التحري

الخميس 19 آب 2021 - 04:30

عاجلاً أم آجلاً سيعتذر ميقاتي عن تشكيل الحكومة... تصريف الأعمال حتى إشعارٍ آخر!

placeholder

مريم مجدولين اللحام - التحري

لا يبدو رئيس الجمهورية ميشال عون في عجلةٍ من أمره لتشكيل حكومة بديلة عن حكومة الإستئثار الحالية أو "الأغلبية الساحقة" التي حصد فيها معظم حقائب السَّطْوة "السِّيادية" القابضة على الحُكم من مفاصِله.

أما التصريحات التي تبشر بمنحنيات إيجابية وتفاؤل بالتشكيل، فهي حركات منتهية الصلاحية، متوقعة وباهتة ومنزوعة الدهشة. "إضاعة الوقت" باتت حقيقة حتمية لا مناص منها طالما "الصهر" بارزٌ في صورة المفاوضات وعلى كتف الرئيس المُكلّف. فببساطة، لا نيّة في تغيير أفضل نماذج الطاعة في حكومة الـ"ماريونيت" الحالية حيث لا قرار ولا تمثيل فعلي للسلطة الثانية بل اعتكاف تام لصالح الرئاسة الأولى.

مضى زمن الحكومات التوافقية بكلّ مفرداته إلى غير رجعة. لذا السؤال الحقيقي اليوم هو: "متى سيعتذر نجيب ميقاتي؟"

"عُرف الديك"

تضافرت عدة عناصر وظروف جعلت من "حصة باسيل" عُرفاً دستورياً لا يمكن تخطيه، تميّز بالتفرّد والإستحواذ و"السلبطة" من حيث التمثيل والرؤية والأداء الدرامي والتنصّل من المسؤولية.

فقد غاب دور الأحزاب الأخرى وزارياً حتى كاد يتلاشى وإذ بفريق الرئاسة يتمسّك بمكاسبه ولا يتخلّى عنها بلا مُقابل. فلما؟ لما يتخلى عن شيء بحوذته ويهبه للإصلاح والتغيير؟ أصلاً متى كان هدفه إنقاذ الوطن؟ هي ليست المرة الأولى التي يقدّم مصلحته الشخصية والحزبية الضيّقة على الصالح العام فلماذا يتوقع أي أحد أو أي فريق أنه سيتنازل؟!
ليس منطقياً بصراحة أن تُشكّل حكومة ميقاتي في القريب العاجل إلا اللّهم إذا وُجدت مكاسب تعويضية وضمانات لباسيل مقابل ما سيتخلى عنه من وزارات.

وبعد أن تصدّر ساسة لبنان قائمة "اللامبالين" عالمياً في سباق الطغاة، لجهة عدم تمكنهم من ملامسة الواقع... وبالرغم من الضائقة الإقتصادية وانهيار العملة والفقر والبطالة والاحتكار والتهريب وفاجعة إنفجار مرفأ بيروت ومجزرة عكار واحتراق الناس أحياءً: "لم يتراجع باسيل خطوة واحدة إلى الوراء في معركة حصد المغانم". وعليه، ترتسم علامات من الشك حول نجاح ميقاتي في تشكيل حكومة. فلماذا يتنازل الفريق الرئاسي اليوم مع ميقاتي عما لم يتنازل عنه مع أديب والحريري؟

استثمار بالمآسي

طالما هناك انتخابات نيابية تنتظر اللبنانيين بعد أشهر، ليس هناك أفضل من حكومة دياب ومحمد فهمي لإدارتها لذا من المرجح ألا يتم أي توافق على حكومة جديدة. كما أن بقاء دياب في كرسي تصريف الأعمال يعطي فريق الرئاسة خيار تأجيل الإنتخابات بحجة تصريف الأعمال، ويُبنى منها أداةً تعطيلية أهم وأكبر لصالح تيار الإبتزاز فتُشكل حكومة على هوى عون التي من الصعب أن تتشكل حالياً.

وطالما لم تنجح خطة إزاحة القاضي طارق بيطار عن ملف محاسبة المعنيين في انفجار مرفأ بيروت، أو الالتفاف عليه، لا يمكن التخلي أيضاً عن وزارة العدل!... ذلك أن حاجة الشعب إلى "حل ما" لا تختلف عن حاجتهم إلى الأوكسيجين وعليه إكسير بقاء التيار الوطني الحر بعد خساراته المتلاحقة مُستمد من ضائقة الناس. فالعهد عهد الاستثمار بالمآسي بلا منازع، والشك بقدرة ميقاتي على تشكيل أي حكومة تنتقص من مكاسبهم شك كبير بلا مبالغة.

في زمن التشابه والتكرار الممل، وبعين محايدة، عاجلاً أم آجلاً سيعتذر ميقاتي من سوق يشهد تنافساً مسعوراً على التعطيل لا غير.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة