المحلية

الثلاثاء 06 تموز 2021 - 01:33

هكذا يخطط "نصرالله" لادخال النفط الايراني

هكذا يخطط نصر الله لادخال النفط الايراني

"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر

"غطّ وطار" هي المعادلة التي تكسر رتابة المشهد الحكومي، مضافاً إليها "ملح" وساطة داخلية من هنا، و"بهار" تدخل خارجي من هناك، آخر جديده دخول قطري على خط "الدوحة 1"، لملء الوقت الضائع، مع تسليم الجميع بانسداد الحلول السياسية، في مقابل الأزمات المعيشية الآخذة في التوسّع، مع اعتماد سياسة "تربيح الشعب جميلة من كيسه"، عن إنجازات وهمية، أبطالها، طوراً المنظومة الحاكمة، وتارةً حزب حاكم بأمره، على مثال ما يحصل في ملف المحروقات.

فبعد كل إطلالة للأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، يتأكد أكثر فأكثر، أن مفهوم الدولة سقط لصالح الدويلة وأن مرجعية اللبنانيين باتت في عباءة السيد، المؤتمن على السيادة والكرامة الوطنية، في بلد يقرّ رأس هرمه السياسي، بأن الحارة شريكة في تهريب "المواد المدعومة" من نفط ودواء وطحين، فيما يؤكد صهر العهد علناً شراكة الأمن الرسمي في تلك العمليات.

الأنكى في مشهد الذلّ والقهر والوجع هذا، أنه نتاج تقصير المنظومة الحاكمة وقلّةِ درايتها ومسؤوليتها، خصوصاً وأن التهريب مستمر، حيث تتخطى نسبته يومياً ال35% من كميات البنزين والمازوت والغاز المسلّمة للسوق، والسلطة لا تبدو في وارد اتخاذ القرار الكبير بضبط الحدود، ف"كرمى عيون الحزب تكرم مرجعيون" ، طالما أن شيخ "المقاومة" قد أفتى بأن التهريب الى سوريا هو نوع من العمل المقاوم وكسرٌ لقيصر الأميركي، قبل أن تنفي الحارة ذلك من باب التأكيد.

و"لأن الواقع يقول لنا أن كل لبنان ذاهب إلى الموت"، و"لأن المطلوب أن ننشغل بخبزنا ومازوتنا وراتبنا حتى لا نفكر بقضية الأمة"، حيث "هدف واشنطن من الحصار إثارة الشعب اللبناني وبيئة المقاومة على المقاومة"، بحسب "أبو هادي" بالأمس، كان من الطبيعي والبديهي أن يلجأ السيّد نصر الله إلى الخيار الإيراني، الذي لا يملك غيره أصلاً، بعدما اُغلقت الأبواب الروسية بوجه لبنان، خصوصاً أنه أقرّ أكثر من مرة أن جمهورية الملالي تمدّه بكل ما ينقصه، من مال وسلاح، وحديثاً "أكل ودوا".

عليه، كان إعلان الأمين العام خلال إطلالته ما قبل الأمس، بأن الحزب أنجز كل الخطوات لاستقدام المحروقات من إيران إلى لبنان، في انتظار ساعة الصفر لإطلاق العملية ، والتي يبدو بحسب إعلام "الحرس الثوري" قد حلّت، مع اقتراب ناقلة النفط الإيرانية "جاسمين" من دخول قناة السويس في طريقها نحو السواحل اللبنانية، ووجود مخاوف من إمكان استهدافها من قبل الجيش الإسرائيلي في إطار المواجهة البحرية القائمة بين الطرفين منذ مدة. ومراجعة أحد مواقع تحديد مواقع السفن، لا تبيّن أي حركة غير عادية في المنطقة البحرية المُشار إليها، كذلك عدم وجود أي سفن بحرية روسية للمواكبة كما درجت العادة. فهل صحيح أن الناقلة متوجّهة إلى لبنان؟ أم هي مكيدة لـ "الحرس الثوري"؟

في معرض ردّها السياسي على كلام السفيرة الأميركية منذ بضعة أيام، غرّدت السفارة الإيرانية في بيروت يومها، قائلة: "التفاهات لن تقف في وجه أي استعداد إيراني لإرسال بواخر إلى لبنان"، ما أثار الكثير من التساؤلات، حتى أن البعض فسّرها على أنها إعلان إيراني صريح لوصول البواخر المحمّلة بالبنزين إلى لبنان، فيما رأى فيها البعض الآخر أنها مجرّد "مزحة"، ذلك أن طهران غير مستعدة لخوض معركة مع واشنطن من أجل إيصال نفط إلى بيروت، لن يُكسبها شيئاً في السياسة.

لكن، هل يعني ذلك أن الممانعة والمقاومة كانت تمزح في طرحها هذا؟ بالتأكيد لا، تجزم مصادر مقرّبة من المحور، مؤكدةً أن كلام السيد نصرالله، جاء بعد اتصالات وتنسيق مع القيادات الإيرانية المعنية بالموضوع، حيث عُلم أن الخطة تقوم على رفع عدد ناقلات النفط المتوجّهة الى إلسواحل السورية بحراسة روسية، على أن تُنقل الحمولات المخصّصة إلى لبنان عبر الحدود البرية إلى المنشآت النفطية. وتكشف المصادر، أن إحدى الشركات النفطية المتعاملة مع "حزب الله"، لجهة تأمين الإحتياطي النفطي اللازم لآلياته من مازوت وبنزين، مستعدة للقيام بشراء كميات من هذا النفط وتخزينه في منشآتها. وتتابع المصادر، بأن تلك العملية، في حال حصلت، تشكل خرقاً لـ "قانون قيصر"، من هنا، فإن الخارجية الأميركية أبلغت المعنيين بأي خرق لهذا القانون سيدفع واشنطن إلى فرض عقوبات فورية على الحكومة اللبنانية.

هي أم الأزمات المعيشية اللامتناهية، في جهنم الموعودة، حيث الفوضى في القطاع ستستمر، طالما الدولةُ مستقيلة من مهامها و"الدّني سايبة". فبالقوة وغصباً عن القانون وعا عينك يا دولة، السيد قادر عا كل شي، ما حدن بينكر... فدولته أقوى من جمهورية جهنم... يؤكد الشاطر حسن، مستدركاً: "ولكن"... طهران لن تمدّ بيروت بالنفط رغم "هوبرة" السفارة، ففي مقياس السياسة والمصلحة، الأمر مزح بمزح.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة