هجومٌ حادٌ من دريان على المسؤولين

توجّه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالة بمناسبة بداية السنة الهجرية الى اللبنانيين بالقول:"قليلة هي الحواضر التي عانى اهلها ما عانته بيروت، ومفهوم ان يكره البعض سلام بيروت وحرياتها وجمالها".

وقال: "يوم 4 آب هو يوم أسود في تاريخ بيروت ولبنان والمشرق فخراب المرفأ ومقتل المئات وجرح الآلاف يجعلنا جميعاً امام جريمة كبرى من أكبر جرائم العصر فكيف يمكن للمرء أن يقف صامتا او لا مبالياً امام هول هذه الجريمة الكارثة وكيف يمكن للبناني ان لا ينفجر وهو يرى بأم عينه تدمير عاصمته بفعل اهمال او عدم مسؤولية ممن سلّمهم قيادة البلاد وكيف لمن يتولى القيادة ان يتهرب من المسؤولية بحجة التراتبية الادارية وكيف يمكن للمسؤولين أن يواجهوا ببرودة اعين المفجوعين والمتألمين وما هذا التمسك المرضي بالسلطة مع ثبوت العجز وعدم الاكتراث بما سببوا للبنانيين من آلام وعذابات؟".

وأضاف: "يبقى المسؤولون في مراكزهم بحجة التراتبية ولا يبادرون خجلاً إلى ترك هذه المراكز وما هذا الغياب التام من ناحية شعور السلطة بشعبها وتمسكها بالكراسي فقد أعمتهم السلطة عن الحقّ".

وسأل دريان: "ألا يستحق اللبنانيون معرفة الحقيقة ولكن للاسف الشديد ما من حقيقة في لبنان وما من محاسبة؟".

ولفت الى أن "لا يريدون الإستعانة بالمحكمة الدولية بحجّة الحفاظ على السيادة وهم من أسقط سيادة لبنان وما من حقيقة ولا مساءلة أو محاسبة".

وقال: "قد لا نحتاج الى الحياد اذا بنينا دولة قوية وعادلة ومعززة بالوحدة والتماسك وما قيمة الحياد اذا كان المسؤول لا يقيم وزنا لمفهوم الاستقلال والسيادة؟".

وشدد على أن "التهديد الوجودي للبنان الوطن والدولة، يقتضي أمورا عاجلة، تحقيق دولي لتحديد المسؤوليات واستعادة الثقة، الإقبال على تغيير جذري في السلطة، كما هي إرادة الشباب، بل كل الناس، قيام رئيس الجمهورية بإجراء استشارات نيابية ملزمة وعاجلة لتسمية رئيس حكومة، يكلف بتشكيل حكومة حيادية إنقاذية، ويكون من مهماتها، إنفاذ الحكم الذي أصدرته المحكمة الدولية، في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".