المحلية

السبت 25 تموز 2020 - 02:00

المؤسسات الخيريّة والواقع المأزوم!

المؤسسات الخيريّة والواقع المأزوم!

"ليبانون ديبايت" - الدكتور جومانة شهال تدمري, باحثة ورئيسة جمعية تراث طرابلس لبنان

صحيحٌ ان لبنان اليوم يمرّ في ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، والمؤكد ان الواقع الاجتماعي يُلقي بثقله على العديد من المؤسسات الاجتماعية والثقافية التي كانت تعوّل عليها العديد من العائلات قبل ان تتفاقم الازمة لتبلغ مستوياتها القياسية.

شَهد لبنان مسلسل فضائح لعديد من الجمعيات الخيرية التي تعتمد بغالبيتها على المساعدات المالية والهبات الرسمية من وزارة الشؤون الاجتماعية وفي بعض الاحيان من وزارة المالية، لكن هذه الفضائح لا تمثل كل الجمعيات الخيرية، فالعديد من الجمعيات تعتمد على التمويل الذاتي للمنتسبين اليها، ومعظم هذه الجمعيات تحتل مساحة محترمة على صعيد التقديمات الانسانية والثقافية والاجتماعية والتعليمية والتراثية، والهدف من الانتساب الى تلك الجمعيات، قناعات شخصية بضرورة دفع المجتمع الى الامام وخلق سبل العيش الكريم والمحافظة على التراث والمستوى التعليمي.

ببساطةٍ من ينتسب الى جمعية تعتمد على التمويل الذاتي يكون هدفه التمرد على الواقع السيء وخلق اطر تساهم في تبديل واقع الحال. ما يمر به لبنان اليوم من خلال الحجز على ودائع هؤلاء الاشخاص والذين بأغلبيتهم من المثقفين والعاملين في الشأن الاجتماعي في لبنان او خارجه، جمعوا ثروتهم من خلال اعمالهم وعلاقاتهم الدولية مع مؤسسات اجنبية باتوا اليوم في موقع لا يحسدون عليه.

أموالهم مُجمدة في المصارف، ولا قدرة لديهم لمساعدة تلك العائلات التي كانت تعتمد عليهم فيما مضى وهي اليوم بأمس الحاجة الى تلك المساعدات على كافة الأصعدة، فبات الضغط عليهم ثقيلًا لا بل ثقيلًا جدًا. كانوا في الغالب يلبون طلبات الاف العائلات واليوم تتقاطر اليهم العائلات لمساعدتها، حجم العائلات المحتاجة اليوم ارتفع اضعاف الاضعاف بينما السيولة انخفضت وربما وفي حالات كثيرة انعدمت.

الإهتمام بالحجر وترميم البيوت والخانات الأثرية لم يعدّ أمرًا مُلحًّا امام تأمين القوت اليومي لعائلات معدمة ماليًا، حتى التحصيل العلمي ورغم اهميته لا قيمة له عند عائلات لا تجد ما تسد به جوعها، فضلا عن تأمين الادوية والعقاقير للمرضى، واقع الجمعيات الخيرية الفعلية اليوم مأزوم.

وفي خضمِّ الكلام عن هيركات وارتفاع سعر صرف الليرة باتت العائلات المقتدرة ماليًا عاجزة عن المساعدة، ولم يعد أمام اللبناني الا الدعاء لربه ليمرر الازمة بأقل الخسائر وابخس الاضرار، والنافذة الوحيدة المتبقية اعتماد تلك المؤسسات على افرادها الذين يعملون بالخارج بتحويل بعض الاموال اليها خصوصا ان وباء كورونا جاء عاملا سلبيا على هؤلاء في دول الانتشار.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة