"ليبانون ديبايت"- فادي عيد
تتجه الساحة السياسية الداخلية إلى التهدئة بعد الحروب الكلامية التي سُجّلت على مدى أيام الأسبوع الماضي، حيث بات الإعتقاد بأن كل الأطراف المعنية بعملية تأليف الحكومة قد تمركزت في نقطة اللاعودة، حيث أن الرئيس المكلّف سعد الحريري، قرّر الذهاب إلى النهاية في المواجهة المفتوحة مع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، والذي بدوره استدار باتجاه رئيس مجلس النواب نبيه بري، في محاولة لنعي مبادرته الحكومية، ولم يُهمل فتح النار على رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، بينما في المقابل، خفّف باسيل من منسوب استهدافه للرئيس المكلّف، مما أدّى إلى تكوين أمر واقع جديد على الساحة الداخلية، قوامه التهدئة أولاً ووقف الحملات "الإنتخابية المبكرة"، والعودة بالتالي إلى مبادرة رئيس المجلس التي أعلن أكثر من طرف وفي مقدّمهم "حزب الله" أنها ما زالت على الطاولة.
ومن هنا، فإن قرار اعتذار الرئيس المكلّف لم يعد مطروحاً،على الرغم من سفر الحريري إلى الإمارات، كما أن امتناع عين التينة عن الردّ على "هجوم" باسيل على مبادرة بري، وكذلك تريّث "حزب الله" في إعلان الموقف من صديقه، يندرج ووفق مصادر مواكبة في سياق الإستجابة للهدنة غير المعلنة، والتي لا تزال مفاعيلها مستمرة، على الرغم من مناخ التصعيد في الخطاب السياسي. لكن أي ترجمة عملية لهذه الهدنة، على المستوى الحكومي، تبدو مُستبعدة راهناً، وبصرف النظر عن اتخاذ الرئيس المكلّف قراراً حاسماً في الثبات على خيار التأليف، في ضوء الإصرار الدولي، وبشكل خاص الأوروبي، على أهمية الإسراع في تأليف الحكومة وفق مبادرة رئيس المجلس للوصول إلى تفعيل الإجراءات الإنقاذية، وفي مقدّمها الإعداد لمفاوضات سريعة مع صندوق النقد الدولي..
لكن السؤال البديهي الذي يُطرح اليوم، يتمحور حول طبيعة الحكومة التي يجب بدء العمل من أجل تسهيل ولادتها، بعدما أعادت مواقف مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الإتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، إلى الواجهة معادلة "إما الحكومة وإما العقوبات". وتقول المصادر المواكبة، أن مساراً جديداً بدأ يرتسم على الساحة الداخلية، حيث أن التنازل عن الشروط وتخفيض السقوف العالية قد أصبح إحتمالاً قائماً على الرغم من سوداوية المشهد.
وبالتالي، وبعد استقرار النفوس ووقف حرب البيانات، انطلقت عملية تبريد الأجواء بين حلفاء الأمس الذين عادوا ينشطون على أكثر من جبهة، من أجل إعادة وضع مبادرة الرئيس بري مجدّداً على السكة، مع العلم أن هذا الأمر لن يتحقّق في وقت قريب، وأن المرحلة الحالية مخصّصة لالتقاط الأنفاس من قبل الفريق الأساسي المعني بالتكليف، وهو الرئيس بري اليوم.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News