المحلية

السبت 29 أيار 2021 - 03:53

بين التأليف والتعجيز و... الإعتذار

بين التأليف والتعجيز و... الإعتذار

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

ترفض مصادر نيابية مطلعة، كل المقاربات المتسرّعة في عملية تأليف الحكومة، وتصرّ على وجوب التريّث قبل إطلاق المناخات الإيجابية، والبناء على المواقف المعلنة من قبل كل الأطراف المعنية بهذه العملية حول وجوب تسهيل التأليف، والإبتعاد عن "التعجيز" من خلال العودة إلى الدوران في حلقة مفرغة من الشروط والمعايير، التي قد تكون دستورية، ولكنها ليست وطنية لأن التأخير في ولادة الحكومة سرّع انهيار الأوضاع المالية والمعيشية، وجعل لبنان على مشارف هاوية سحيقة.

وإذ كشفت المصادر، أن اتصالاً جرى بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والرئيس المكلّف سعد الحريري، أكدت أنه من المبكر الحديث عن أية معطيات جديدة قبل أن يعقد لقاء بين الرجلين في الساعات المقبلة، وبالتالي، بعد البحث المباشر بالصيغة التي ستعتمد في مقاربة المبادرة التي أطلقها بري، ولاقت إجماعاً من غالبية الكتل النيابية.

وأوضحت، أن الحلقة الضيقة المحيطة بالرئيس المكلّف باشرت بدراسة مفصّلة لكل تفاصيل هذه المبادرة، وأجرت تقييما للوضع من كل جوانبه، وذلك، مع وضع الخيارات والإحتمالات كلها على الطاولة، قبل اتخاذ القرار المناسب، مع العلم أن الإعتذار لا زال خياراً مطروحاً، خصوصاً في ضوء انعدام الثقة بين الحريري وفريقه السياسي، ورئيس الجمهورية والنائب جبران باسيل.

وفي هذا الإطار، سألت المصادر، عن إمكانات نجاح وسطاء الداخل حيث فشلت العواصم التي تدخّلت على مدى الأشهر الماضية من أجل تأليف حكومة، وبشكل خاص باريس، واعتبرت أن مبادرة رئيس المجلس على المحك، وكذلك الجهود التي بذلها داعموها الأساسيون، وفي مقدّمهم رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، لافتة إلى إشارات دولية أُرسلت للمعنيين بالتأليف، تظهر جلياً أن الأولوية اليوم هي لحسم خيار التأليف، وذلك بدعم دولي وعربي، على الأقلّ من حيث الشكل، وعلى أثر التقارير الديبلوماسية التي نقلها سفراء وديبلوماسيون عرب وغربيين إلى عواصمهم، وتشير إلى مخاوف جدّية من أن تخرج الأمور عن نصابها في لبنان، خصوصاً على الصعيد الأمني، إضافة إلى القلق الأكبر من إمكان دخول أطراف إرهابية على خط الأزمة اللبنانية من أجل استغلال الأوضاع المعيشية الصعبة للبنانيين، لتحقيق أجنداتها الخاصة.

لذا، فإن الأيام القليلة المقبلة، أو الأسبوعين اللذين حدّدهما الرئيس بري، سيشكلان مساحة أمام ترميم العلاقات السياسية، وعرض المقترحات "الحكومية" بين بعبدا وبيت الوسط، وذلك، على قاعدة الإتفاق أولاً وأخيراً بين عون والحريري، والذي يجب أن يكون متيناً لكي يترجم في الخطوات التي ستلي التأليف إذا حصل.

ولكن إذا فشلت هذه المحاولة، كما أضافت المصادر، سيكون من الطبيعي عندها أن يقدم الرئيس المكلّف على الإعتذار، وذلك، بعدما يتأكد له أن مهمته أضحت مستحيلة، ومن المفروض تسليم مفاتيح الحكومة إلى مجلس النواب.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة