الوقت بات عاملاً حاسماً في تحديد المسار الذي قد تأخذه "محادثات فيينا" النووية، إذ رأى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وحلفاء بلاده الأوروبّيون أمس أنه لا يزال بالإمكان إعادة إحياء الإتفاق في شأن برنامج إيران النووي، لكنّهم حذّروا في الوقت عينه من أن "الوقت بدأ ينفد".
وقال بلينكن خلال تصريح للصحافيين عقب محادثات أجراها مع نظرائه الأوروبّيين في برلين: "يُمكنني القول إنّنا شهدنا تقدّماً متواضعاً في الأسابيع الأخيرة من المحادثات"، وبالتالي "تقييمي بعد محادثاتي مع الزملاء، أن العودة إلى الامتثال المتبادل لا يزال ممكناً". كما أقرّ بأنّ المفاوضات أمام "لحظة حاسمة"، مؤكداً أن "الوقت ينفد" للتوصّل إلى إتفاق.
بدورها، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع بلينكن، أهمّية تحقيق "تقدّم عاجل" في المحادثات النووية، محذّرةً من أن "النافذة لإيجاد حلّ تُشارف على الإغلاق"، وأردفت: "المفاوضات في مرحلة حاسمة. نحتاج إلى تقدّم عاجل للغاية، وإلّا فلن ننجح في التوصّل إلى إتفاق مشترك".
من جهته، شدّد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، المشارك في المحادثات التي عُقِدَت في برلين وتمحورت بشكل أساسي حول الوضع المتأزم في أوكرانيا، على أن المفاوضات مع طهران "لا يُمكن أن تمضي بهذا البطء"، واصفاً التقدّم الذي أُحرز في المحادثات بأنّه "جزئي وخجول وبطيء".
وتحدّث لودريان عن ضرورة "تسريع الوتيرة" وإلّا فستكون النهاية الحتمية لخطّة العمل الشاملة المشتركة"، في إشارة إلى الإتفاق النووي باسمه الرسمي. وتأتي التصريحات بعد يوم من تشديد الرئيس الأميركي جو بايدن على وجوب عدم التخلّي عن المحادثات مع طهران، مؤكداً إحراز "بعض التقدّم".
وفي موسكو، اعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال خطاب أمام النواب الروس في مجلس الدوما أن رفع مستوى العلاقات بين طهران وموسكو يؤدّي إلى تحفيز التبادلات بينهما، خصوصاً على المستوى التجاري، وإلى تعزيز أمن البلدَيْن.
ورأى أن المستوى الحالي للعلاقات الثنائية مخيّب، داعياً إلى بذل جهود جدية لتعزيزها، وقال: "نحن مصمّمون على تطوير العلاقات في المجالات كافة، أي على الصعيد السياسي والاقتصادي والتجاري والعلمي والثقافي". ووسط تصفيق النواب الروس، أكد عزم الطرفَيْن "على تطوير هذه العلاقات".
وتوقع رئيسي أن "يُحفّز تعزيز العلاقات الإيرانية - الروسية اقتصادَيْ البلدَيْن ويُعزّز الأمن الإقليمي والدولي"، مشيراً إلى أن التعاون بين طهران وموسكو في ملف سوريا يُشكّل "نموذجاً ناجحاً". كما تناول رئيسي الملف النووي لبلاده، فجدّد التأكيد على أن إيران "جادة في ما يتعلّق بإبرام إتفاق إذا كانت الأطراف الأخرى جادة أيضاً في شأن الرفع الفاعل للعقوبات".
كذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، تصميم بلدَيْهما على "مواصلة المفاوضات في فيينا بهدف إحياء الصفقة النووية في هيكلها الأصلي، من دون أي إضافات أو إقصاءات".
توازياً، أعلن مسؤول في البحرية الإيرانية أن إيران وروسيا والصين ستبدأ مناورات بحرية مشتركة اليوم وتستمرّ 3 أيام في المحيط الهندي، وتهدف إلى "تحسين القدرة القتالية والجاهزية، وتعزيز العلاقات العسكرية بين البحرية الإيرانية والصين وروسيا، وضمان الأمن المشترك ومكافحة الإرهاب البحري".
وفي المقابل، أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت خلال اجتماع عقده مع قيادة الجيش أن حكومته تعتبر "إلحاق أضرار ملموسة بالنظام الإيراني ووكلائه في المنطقة مهمّة أساسية بالنسبة إليها".
وتحدّث بينيت مع أعضاء هيئة الأركان العامة عن "تصوّره الإستراتيجي للتحدّيات المختلفة التي تُواجهها دولة إسرائيل، وعلى رأسها الملف الإيراني"، فيما طالب وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بوضع ما وصفها بـ"ازدواجية التصرّفات الإيرانية" على طاولة المفاوضات النووية في فيينا.
وقال غانتس خلال لقاء مع نظيره اليوناني نيكوس بانايوتوبولوس: "بينما يُقدّم المسؤولون الإيرانيون ملاحظات مستنيرة في فيينا، يواصل وكلاؤهم هجماتهم العدوانية"، معتبراً أن أي جهد دولي يجب أن يُعالج "العدوان الإيراني" والملف النووي.
وفي الأثناء، أعلنت إسرائيل عقد صفقة لتطوير وشراء غواصات من العملاق الألماني "تيسنكروب" في مقابل 3.4 مليارات دولار. وأوضح غانتس في بيان أن "الغواصات الجديدة ستُحسّن قدرات البحرية الإسرائيلية وستُساهم في تفوّق إسرائيل الأمني في المنطقة". وتشمل الصفقة شراء 3 غوّاصات من طراز "دكار"، على أن تُسلّم الغواصة الأولى للبحرية الإسرائيلية في غضون 9 سنوات.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News