التحري

الخميس 26 آب 2021 - 16:13

انفجرت نصف العاصمة ويتم قتل النصف الآخر - تضييق الخناق على البيارتة: بيروت معتقل كبير، بلا كهرباء منذ 24 ساعة!

placeholder

مريم مجدولين اللحام – التحري

حتى الذل يُوزع باستنسابية، وبمحاصصة حزبية، إذ تتزايد الضغوط الوزارية الطاقوية، التابعة للتيار الوطني الحر، على أهل بيروت بشكل يفوق الاحتمال! واليوم يعيش سكان منطقة البسطة والنويري وبرج أبي حيدر من دون كهرباء منذ 24 ساعة، بلا تبرير رسمي، الأمر الذي أثر على كل مناحي حياتهم. ذلك، بعد مشقة أشهر طويلة تصل الكهرباء في مناطقهم ساعة في النهار وساعتين في الليل. كما يعانون من عمليات تخريب واسعة النطاق تطاول شبكتهم الكهربائية، في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة.
بيروت باتت عبارة عن قبر لا يصل الضوء إليه! مدينة رعب، أشبه بمعتقل غوانتانمو! تعذيب بالمأكل والمشرب والكهرباء والصحة والتعليم والتنفس!

فهل هي "نكايات" حزبية بين التيارين الأورونجي والأزرق يدفع ثمنها البيارتة؟! محاصصة في مزرعة: إذا اتفقا يأكلان المحصول وإذا تخاصما يخربان الحقول! تخطت ساعات قطع الكهرباء حدود التقنين لتدخل في حالة احتضار كاملة تنذر بأيام سوداء. الأمر الذي لاقى استهجاناً واسعاً من قبل السكان... مواطنون صالحون، يدفعون ثمن حرب عون-الحريري!

المحوّل الأساسي في منطقة برج أبي حيدر يتعاطى مع البيارتة باستنسابية مفرطة وبعدم انسانية، بخاصة "بوست منيمنة وبوست شهاب الدين" بحيث بالكاد يزودون بيروت بساعة واحدة من الكهرباء كل 24 ساعة!! أمر بات لا يُحتمل بالتوازي مع مأساة الارتفاع في فواتير اشتراكات المولدات دورياً، تديرها مافيا حزبية تابعة للثنائي الشيعي إلى حد وصلت لما يفوق الحد الأدنى للأجور! ملايين مقابل اشتراك كهربائي بالكاد يزودهم بـ4 ساعات نهاراً و5 ساعات ليلاً بدون أدنى مراقبة من المعنيين! احتكار وعلى عينك يا دولة! الدولة نفسها التي، لغاية في نفس يعقوب تحرم أهل بيروت من الكهرباء ودون إصدار أي تعميم أو إنذار أو اعتذار!

أما خطوط وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان الهاتفية، فمتروكة لا موظف واحد يرد على اتصالات المواطنين المستائين ما أثار حالة احتقان داخلي في الشارع البيروتي من المرجح أن ينفجر في أي لحظة. عامل ضغط نفسي آخر على المواطن الذي يعاني منذ سنة من أزمة اقتصادية على خلفية استهتار طبقة حاكمة فاجرة لا تخجل!

"انفجرت نصف العاصمة ويتم قتل النصف الآخر، أمي تبكي ذوبان الثلج حول إبر السكري خاصتها، وتشكر الله أنها لا تعاني من مرض نقص الأوكسيجين كجارتنا التي اضطرت الذهاب إلى بيت ابنها كي تبقى موصولة على الماكينة" تقول ميساء ذلك بحسرة لـ"التحري" وتكمل "لا أفهم هذا الفجور في التعاطي مع الشعب، لا كلام يصف أحوالنا، وما يؤلمنا أن غالبية النواب لا يتذوقون 1% مما نتجرعه من سموم بشكل يومي. هل هو افراغ للوطن من أبنائه أم هو تحويل جيل بأكمله إلى جيل حاقد جاحد لا يثق بمؤسسات الدولة ورجالها؟!"

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة