد المالي، ليصبح الهدف مصارف ومصرف لبنان، أقاموا الخيم في باحات الثورة حتى طوقوا معظمها وجعلوا البعض غير المطواع ثائراً مغرّداً عن بعد لا أكثر.
عزلوا ميشال عون حتى بدا في الاجتماع المالي أمس كذلك المسكين المكره على تأييد قرار عدم الدفع من دون خطة ومن دون ضمانة صندوق النقد الدولي للدائنين في خطوة غير مسبوقة في تاريخ عدم السداد، وها هو رئيس الحكومة يخطب فينا أمس وكأننا في سويسرا، أو كأن المال سوف يتدفق على لبنان، في حين أنهم يستعدون للإنقضاض على آخر الموارنة المتروك من زعماء الموارنة، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
سلامة الذي لو أمسكوا عليه ملفاً حقيقياً لكانوا رجموه وما رحموه، سلامة الذي حوّل حصارهم للمصارف الى تداول طبيعي بالشيكات والتحاويل، وأعطى هؤلاء المصارف المال للتداول نقداً في حدوده الدنيا مانعاً تحويل الدولار الى الخارج، وحاول ويحاول ضبط سوق الصرف وحماية المواد الاستراتيجية للمواطن من غذاء ونفط ودواء...
بينما يعدون هم عدة التابعية الشيوعية لمهاجمته والمصارف من جديد، في محاولة للبطش به لصالح بيفاني ما أو بطيش ما، يسهل معه تنفيذ سياساتهم.
الأمور تتجه الى الأسوأ وبعض الثوار يظنون أن إسقاط النظام الاقتصادي الحرّ انتصار لهم، لكنهم لا يعرفون لبساطتهم من يخدمون، فيما لا يتجرأ الثوار الحقيقيون على الصراخ ورفع الصوت في الاتجاه الصحيح.
يعملون على تشويه صورة رياض سلامة المشهود له دولياً، وهو الباقي كآخر العوائق امام مشروع المواجهة الإيرانية مع أميركا واذا ما نجحوا في اسقاطه، لصالح من هو ضعيف الشخصية، أو من تجرّب لسنوات في الادارة من دون أن يتميز على الإطلاق، ولكن إذا ما نجحوا فسوف نكون أمام مشهد لبناني آخر لا يشبه ما يسعى اللبنانيون إليه ولم نشهد على مثله. من قبل!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News