ربما خطوة تلقيح طلاب المدارس جاءت متأخرة، فالمدارس تعود اليوم الى نبضها، والطلاب الى مقاعدهم، وسط تسونامي ارقام "كورونا" وقد باتت اشد فتكاً. صحيح أن الاقبال على تلقي جرعات اللقاح الاولى كان لافتاً خلال اليومين الماضيين، غير ان أعداد المتلقين لم تشمل كل الطلاب، وبالتالي خطر الاصابة بالعدوى وارد، في ظل الاكتظاظ داخل صفوف المدارس الرسمية التي تضم بمعظمها 30 طالباً في الحلقات الاولى والثانية، فكيف ستطبق اجراءات السلامة الوقائية التي تحدث عنها وزير التربية، وهي كانت صعبة التطبيق قبل استفحال اعداد الاصابات، فكيف بعدها؟
أسئلة تشغل بال الأساتذة والطلاب والاهالي على حد سواء، رغم يقين الجميع ان لا غنى عن التعليم الحضوري، تحديداً في زمن بطء الانترنت وانقطاعه في ساعة ذورة التعليم، ولكن لا بد من مخرج يحمي الجميع. وبحسب الاساتذة، فإن خطوة تلقي جرعات اللقاح جاءت متأخرة، كان الاجدى بالوزارة إطلاقها مع بداية العطلة ليتسنى لكل الطلاب اخذ جرعات التحصين، فتلقي 600 او 1500 طالب اللقاح غير كاف، وأقل مدرسة في منطقة النبطية تضم حوالى 600 طالب عدا الاساتذة والكادر التعليمي، ما يعني ان التحصين المطلوب ليس متوفراً، اقله في الفترة الراهنة، ما يقلق الأساتذة الرافضين للعودة، وسط تدهور اوضاعهم المعيشية والاقتصادية وأضيف اليها الصحية ايضا، رغم تأكيد وزير الصحة فراس أبيض خلال جولته على مستشفيات الجنوب الحكومية أن الاقفال غير وارد، وهو بمثابة اعدام للطبقة الفقيرة، والعودة للمدارس امر واقع، والتحصين يكون باللقاح..
ابيض الذي اعتبر من مستشفى نبيه بري الجامعي أن الاعداد في لبنان تشكل تسونامي، عاد وأكد انها مرجحة للانخفاض عما قريب، واللقاح يحمي من المستشفيات.
اذا اللقاح هو الاساس، فلماذا لا يقبل الناس جميعاً على التلقيح، ولماذا لم تُسجّل ارقام مرتفعة لطلاب المدارس؟
في قاعة التلقيح في مستشفى الشيخ راغب حرب اغلب المتقدمين لتلقي الجرعات التحصينية، هم من الشباب وكبار السن، اعداد الطلاب كانت اقل من المتوقع، وهذا يفرض اسئلة حتمية لماذا التأخير في اخذ اللقاح، هل السبب الماراتون المفاجئ، هل الطلاب يرفضون الامر ام الاهل، وماذا يقول من خاض تجربة تحصين نفسه؟
بثقة يتقدم عباس الطالب المدرسي نحو قاعة اللقاح، قرر اخيرا اخذ جرعة لحماية نفسه، فهو كان مهدداً بالاصابة بالعدوى بعدما أصيب رفاقه. وفق قوله "اللقاح يحميني ويحمي عائلتي، وهو يشكل مفتاح عودتنا الآمنة الى المدارس كي لا نخسر عامنا الدراسي، وعلى كل الطلاب ان يبادروا لأخذه". تشاطره الطالبة فدوى الرأي، بل تؤكد "ان اللقاح يزيدنا قوة في مواجهة الوباء الفتاك، ويساعدنا على إكمال عامنا الدراسي بأمان"، وتدعو رفاقها "الى الاسراع بأخذه كي لا نخسر احداً منهم".
تعزو احدى العاملات في قسم "كورونا" سبب الاقبال المتوسط الى ان الاهالي كانوا ينتظرون المدرسة والمدرسة كانت تنتظر الوزارة والوزارة تأخرت في قرارها، وقد جاء قبل يومين من فتح المدارس، ما أدى الى عدم الاقبال الكبير للطلاب والاساتذة.
وتشدد صفاء، الممرضة في قسم التلقيح على أهمية اللقاح للعودة الآمنة للحياة، مؤكدة ان هناك ما يقارب الـ600 شخص تلقوا اللقاح بين طلاب واساتذة ومواطنين عاديين وتدعو الى الاقبال أكثر كي نصل الى مناعة القطيع.
بالمحصلة، يبدو قرار العودة للمدارس مرتبطاً بالاساتذة رغم اصرار وزير التربية على فتحها وعدم تأجيلها، اقله ليتلقى كل الطلاب جرعاتهم الاولى، خاصة وان معظم الاصابات كانت من المدارس نفسها، فهل تفتح المدارس اليوم ويعود الطلاب الى حياتهم المدرسية، ام تقفل على اضرابات واحتجاجات تبدأ بخطر "كورونا" ولا تنتهي بثمن تنكة بنزين ودواء؟
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News