مريم مجدولين اللحام - التحري
كاريكاتير وليد شهاب
أن تكون لبنانياً في "العهد القوي" يعني تلقائياً أنك "مشروع ضحية". يأتي سياق هذا الحديث ضمن ما نشهده من تراكم للموت في بلادنا إذ بات الأمر مسلسلاً أو قناةً حديثة على نسق عروض "نتفليكس" يطغى عليها الاحتضار والهلاك بكل أنواعه: "موت-فليكس"!...
المصطلح في حقيقته ليس تلاعباً بالألفاظ فحسب، بل شعاراً يُوَصّف انتهاكات الحقوق الإنسانية للمواطن اللبناني الجارية على قدم وساق من حرمانه من أدنى مقومات العيش الكريم حتى "التفنن" في "نوع مصرعه"... انفجار شبه نووي في المرفأ، اختناق لمرضى بلا كهرباء، مصرع أطفال بلا أدوية، حرائق في الأحراج، مجزرة في عكار... ماذا بعد؟!
370 يوماً، هموم متعاظمة، بلا حكومة، ولا أدنى مقومات العيش الكريم: "لبنان رهينة المتخاصمين على اقتسامه". دراما رئاسية على مدار الساعة، أخذ ورد بين الرئاستين الأولى والثالثة، ضغط من المصرف المركزي، الشارع يغلي، دماء اللبنانيين "رخيصة" بين كل تلك الأحداث وميقاتي ينتظر تسليمه لائحة توافقية "على نظافة" إذ دوره ينحصر بالتوقيع "وما بيوسّخ ايديه". وفي آخر مستجدات جهنّم العهد القوي 22 شخصاً على الأقل قتلوا ونحو 80 آخرين جرحوا في انفجار خزان للمحروقات ببلدة التليل في عكار شمالي البلاد في وقت متأخر من مساء أمس السبت، ومن بين الجرحى 7 حالاتهم خطرة، و24 نسبة حروقهم تتجاوز 50%... الحروق بليغة، الوضع مأساوي في مستشفيات عكار ولا يوجد معدات طبية للجرحى!
وإذا كان مفهوم "الدولة" قد انتهى أو كاد، وفي كل الأحوال ما عاد لبنان يرقى ليُصنّف دولةً تحمي مواطنيها، فإن ثمة ميلاً متزايداً لدى الفريق الحاكم إلى السعي نحو تفتيت قدرة المواطنين على الثورة، وتهميش مطالبهم وإضعاف قدرتهم على الإنتفاض والحد من وعيهم وحصرهم في "كنتونات" طائفية تنتظر انتشال الزعيم لهم بعزلة عن الكنتونات الأخرى سعياً للسيطرة والحكم لا لأي "إصلاح وتغيير" منشود استُبدل خطوة بخطوة بمنهج "رفاهية التعطيل" على جثث الناس وقدرة احتمالهم التي نفذت.
يقف المواطن اللبناني عاجزاً عن التنبؤ كيف سيلتقط نفسه الأخير إلا "جبران باسيل" يرفض القبول بهزيمة تياره والتنازل عن السلطة في نهاية فترة ولاية المجلس النيابي ويحاول الإمساك بزمام الانتخابات المقبلة بشتى الطرق، فتحوّل عمله السياسي في لبنان إلى "لوتو" الطموحات الديكتاتورية بصرف النظر عن قدرة احتمال الشعب كل هذا الفراغ.
اليوم، تهاوت ذرائع أحزاب السلطة التي كانت تختبئ تارة وراء مزاعم "الما خلّونا"، وطوراً وراء كذبة "التوافق" غطاءً للفساد العلني. اليوم، باتت نتائج الإهمال والجشع ككرة الثلج تكبر كل يوم عن سابقه وتتدحرج نحو صناع القرار. اليوم، دقت ساعة الصفر، فهل على الأقل سنقرأ تحلحلاً في أمر تشكيل الحكومة، أم أن فصلاً جديداً من حمامات الدم ينتظرنا بعد...؟ ماذا بعد؟!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News