المحلية

الجمعة 06 آب 2021 - 04:00

"حزب الله" أسقط خطة 4 آب؟

"حزب الله" أسقط خطة 4 آب؟

"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر

يوم أربعاء غير متوقع بكل مفاجآته. في الداخل، صدمةٌ في الشارع من نجاح المنظومة في إفشال التحركات الشعبية ترغيباً وترهيباً، وعلى الحدود إسرائيل تكسر "قواعد الإشتباك" السارية دون اتجاه واضح برغبتها بتغييرها. ليُستكمل المشهد أمس "ببالون التقدم البطيء ميقاتي" في تشكيل الحكومة ،"رغم أن العملية بالغة الصعوبة". الجامع الوحيد في كل ذلك المشهد ، لاعبان أساسيان "حزب الله" والمجتمع الدولي.

فالرابع من آب الذي وُعد بأنه سيكون تاريخاً مفصليًا، انتهى إلى تعادل سلبي من جديد، ليعود الجميع معه إلى المربع الأول، وهو نتيجة طبيعية عندما تكون المقاومة مدنية سلمية، رغم بعض أعمال الشغب التي لا تُذكر عند الحديث عن ثورات، وفي ظلّ سقوط كل المحرّمات و"الهيبات"، على وقع التضامن الدولي اللفظي الذي يلتقي مع طموحات اللبنانيين، مقابل سلطة عديمة المسؤولية ماضية في قيادة البلاد نحو الفوضى والإنهيار، ما يطرح مجموعةً من الأسئلة ، على ضوء تقييم تحركات الرابع من آب، وفي مقدمتها ، هل انتهت الأمور عند هذا الحد؟

المجتمع الدولي المراهن على تحرك يشبه شكلاً تحرك الرابع عشر من آذار ليبادر إلى التصرف، عبر دعم عملية تغيير سلمي ، لم يوفّق في حساباته لاعتبارات عديدة لعل أبرزها:

- نجاح حزب المقاومة في قلب المعادلة واستثمار ما حصل لمصلحته، تماماً كما فعل خلال أحداث خلدة، فعبر خدعة أمنية، نجح في خلق إشكالات متفرقة سواء عند مدخل المرفأ ما ساهم في تخفيف المشاركة في القداس إلى النصف من المدعوين، وإشكال الجميزة الذي دفع بالكثيرين إلى المغادرة، خصوصاً مع تعميم أخبار مغلوطة بالتعاون مع وسائل إعلامية، عن إطلاق "القوات اللبنانية" للنار، وهو ما تنفيه كل التقارير الأمنية، والأهم نجاح حارة حريك في الخروج "صاغ سليم"، بعدما كان من المنتظر أن تكون الشعارات موجهة ضد الحزب باعتباره المتهم الأول في الإنفجار.

- نجاح السلطة بقواها الأمنية والعسكرية في بثّ حالة من الرعب، سواء عبر بث أجواء تهويلية ونشر سيناريوهات هوليودية، عززتها بحششد عسكري غير مسبوق في تاريخ الدولة اللبنانية، مع تسجيل نجاح الثورة في بلف القوى الأمنية وتضليلها.

- نزول البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي كان المسمار الأول في إحباط و"تنفيس" التحرك، إذ أدت مشاركته إلى نسف خطة كانت تقوم على دخول الحشود إلى المرفأ ونصب خيم ورفع صور المطلوبين للعدالة وكذلك صور الشهداء، وتنفيذ اعتصام لا ينتهي إلاّ بتنفيذ العدالة، وليزيد الطين بلّة جاءت عظة البطريرك دون السقف المطلوب.

- الحملة الإعلامية المركّزة التي تعرض لها الحراك ومجموعاته وشيطنته عبر الحديث عن توزيع أموال مشبوهة المصدر، وربط التحرك بأحداث خلدة، في خطة مدروسة بتحالف بين أدوات السلطة وحزب المقاومة.

- إفادة عماد كشلي الإعلامية والتي سارع بعدها المحقق العدلي طارق بيطار إلى استدعائه إلى التحقيق. وهنا بعيدًا عما إذا كان يمكن وصفه "بزهير الصديق" رقم ٢ أم لا، إلاّ أن ما أدلى به، ياتي في سياق ما صرّح به كل من الوزيرين السابقين جبران باسيل ونهاد المشنوق، وخيط رفيع يربط بين معلوماته ومعطيات تملكها جهات لبنانية رسمية من وسيط دولي تضمنت إشارة واضحة إلى موقع مُحدد الإحداثيات جنوباً يشهد نشاطات مشبوهة.

- فشل مفاجأة اقتحام المجلس النيابي رغم أنه بحسب المطلعين، نجح الثوار هذه المرة في اعتماد تكتيك جديد سمح بالوصول إلى أقرب نقطة ممكنة من ساحة النجمة.

عليه، كيف يمكن رسم التوازن الجديد؟ حزب الممانعة نجح في تحقيق نجاح تكتي جديد، رغم أنه "مش كل مرة ستسلم جرّته"، وما لم يُقل في الرابع من آب سيُرفع شعاراً قريباً جداً. أمّا الحراك فنجح في المقياس الإستراتيجي، فمن يظن أن الأمور انتهت وما حصل رصاصة رحمة أطلقتها الثورة على نفسها، يُخطئ كثيراً في قراءته. فما حصل محطة والآتي قريب، والأرنب الذي احترق يوم الأربعاء، كان دسماً كفاية.

محكمة الشعب قالت كلمتها، ويوم الغضب الذي حُوّل ليوم صلاة، لا حباً بالله بقدر ما هو لعبٌ على المشاعر، لن يغيّر في الواقع شيئاً... فالمجرمون اختفوا على قاعدة "١٠٠ مرة جبان ولا مرة، الله يرحمو"، على ما يقول الشاطر حسن الذي يؤكد أن الرابع من آب قضية سياسية بامتياز، والذي "زمط مبارح... ما لح يزمط المرة الجاية. فتأخير الانفجار لن يلغيه وغداً العنفي لناظره قريب".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة