يسعى الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي يحضر قمة المناخ في غلاسكو، الاثنين، إلى "إظهار دور القيادة الأميركية" في معالجة قضية تغير المناخ، وإتاحة "الزخم" للدول في أن تفي بتعهداتها السابقة بخفض انبعاثات الاحتباس الحراري.
وبايدن الذي كان قد شارك في قمة مجموعة العشرين، في روما، الأحد، التي خرجت باتفاق حول أزمة المناخ، من المقرر أن يشارك أيضا في حدث مناخي حول "العمل والتضامن" يوم الاثنين، بعد قمة غلاسكو.
ويريد الرئيس الأميركي، الذي وضع خطة طموحة في الداخل للاعتماد على الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات، حشد الدعم الدولي لوضع إجراءات "صارمة وضرورية" لمعالجة الظاهرة، وفق وول ستريت جورنال.
بينما تقول "سي أن أن" إنه ذهب إلى غلاسكو "برسالة عاجلة ويأمل أن تكون خطة مقنعة بما يكفي للوفاء بوعده بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة إلى النصف بحلول عام 2030".
وكان بايدن أشاد باتفاق للصلب بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تم الإعلان عنه الأحد، باعتباره فرصة للحد من واردات الصلب الصيني المعتمد على الفحم. واعتبر أنها خطوة أخرى نحو استخدام الأسواق الغربية كوسيلة ضغط لإقناع الصين، أكبر ملوث للمناخ في العالم، بالتخفيف من حماسها لاستخدام الفحم كمصدر للطاقة.
وقالت أسوشيتد برس إن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا دير لاين، ابتمست في وجه بايدن طوال فترة الإعلان عن صفقة الصلب، واصفة إياه بـ "عزيزي جو".
واعتبرت وول ستريت جورنال أن بايدن "بحاجة إلى دعم دولي لمشكلة عالمية.. ولهذا يجب عليه التغلب على شكوك الدول الأخرى في أن الولايات المتحدة التي تواصل تغيير رأيها بشأن سياسة المناخ، يمكن أن تتولى زمام القيادة".
وللتغلب على هذه الشكوك، أصدرت إدارة بايدن، الاثنين، استراتيجيتها طويلة الأمد لتحقيق هدف الرئيس المتمثل في خفض الانبعاثات الأميركية إلى الصفر الصافي بحلول عام 2050.
ويهدف الإعلان جزئيا إلى إقناع قادة العالم في غلاسكو أن أهداف بايدن في متناول اليد على الرغم من الخلاف السياسي في واشنطن.
وعلى مدى أكثر من 10 أشهر من الدبلوماسية الأميركية قبل عقد قمة غلاسكو، نجحت إدارة بايدن في المساعدة في كسب تعهدات جديدة مهمة بشأن المناخ من الحلفاء. ويشمل ذلك إقناع العديد من الحكومات الأجنبية بوضع أهداف أكثر طموحا لخفض الانبعاثات، وتعزيز التعهد العالمي بخفضها، وإنهاء تمويل طاقة الفحم.
وتحدث بايدن عشية وصوله إلى قمة المناخ عن "ظهور قوة أميركا". وتشير أسوشيتد برس إلى أن الولايات المتحدة خفضت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنحو 20 في المئة منذ عام 2005، وذلك بفضل التدابير البيئية والتحول عن استخدام طاقة الفحم.
وينظر الحلفاء الأوروبيون إلى بايدن على أنه تغيير مرحب به بعد إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، الذي انسحب من اتفاقية باريس للمناخ.
وقال جون كيري، المبعوث الأميركي الخاص للمناخ، إن دراسة جديدة تظهر أن الدول الغنية ستفي بالتزامات تمويل المناخ البالغة 100 مليار دولار سنويا لأول مرة في عام 2023 "هي علامة على التقدم".
وأضاف كيري عبر الهاتف من لندن لوول ستريت جورنال: "الناس محقون في القلق بشأن سبب استغراق هذا الوقت الطويل، لكنني فخور بما فعلته الولايات المتحدة للمساعدة في جمع هذه الأموال معا ووضعنا على المسار الصحيح لإنتاجها".
وكان قادة دول قمة مجموعة العشرين قد وافقوا على تجاوز الهدف المناخي، الذي تم الاتفاق عليه في قمة باريس عام 2015، والمتمثل بحصر الاحتباس الحراري بأقل من درجتين مئويتين.
وتهدف قمة المناخ، التي تأجلت عاما بسبب جائحة كورونا، إلى الإبقاء على ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل التصنيع، وهو الحد الذي يقول علماء إنه سيجنب الأرض أكثر عواقب الاحتباس الحراري تدميرا.
وأعلن رئيس مؤتمر القمة الجديدة، ألوك شارما، خلال افتتاحها الأحد في غلاسكو، أن هذه القمة هي "الأمل الأخير والأفضل" لحصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية، وهو الهدف الأكثر طموحا في اتفاقية باريس
لكن بايدن وإدارته يواجهون عقبات في حث الدول الأخرى على التصرف بسرعة كافية بشأن المناخ، وفق أسوشيتد برس.
وقال كيري للصحفيين، الأحد، إن قمة "غلاسكو هي بداية سباق هذا العقد". وأشار إلى أن العديد من الدول ترفض "التصرف بقوة كافية" لتحقيق أهداف اتفاقية باريس "ولن تلتزم كل دولة هذا العام بتحقيق هدف 1.5 درجة لكنهم ملتزمون بالقيام بأشياء بدأت في تغيير نهجهم واقتصادهم، وعلى مدار العام المقبل أو نحو ذلك، لدينا الوقت لمواصلة عملية التحول".
ودافع كيري عن نتائج قمة مجموعة العشرين التي اتفق قادتها على سلسلة من الإجراءات، بما في ذلك إضفاء الطابع الرسمي على تعهد بقطع الدعم الدولي لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم.
وقال كيري ومسؤولون أميركيون آخرون إن هدفهم الأهم في غلاسكو هو الحفاظ على الزخم مستمرا، وأشاروا إلى أنه في الفترة التي سبقت القمة، أعلنت أكثر من 140 دولة، بما في ذلك البلدان الرئيسية للانبعاثات مثل اليابان والبرازيل، عن التزامات أكثر صرامة لخفض انبعاثات الاحتباس الحراري.
ويعتبر المسؤولون الأميركيون أن المزيد من التعاون الناجح في غلاسكو يمكن أن يرسل إشارة مفادها أن الحكومات والشركات يجب أن تصبح أكثر قوة.
ومع ذلك، وجه بايدن انتقادات لاذاعة للصين وروسيا لأنهما "لم تظهران أي التزامات للتعامل مع التغيرات المناخية".
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أثناء سفره مع بايدن للصحفيين، إن تغير المناخ لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه تنافس بين الولايات المتحدة والصين، وحيث يمكن لبكين التصرف بمفردها".
وأضاف: "إنها دولة كبيرة بها الكثير من الموارد والقدرات، وهم قادرون تماما على تحمل مسؤولياتهم.. لا شيء حول طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، هيكليا أو غير ذلك، يعيق أو يقف في طريقهما في أداء دورهما".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News