المحلية

placeholder

ليبانون ديبايت
الأربعاء 16 حزيران 2021 - 18:11 ليبانون ديبايت
placeholder

ليبانون ديبايت

لو سمعوا من فادي... "حين ينفجر الفساد"!

لو سمعوا من فادي... "حين ينفجر الفساد"!

"ليبانون ديبايت"

ينشر "ليبانون ديبايت" مقالات عن معارك ومحاولات ومطالبات الوزير السابق فادي عبود للوصول إلى الإقتصاد الحلم. هذه المقالات جُمعت في كتاب صادر عن "دار صادر" تحت عنوان "لو سمعوا من فادي".

فادي الآتي من تجربة غنيّة في القطاعين الخاص والعام، المتألم من انهيار الإقتصاد وتحطم احلام اللبنانيين، يعطي فرصة من خلال كتابه للطبقة السياسية لكي تؤمن بأن الإنقاذ لا زال ممكناً.

ويعتبر فادي عبود في "حين ينفجر الفساد" أنّ الذي انفجر في مرفأ بيروت هو ليس مادة النيترات، بل الفساد الذي تراكم على مدى عقود ودمّر الاقتصاد وإنتاجيته، حيثُ يقول:

"إنّ ما انفجر في مرفأ بيروت ليس مادة النيترات، بل ما انفجر هو الفساد الذي تراكم على مدى عقود ودمّر الاقتصاد وتنافسية البلد وإنتاجيته، وهَجّر شبابه إلى أصقاع الأرض، ويأتي اليوم ليتجسّد بأبشع صورة ليسبّب الويلات ويخطف الأرواح.

كنت مؤمناً أنّ غياب الشفافية في الوطن يدمّر الاقتصاد ويهدر المال العام ويسمح بالسرقات، ولكنني ذُهلت بعد كارثة بيروت، أنّ غياب الشفافية يستطيع أن يهدّد الأرواح والأمن القومي وسلامة الأفراد، ويهدّد كل فرد من المجتمع.

لو تأمّنت الشفافية لكنّا تجنّبنا الكارثة، لكنّا عرفنا بالمفاوضات الجارية لإدخال الباخرة إلى لبنان ومنع سفرها في العام 2013، وإنزال الحمولة المميتة إلى مرفأ بيروت. لو تأمّنت الشفافية لكان الشعب رفض إدخال هذه الحمولة إلى بلده وتفريغها على أرض المرفأ في العام 2014، لأنّ خطورة هذه المواد معروفة عالمياً وتسببت بكوارث عدة حول العالم، لكنّا عرفنا بوجود الحمولة في المرفأ، ولأصبحت فضيحة بكل المعايير.

والسؤال المطروح اليوم: ألم يُدرك المسؤولون الكبار، كما المسؤولين مباشرة عن المرفأ، خطورة هذه المواد؟ إذا كانوا يعرفون فهم مجرمون، وإن كانوا لا يعرفون فوجودهم في سدّة المسؤولية في قطاع أساسي مثل مرفأ بيروت هو جريمة، ومن قام بتعيينهم في هذه المسؤولية هو مجرم.

لو تأمّنت الشفافية لعرفنا بالتفاصيل ماذا يُخزّن في مرفأ بيروت بالإجمال، ولكنّا اطّلعنا على كل المراسلات منذ العام 2014 وحتى الآن، وعلى مراسلات شركة بارودي لمدير عام النقل، الذي حذّره من انفجارات مماثلة حول العالم. لو تأمّنت الشفافية لما كنّا ننتظر بحرقة أجوبة عن أسئلة بديهية حول الصلاحيات ومن المسؤول .

قبل الانفجار، كانت الشفافية الوسيلة الوحيدة للإصلاح ومكافحة الفساد، وهو ما نطالب به مع كل إشراقـة شمس جديدة . أمّا بعد الانفجار، أصبحت الشفافية خشبة الخلاص وشبكة الأمان الوحيدة، بعد أن تحطمت الثقة تماماً بأي سلطة أو مسؤولين.

حتى الرئيس الفرنسي "ماكرون" في زيارته قالها في وضوح: "لن نسلّم أي مساعدات للحكومة". في أقوى إشارة إلى سقوط الثقة نهائياً بأي حكم أو سلطة في لبنان. وبعد هذه الفضيحة، كيف سنستعيد الثقة؟

لن نستعيدها من دون شفافية مطلقة وبيانات مفتوحة، أن تصبح كل حساباتنا وأعمالنا وقراراتنا على الإنترنت، ليتسنى لأيّ كان الاطلاع عليها. إنّ العمل في الظلمة وإخفاء الحقائق عن اللبنانيين انتهيا إلى غير رجعة.

يجب أن تكون الدماء الغالية التي سقطت ، الصخرة التي سنبني عليها نظاماً جديداً مبنياً على الشفافية المطلقة ، وتغيير الإجراءات الإدارية البيروقراطية التي خنقت هذا البلد خنقاً على مدى سنين وصولاً إلى تفجيره حرفياً.

واليوم بعد الانفجار، يخططون لإعادة المرفأ إلى ما هو عليه، إلى الواقع الذي كان عليه سابقاً، وتعرّضنا لحملة شرسة لأننا طالبنا بإعادة دراسة الجدوى وإقامة نصب تذكاري وتحويل المرفأ إلى مرفأ سياحي لخَلق فرص عمل، فاتّهمنا أننا نرقص على أشلاء الضحايا.

فهل تكريم الضحايا يكون باستعادة الطرق القديمة والاستغلال القديم والفساد القديم؟ ولماذا كل طرح جديد من خارج المألوف يجب أن يتحول إلى مؤامرة وإهانة؟".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة