"مرحبا يا صديقي. إذا كنت تشاهد هذا الفيديو، فقد حدثت بعض الأشياء السيئة لوالدك الليلة الماضية، لذلك أريدك أن تكون قويا، من أجل والدتك. اعلم دائما أنني أحبك. وداعا يا صديقي".
قبل تسجيل الرائد في الجيش الأميركي، آلان جونسون، هذه الرسالة لابنه، كان ضابط مخابرات أخبره أن لديهم معلومات بأن إيران تعد 27 صاروخا باليستيا متوسط المدى وأن هدفهم هو تسوية قاعدة عين الأسد الجوية المترامية الأطراف على بعد حوالي 120 ميلاً غرب بغداد، "وقد لا ننجو"، بحسب مقابلات أجراها برنامج "60 دقيقة" على شبكة "سي بي أس نيوز".
كان هذا الهجوم بمثابة أول دلالة للرد على مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بطائرة بدون طيار قبل ست ليال، وبالتحديد في 3 كانون الثاني 2020، والذي بدأ بتحريك الصواريخ الباليستية حيث كانت القوات الأميركية تراقب ذلك عن كثب.
وسارعت اللفتنانت كولونيل في سلاح الجو، ستاتشي كولمان، ورفاقها بإخلاء أكثر من 50 طائرة و 1000 جندي قبل سقوط الصواريخ. لكن القاعدة كانت لا تزال بحاجة إلى أن تكون مأهولة، "ما زلنا بحاجة إلى أن نكون قادرين على القيام بمهمتنا. لذلك كان القرار الأول هو تقسيم فريقنا على أساس القدرة القتالية".
وأرسل اللفتنانت كولونيل، تيم غارلاند، الذي كان يقود كتيبة من الجيش في قاعدة عين الأسد، معظم جنوده إلى الصحراء، ليشاهدوا الهجوم، إذا حدث، من مسافة آمنة.
ويقول: "كان هناك الكثير من الأشخاص الذين لم يرغبوا في المغادرة. كانوا يريدون تحمل العبء، والمشاركة في الخطر".
ومن مقره في ولاية فلوريدا، حاول قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال فرانك ماكينزي، توقيت الإخلاء بشكل صحيح.
ويوضح "إذا ذهبت مبكرا، فإنك تخاطر بمشكلة أن العدو سيرى ما قمت به ويعدل خططه".
راقب الإيرانيون قاعدة عين الأسد من خلال شراء صور مثل تلك التي التقطتها الأقمار الصناعية التجارية. انتظر ماكنزي حتى بعد أن قامت إيران بتنزيل صورتها الأخيرة لهذا اليوم، حيث رأوا طائرات على الأرض وأشخاصا يعملون، ولم يروا عمليات الإخلاء.
وبعد ساعات قليلة من تسجيل جونسون، انهمرت صواريخ باليستية إيرانية، بالفعل على قاعدة عين الأسد الجوية في العراق حيث كان يتمركز ألفا جندي أميركي.
وبينما كانت الصواريخ الباليستية التي كانت تحمل رؤوسا حربية ويزن كل واحد منها ألف باوند، لم يكن بإمكان الأميركيين الذين وقعوا في مرمى النيران أن يفعلوا شيئا سوى الركض أو البحث عن غطاء للحماية.
كان جونسون يختبئ في ملجأ صمم لحماية القوات من الرؤوس الحربية الأصغر التي تزن 60 باوندا فقط، فضلا عن أن قاعدة عين الأسد لم يكن لديها أي نظام لصد الصواريخ الباليستية.
أدت الانفجارات إلى اندلاع النيران التي كانت تصل إلى المخابئ، بحسب جونسون الذي أكد أن المخبأ لم يوفر أي حماية من ذلك.
وكانت الساعة تشير إلى الواحدة و34 دقيقة صباحا، عندما سقط أول صاروخ.
ومع قدوم صاروخ ثان بدأ جونسون ورفاقه يجرون من جديد بحثا عن مخبأ، واصفا صوت الصاروخ كأنه "مثل قطار شحن يمر إلى جانبك".
يصف جونسون هذه اللحظات "كنا ستة أشخاص نركض تجاه المخبأ التالي في محاولة للنجاة بحياتنا, وما أن وصلنا إليه، أدركنا أن هناك حوالي 40 شخصا يحاولون حشر أنفسهم في هذا المخبأ الذي صمم لحوالي عشرة أشخاص فقط, كنا ندفع بعضنا بعضا من أجل أن يسعنا القبو".
وقالت كولمان "كانت أفضل المخابئ هي ملاجئ الغارات الجوية التي بنيت في عهد صدام حسين، لكن لم يكن هناك ما يكفي منها".
أطلقت إيران ما مجموعه 16 صاروخا تلك الليلة، من ثلاثة مواقع، سقط 11 منها في قاعدة عين الأسد، فيما أخطأت خمسة صواريخ أهدافها.
وكان الرقيب جون هينز، قائد القوات الجوية، وفريقه الأمني خارج عربتهم المصفحة عندما سقطت الصواريخ الأولى، واصفا الأمر بأنه كان "مثل شروق الشمس فورا".
ويقول: "رميت الهاتف، وركضت نحو سيارتي. وبمجرد حدوث هذا التأثير، أدى الضغط الخلفي المتولد عن انفجار أحد الصواريخ إلى إغلاق أبوابنا، ثم رأيت سحابة من التراب، ثم النار".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News