المحلية

الخميس 04 تشرين الثاني 2021 - 02:04

كيف دمَّر"حزب الله" علاقة لبنان بالسعودية؟

كيف دمَّر"حزب الله" علاقة لبنان بالسعودية؟

ترجمة ليبانون ديبايت

نشرت صحيفة "العرب ويكلي" مقال رأي بقلم الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط والخليج حسين عبد الحسين، يتحدث فيه عن السياسة التي اتبعها "حزب الله" لتدمير العلاقات اللبنانية – السعودية.

وقال الكاتب: "طالما أن "حزب الله" هو الذي يقرر من يحكم لبنان، فإن الحكومة اللبنانية ستتماشى مع إيران ضد مصالح وطنها، والتي من الأفضل أن تتمسك بالسعودية بدلاً من ذلك".

أضاف: "ربما تكون السعودية قد وجهت ضربة اقتصادية قاتلة لحكام لبنان، "حزب الله" والأقلية الحاكمة، من خلال تقليص علاقاتها الديبلوماسية وإغلاق الأسواق السعودية أمام الصادرات اللبنانية. في حين أنه من المغري التفكير في الخطوة السعودية على أنها دعوة إيقاظ مرحب بها للبنانيين، واستنادًا إلى السلوك السابق، فمن غير المرجح أن يغير الأوليغارشيون مسارهم وسيستمرون على الأرجح في سياساتهم التي جربت وفشلت والتي لم تولد سوى الانهيار الاقتصادي والبؤس للبنان".

تابع: "قد يبدو أن تصعيد الرياض جاء نتيجة تصريحات أدلى بها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي والتي ألقى فيها باللوم على دول الخليج في الحرب في اليمن، قائلاً إن الحوثيين ، الذين بدأ احتلالهم لصنعاء بالحرب، كانوا يدافعون عن أنفسهم فقط ضد العدوان السعودي. وقبل منصبه الوزاري، اشتهر قرداحي كإعلامي يقدم برامج ألعاب متلفزة على الشبكات السعودية. معرفته بالسياسة ضئيلة ووعيه بصنع السياسات قليل جداً".

ورأى الكاتب أن "تعليقات قرداحي وحدها، التي صدرت قبل عدة أشهر قبل أن يصبح وزيراً، لا يمكن أن تبدل موقف السعودية. ومع ذلك، فقد أثبتت التعليقات أنها المسمار الأخير في نعش علاقة كانت مزدهرة ذات يوم والتي تدهورت على مدى السنوات القليلة الماضية، ويرجع ذلك أساسا إلى نفوذ "حزب الله" المتزايد في لبنان وسيطرته الكاملة على سياساته".

وقال: "كلفت الخطوة السعودية الصادرات اللبنانية رابع أكبر أسواقها بأكثر من ربع مليار دولار سنويا. كما سيخسر لبنان استثمارات الرياض الأجنبية المباشرة، التي وصلت في العام 2015 إلى ما يقرب من مليار دولار. علاوة على ذلك، من خلال منع رعاياها من زيارة لبنان، ربما خوفًا من الأذى أو تعرضهم للمضايقات من قبل "حزب الله"، ستحرم الرياض بيروت من تدفق العملات الأجنبية الذي تشتد الحاجة إليها والتي يحملها السياح السعوديون عادة معهم خلال زيارتهم إلى لبنان".

ورأى الكاتب أن "وقف الواردات اللبنانية إلى السعودية كان قيد الإعداد لفترة طويلة بعد أن اعترضت السلطات السعودية شحنات مخدرات من لبنان، وعادة ما تكون مخبأة في المنتجات".

وقال: "تجارة المخدرات هي واحدة من أكبر مصادر الإيرادات لحزب الله. طالبت السعودية الدولة اللبنانية بفرض ضوابط أفضل على معابرها الحدودية للتأكد من خلو الصادرات من المواد غير المشروعة. لكن في لبنان، أثبتت سلطة الدولة أنها أضعف من أن تعترض أي شحنات من حزب الله تدخل أو تخرج من البلاد. في ظل هذا الفشل، قررت الرياض وقف وارداتها من لبنان".

وأضاف: "ومع ذلك، أثبتت الرياض أنها مراعية بما فيه الكفاية من خلال التمييز بين حكام بيروت واللبنانيين الذين يعيشون ويعملون في السعودية. تشير التقديرات إلى أن 300 ألف لبناني يعيشون في المملكة، ما يجعلهم أكبر جالية للمغتربين. تساعد التحويلات المالية من هؤلاء المغتربين في منع مئات الآلاف من الناس في لبنان من الوقوع في براثن الفقر".

وأكّد الكاتب أن "الرياض تسامحت لفترة طويلة مع سياسات لبنان الناكرة للجميل، والهجومية تجاه المملكة".

وتابع: "عندما قطعت الديبلوماسية اللبنانية الإجماع العربي في جامعة الدول العربية بالامتناع عن التصويت على قرار يدين النظام الإيراني لإحراق السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد في العام 2016، بقيت الرياض تمنح لبنان "فائدة الشك" وتقبل موقفه".

وذكّر بأنه "عندما قادت فرنسا، في العام 2018، مؤتمر المانحين لرفع الاقتصاد اللبناني الغارق، برزت المملكة العربية السعودية كأكبر مانح منفرد عندما تعهدت بمليار دولار من إجمالي 11 مليار دولار".

وقال: "في ذلك الوقت، على الرغم من تحفظاتها على عداء "حزب الله" للمملكة وتواطؤ الدولة اللبنانية مع الميليشيات الموالية لإيران، كانت الرياض لا تزال تنظر في الاتجاه الآخر وتمدّ لبنان بشريان الحياة الذي تم تصميمه لمساعدة البلاد على الإصلاح وإعادة تشغيل اقتصادها. لكن ثبت أن الدولة اللبنانية أضعف من أن تنفذ أي إصلاحات مطلوبة قبل أن تتلقى بيروت أي أموال مساعدات. انغمس اقتصاد البلاد في ركود أعمق ويعاني الآن من تضخم جامح وفقر متزايد".

وأضاف الكاتب: "منذ خمسينيات القرن الماضي، كانت السعودية من أكبر الداعمين للبنان واستقراره. في العام 1989 ، استضافت المملكة العربية السعودية اتفاق "الطائف" وهندسته. هذا الإتفاق الذي أدى الى نهاية الحرب الأهلية التي استمرت 15 عامًا. بعد الصراع، كما بعد كل جولة حرب مع إسرائيل، كانت المملكة العربية السعودية دائمًا أول من قدم تبرعات للبنان لإعادة الإعمار وإيداع العملات الأجنبية في البنك المركزي اللبناني للحفاظ على الاقتصاد، والأهم من ذلك الحفاظ على العملة الوطنية اللبنانية".

وأكّد أنه "لأكثر من عقد حتى الآن، ضَمَن كثير من اللبنانيين المملكة العربية السعودية، وردوا الدعم بالإهانات والتهريب والوقوف بجانب أعداء الرياض، وفي مقدمتهم إيران، التي لا تستثمر شيئًا في الاقتصاد اللبناني".

وختم الكاتب بالقول: "طالما أن "حزب الله" هو الذي يقرر من يحكم لبنان، فإن الحكومة اللبنانية ستتماشى مع إيران ضد مصالحها الوطنية، والتي من الأفضل لها البقاء مع السعودية بدلاً من ذلك. مؤسف جدا أن اللبنانيين لا يرون هذا ولا يرونه ولا يفعلون شيئا حياله".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة