"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
وضع رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري في كلمته في الذكرى السنوية أل16 لاستشهاد والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالأمس، النقاط على الحروف، بكل صراحة ووضوح، لوضع الرأي العام اللبناني في أجواء العرقلات الحاصلة في تشكيل الحكومة العتيدة، مفنّداً مكامن الخلل وممارسات التعطيل التي تُمارَس ضدّه وضدّ الوطن وضد المواطن، فكان حاسماً عندما قال بثقة تامة "لا تَراجُع" أمام أي ضغوطات، وذلك على خلفية المطالبة بالثلث المعطّل، ومصمّماً على تشكيل الحكومة في النهاية.
تحدّث عن الدور الكبير للرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي كان قد تسلّم بلداً مدمّراً وأعاد إعماره بفترة وجيزة، إلى أن أتى اغتياله ليحدث زلزالاً ما زال لبنان يعاني تردّداته إلى اليوم، حيث يقف على مشارف الإنهيار الكلي.
وقد انطلق الرئيس سعد الحريري في كلمته متوجّهاً إلى الذين يهاجمون الحريرية السياسية، سائلاً إياهم ماذا قدّموا للبلد وأين أنجزوا، مذكرّاً أن والده الشهيد، كان من المؤثّرين في تاريخ لبنان، ولا يزال إسمه واضحاً من خلال الإنجازات الميدانية والعملية، وليس الكلامية، والتي يُجمع عليها اللبنانيون، باستثناء قلّة يهاجمون نجاحه وإنجازاته، حتى ولو بعد استشهاده.
كان واضحاً أن الرئيس الحريري لم يقل كل شيء أمس، لأنه لا يريد أن يحرق المراكب مع رئيس الجمهورية، وأبقى الباب مفتوحاً أمام أي حوار، رغم الطعنات التي تلقّاها، لأنه الحريص على حماية لبنان واللبنانيين على مختلف مشاربهم.
لقد هاجم الحريري الرئيس ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل، وألمح إلى دور ل"حزب الله" في عدم التسهيل والوقوف وراء التعطيل، كما حيّد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. كشف أوراق القصر والأسماء واللوائح التي اختار منها الوزراء وفقاً للأصول، والأهم أنه أوقف المزايدات في التدقيق الجنائي، وطالب بالعودة إلى عهد والده وما قبله، أي الى يوم إقرار اتفاق "الطائف" وعهد العماد عون بعد تسلّمه الحكومة من الرئيس أمين الجميل، أي إلى العام 1989.
طالب الرئيس الحريري في كلمته، بفتح تحقيق وتدقيق بالزمن العوني السابق والزمن السوري وصولاً إلى اليوم. وأصرّ على تحميل رئيس الجمهورية مسؤولية الإنهيار الآتي في حال عدم تشكيل الحكومة العتيدة، والأهم أنه أخرج نفسه من صراع مسيحي ـ إسلامي يحاول "التيار العوني" إلباسه إياه، ليثري شعبياً على ظهره. فكان الحريري حاسماً عندما تطرّق إلى ما قاله والده في الماضي وأعلن "أوقفنا العدّ"، أي الإبقاء على معادلة أل6 و6 مكرّر، إنه مثل والده أوقف العدّ إلى الأبد، وكان جازماً أن المقارنة لا تجوز، ولن نقبل بها بين من عمّر من جهة، ومن دمّر، أو على الأقل لم يفعل شيئاً من جهة أخرى.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News