"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
تبدي مصادر نيابية مطّلعة، قلقها من أن يغرق الداخل اللبناني الرسمي والشعبي في مناقشة دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى الحياد والذهاب في هذا النقاش على نحو يؤدي إلى إضاعة الوقت وتبديد الجهود التي يجب أن تتركّز على القضايا والملفات الحيوية والحياتية والمعيشية، وذلك بصرف النظر عن كل الإعتبارات التي دفعت ببكركي إلى إطلاق هذه الدعوة، والتي ترى هذه المصادر أنها متعدّدة، وإن كانت في الجوهر تأتي من باب الحرص على دعم لبنان واللبنانيين في لحظة داخلية دقيقة، حيث تدل كل المؤشّرات على اقتراب الإنهيار الإجتماعي وسقوط الإستقرار نتيجة انهيار سعر صرف الليرة وتنامي الأزمات في كل المجالات، وليس آخرها أزمة البطالة التي لامست أرقامها عتبة المليون عاطل عن العمل، أو المصروف من وظيفته في القطاع الخاص خصوصاً.
وبناء على هذه المقاربة، فإن المصادر النيابية نفسها، لفتت إلى أهمية النقاش الهادئ والموضوعي لعنوان الحياد، في ضوء اكتمال كل عناصر هذا النقاش، وهو ما لم يتحقّق بعد، وبالتالي، فإن السجال الذي بدأ بشكل صريح خلال الأيام القليلة الماضية، مرشّح لأن يرتدي أشكالاً جديدة مع اتساع رقعة المواقف وتحوّل العنوان إلى مادة خلافية، لا سيما في ظل الردود الرافضة للطرح المذكور، والتي يعتبر أصحابها أنه من الصعب البقاء على الحياد في منطقة تشهد صراعات محاور قاسية، وتتعرّض لتهديد مستمر من قبل العدو الإسرائيلي.
وترى المصادر النيابية المطّلعة على حيثيات مقاربات المعترضين على دعوة البطريرك الراعي، أن التوقيت ليس ملائماً لطرح قضايا خلافية في الوقت الذي يبدو فيه من الصعوبة بمكان التقاء كل القوى السياسية اللبنانية على قواسم مشتركة، وذلك على الرغم من الأزمات الخطيرة التي تواجه الجميع ولا تستثني أي فريق سياسي أو حزبي أو طائفي على الساحة الداخلية.
وانطلاقاً مما تقدّم، ترى المصادر النيابية ذاتها، أن الواقع الداخلي المعقّد، ينذر بانحدار وضع البلد إلى مراحل أخطر مما هي عليه الآن، مما سيضع كل القوى السياسية في مواجهة تحدّي المسؤولية أمام الرأي العام، وسيؤدي إلى إحراج السلطة، خصوصاً وأن الحكومة ما زالت تفتقد الحلول السريعة واللازمة للتخفيف من وطأة الأزمة المتفاقمة.
ولذا، فهي تكشف عن أهمية تجميد الخلافات وطي صفحة الإنقسامات السابقة، ومن دون أن يعني هذا الأمر التخلّي عن دور لبنان التاريخي كجسر بين الشرق والغرب، بل على العكس، مناقشة تاريخية الحياد اللبناني في سياق حوار وطني يهدف إلى استعادة القناعة الوطنية بممارسة هذا الدور التاريخي، وبالتالي، تكوين موقف انطلاقاً من قناعة وطنية مشتركة.
وتكشف المصادر النيابية عينها، أنه في حال لم يتوافر الإجماع السياسي حول أي عنوان ذات طابع وطني، فإن الأسوأ هو المرتقب في المرحلة المقبلة، ذلك أن الظروف الراهنة هي أكبر بكثير وأصعب من قدرة اللبنانيين على المواجهة على كل الأصعدة بدءاً من السياسة وصولاً إلى المال والإقتصاد.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News