المحلية

الأحد 25 تشرين الأول 2020 - 04:00

الحريري في أصعبِ المهمّات

الحريري في أصعبِ المهمّات

"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني

تكشفُ الأزمات التي تعصف بلبنان والتراكمات طيلة السنوات الماضية التي أوصلت الوضع بكل جوانبه إلى ما هو عليه اليوم، أن الرئيس المُكلّف سعد الحريري ما يزال حاجة داخلية وخارجية وبأنه رقم أساسيّ في المعادلة السياسية والاقتصادية لا يُمكن تخطيها أو تجاوزها بسهولة. وما مُهمّة التكليف التي أنيطت به بغض النظر عن لعبة الأرقام التي تخضع لمصالح متعددة الأوجه والتفسيرات، سوى تأكيد على أن الرجل يتمتّع بثقة داخلية وخارجية، عكَسها تفاؤل الشارع بالإضافة إلى تراجع ملحوظ في سعر صرف الدولار مقابل الليرة.

على الرغم من انتساب الرئيس الحريري إلى نادي السياسيين الذين توالوا على حكم البلد منذ العام 2005 وواحد من بين مجموعة من المسؤولين عن الحال الذي وصل اليه البلد أقلّه في مكان ما، لكنه يعلم أن مهمّته اليوم هي أصعب بكثير من المهمّات التي ألقيت على عاتقه في الفترات السابقة. فالوضع السياسي والاقتصادي والمالي اليوم، لا يُشبه على الإطلاق الفترات التي خلت والتي شكل فيها الإحتفاظ بالمكاسب والمكتسبات، الهمّ الأبرز لجميع الأطراف من أجل تثبيت مواقعهم الشخصيّة والحزبيّة، والمذهبيّة بالدرجة الأولى.

إذاً مهمّة الحريري لن تكون سهلة على الإطلاق خصوصاً وأن الذين سمّوه لقيادة عملية التشكيل أو جزء منهم على الأقل، لديهم مشاريع وحسابات خاصّة وبالتالي يأملون تحقيقها على قاعدة "مرقلي تمرقلك"، ما يعني أن هذا الأمر في حال تحقّق، فلن يكون الحريري أفضل من الرئيس حسّان دياب الذي سلّم البلد كلّه للجهة التي أتت به الى رئاسة الحكومة، ولن يكون أفضل بمعنى آخر من السفير مصطفى أديب، الذي فضّل الإنسحاب من مهمته على أن يسلم البلد تسليم اليد، للجوقة السياسية نفسها، والتي يبدو أنها أصبحت خبيرة بمعرفة من أين تؤكل الكتف.

مصدر قيادي في تيّار "المستقبل" يعترف أن مهمّة الحريري لن تكون مفروشة بالحرير ولو أن الأخير متفائل بالوصول الى نهاية سعيدة خلال اسبوع أي قبل التوقعات التي تُشير الى أن لا حكومة في لبنان قبل الإنتخابات الرئاسية الأميركية. اما الأمر الأخر الذي من شأنه أن يُعيق حركة الحريري بحسب القيادي، هو أن "الرئيس المكلف يطرح عملياً حكومة مُصغّرة تقنية، في وقت يطرح فيه الأخرين حكومة موسّعة".

ويُضيف القيادي نفسه: تاريخيّاً، لا يُمكننا أن نثق بأي من المجموعات السياسية الموجودة في البلد، والتي تُحاول دئماً إستغلال الوضع الحرج لتمرير بعض المشاريع التي تُبقي على مصالحهم ومن دون أن ننسى العصي التي سيضعها العهد ومن هم محسوبين عليه، في وجه عربة التأليف.

لكن مع هذا، يبقى الأهم، النيّة الصادقة التي يُبديها الحريري تجاه الجميع من اجل النهوض بالبلد، وذلك ضمن خطّة اقتصادية ـ مالية يرى أنها ستنجح حتماً في حال اقتنع الجميع بضرورة تجاوز الخلافات السابقة، ووضع مصلحة لبنان في المقدمة".

خصوم الحريري لا يؤمنون بكل هذه "اللعبة"، وما زاد من إحباطهم لجهة تعويلهم على عودة النهوض بالبلد وأحبط عزيمة تفاؤلهم، وجود بوادر سياسية تشي بعودة التحالفات السياسية خصوصاً بين التيارين الأزرق والبرتقالي.

من هنا، ترى مصادر سياسية مستقلة أنه طالما أن تكليف الحريري جاء بتسهيل من "الثنائي الشيعي" ومن رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، فهذا يؤكد مجدداً أننا لا نزال ندور في الحلقة نفسها، وستشهد الأيام المقبلة أن التسويات الاقتصادية والقضائية والسياسية، بالإضافة إلى حماية أو تغطية سلاح "حزب الله"، ستكون العنوان الخفي للبيان الوزاري.

وتسأل المصادر نفسها: ماذا يعني أن "حزب الله" الذي امتنع عن تسمية الحريري خلال الإستشارات الإلزامية في بعبدا متماهياً مع موقف حليفه جبران باسيل، هو الذي أمّن في الجهة المقابلة مع رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، الأصوات الكافية لتسمية الحريري؟ وماذا يعني أن يعمل "الحزب" وبري على إعادة ترتيب العلاقة بين الحريري والنائب جبران باسيل خصوصاً في ظل معطيات تؤكد أنه سيجمعهما قريباً، لقاءاً ثنائياً في "بيت الوسط"؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة