التحري

الثلاثاء 08 آذار 2022 - 16:44

أهالي الطلاب اللبنانيين العائدين من أوكرانيا يستقبلونهم بالدموع... مصير دراسي مهدد ووقفات احتجاجية ضاغطة... (فيديو+صور)

أهالي الطلاب اللبنانيين العائدين من أوكرانيا يستقبلونهم بالدموع... مصير دراسي مهدد ووقفات احتجاجية ضاغطة... (فيديو+صور)

فتات عياد-التحري

هي لعنة الحرب التي تطارد اللبنانيين حتى آخر أصقاع الأرض، إذ بعد أن ظنّ المئات من الطلاب اللبنانيين في أوكرانيا أنهم باتوا في مأمن عن الظروف المأساوية في بلادهم، وجدوا أنفسهم بين خطوط تماس الحرب الروسية على أوكرانيا، هم الذين ما إن هربوا من "كابوس" الانهيار الاقتصادي في بلادهم، حتى باتت العودة إليها "حلماً" يقيهم ويلات الحرب الأوكرانية...

وهكذا، تمّ إجلاء 105 طالب لبناني من أوكرانيا أمس الأول، كمرحلة من مراحل العودة التدريجية للطلاب الهاربين من حرب "الحديد والنار" التي فرضها "الدب الروسي" على شعب أوكرانيا. في السياق، وثّقت كاميرا "التحري" مشاهد استقبال العائلات اللبنانية لأبنائها، على وقع دموع الفرح، والتأثر، في حين ناشدت عائلات الطلاب الذين ما زالوا عالقين عبر "التحري"، ناشدت الدولة اللبنانية "التحرك لإعادة أبنائنا لوطنهم على وجه السرعة"....

لقاء الأحبة

وبدموع الفرح، أخذ أهالي الطلاب، أباء وأمهات وإخوة، أخذوا أحباءهم بين أحضانهم، إثر عودتهم إلى أحضان الوطن. ولبنان، الوطن "الأم" لهؤلاء الطلاب، كان حضنه لهم "منقذاً" هذه المرة من ويلات الحرب الأوكرانية، على عكس ما اعتاده اللبنانيون، من هرب من ربوع بلادهم، على وقع طبول الحرب والخضات الأمنية والاقتصادية والسياسية...

ووصلت الأحد الى مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت الطائرة التابعة لشركة طيران الشرق الاوسط آتية من وارسو وعلى متنها مئة وخمسة من الطلاب اللبنانين الذين كانوا يتابعون دراستهم الجامعية في أوكرانيا.
وكان الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير قد غادر الى وارسو للاشراف على الإجراءات كافة بالتنسيق مع السفارة اللبنانية في بولندا. لكنّ الانتقادات تعلو لتنتقد أداء الدولة اللبنانية ناحية طلابها، سواء لناحية خطة إجلائهم، أو تأمين إكمال دراستهم، والإفراج عن الدولار الطالبي ما يسهل متابعتهم للدراسة...

جمعية أهالي الطلاب اللبنانيين في الخارج: نتابع أوضاع الطلاب الدراسية والأمنية

في السياق، أصدرت "جمعية أهالي الطلاب اللبنانيين في الخارج" بياناً حول انعكاسات الحرب في أوكرانيا على الطلاب اللبنانيين من الناحيتين الأمنية والدراسية.
وبارك البيان "عودة بعض طلابنا الى ربوع الوطن سالمين حيث استقبلتهم الجمعية في مطار بيروت واستمعت إلى معاناتهم على امل عودة المحتجزين منهم في اسرع وقت".
وكشف البيان أن الجمعية تواكب هذا التطور "وفق رؤية تنطلق أولا من سلامة طلابنا وضرورة عدم إضاعة استكمال سنواتهم الدراسية في لبنان وذلك من خلال استيعابهم في مختلف فروع الجامعة اللبنانية انطلاقا من المصلحة الوطنية العليا التي تستوجب الاستفادة من هذه الطاقات لاسيما طلاب الطب في سنواته الاخيرة التي تحتاجها مؤسساتنا الصحية بعدما فرغت من آلاف الأطباء نتيجة موجة الهجرة تحت ضغط الوضع الاقتصادي الصعب".
ووفق الجمعية، فإنّ عدد الطلاب الذين خسروا دراستهم وعادوا من اوكرانيا وروسيا وبيلاروسيا في مختلف الاختصاصات هو حوالي 1100 طالب بينهم 600 طبيب، والبقية بغالبيتهم من طلاب الهندسة والصيدلة، كما أن "بعضهم لجأ إلى أوروبا مستفيدا من الأحداث".

ويزيد من معاناة هؤلاء الطلاب، أزمة الدولار الطالبي التي يعانون منها منذ أن قيّدت المصارف التحويلات المصرفية لأهالي الطلاب، ما هدّد دراسة عدد كبير منهم في الخارج...

الدولار الطلابي... تجمع غداً للضغط على اللجان النيابية

ويزيد الدولار الطالبي من وطأة الأزمة وتهديد حق هؤلاء الطلاب اللبنانيين في الخارج بمتابعة دراستهم. وتزيد الحرب في أوكرانيا، من صعوبة إجراء التحويلات المالية مما ينعكس سلبا على متابعة الطلاب اللبنانيين في روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا لدراستهم.
في السياق، دعت جمعية أهالي الطلاب عشية انعقاد اللجان المشتركة، غدا الأربعاء، لبحث قانون الدولار الطلابي دعت "جميع الأهل والطلاب في الجامعات الخاصة داخل لبنان وخارجه الى التجمع أمام مجلس النواب وذلك الساعة العاشرة من قبل ظهر غد لمواكبة اللجان والضغط من أجل إقرار القانون بالصيغة التي تضمن حقوق طلابنا ورفضنا القاطع لسعر الدولار الطلابي التي تتجه اللجان النيابية تثبيته بـ 8000 ليرة"، كما أنها بصدد لقاء وزير المالية من أجل فك أسر المساعدة المقدمة لعدد من الطلاب في الخارج عبر الريجي.

شبكة مدى تحمّل "نظام الطوائف" المسؤولية

بدورها، تضامنت شبكة مدى مع الطلاب اللبنانيين في أوكرانيا، مؤكدة أنه
"لا يسعنا اليوم إلا الوقوف في موقف مبدئي مع الشعب الأوكراني وجميع المقيمين في أوكرانيا خصوصاً اللبنانيين/ات منهم الذين يقع اكثرهم في خانة الطلاب والطالبات".

وإذ لفتت إلى أن "هؤلاء الطلاب والطالبات اللبنانيين/ات الذين خرجوا من البلد باحثين عن أفاقٍ جديدة وهاربين من الانفجارات والحروب والنزاعات قُدِر عليهم ان يمروا بشيء شبيه اليوم للذي عاشوه في لبنان وهم في أوكرانيا"، ذكّرت كيف أنّ "السلطات اللبنانية لم تهمل فقط الطلاب والطالبات اللبنانيين/ات في ايام السلم مقيمين/ات كانوا في لبنان ام مغتربين/ات تاركين الحرية للجامعات الخاصة للتحكم في الأقساط ومصير الطلاب والطالبات المقيمين/ات ومضيعين قانون الدولار الطلابي على المغتربين/ات منهم/هن. الا انهم حتى في ايام الحرب في اوكرانيا تركوا لمصيرهم/هن كي يتدبروا/ن امورهم/هن بأنفسهم/هن حتى وصل حال البعض ان يمشي لمدة عشرين ساعة على الأقدام في درجة حرارة تحت الصفر، البعض الآخر باتت مناطق اقامتهم/هن تحت النفوذ الروسي من دون اي خط تواصل معهم/هن، وحتى ان البعض افترشوا/ن الأرض في محطات المترو ولم يقدروا على استعمال اموالهم/هن وقطعوا عنها كلياً كون المصارف مغلقة هناك".
ومع العلم بهول المأساة وكبرها، "سارعت السفارة اللبنانية في اوكرانيا والسفير اللبناني للتهرب من المسؤولية الملقاة على عاتقهم في ايجاد حلول لإنقاذ التلاميذ وتأمين خروجهم/هن من اوكرانيا حتى وصلت فيهم الوقاحة ان يبرروا عدم تجاوب السفارة مع التلاميذ تحت حجة الأوضاع الراهنة هناك، في سلوك اعتدنا على رؤيته من أي جهة رسمية لها علاقة بنظام الطوائف"، أضافت مدى في بيان لها.

ومن منطلق انها شبكة شبابية، علمانية معنية بالمجتمع عامةً والطلاب والطالبات خصوصاً الذين يشكلون القاعدة لهذه الشبكة، شددت مدى على "ضرورة تسوية اوضاع الطلاب والطالبات في اوكرانيا وايجاد اي سبيل لمساعدتهم/هن للخروج من اوكرانيا كأولوية وعودتهم/هن سالمين/ات الى لبنان".

وقفة إحتجاجية الجمعة: لتأمين خروج الطلاب والطالبات سالمين جميعاً

هذا ودانت الشبكة "سلوك الدولة اللبنانية المعتاد في اهمال اللبنانيين/ات مقيمين/ات كانوا ام مغتربين/ات معتبرين انهم/هن مجرد ارقام لا قيمة لهم"، معلنة أننا "سنواجه هذا الاهمال وعدم الاكتراث لحياة طلابنا وطالباتنا في وقفة احتجاجية امام وزارة الخارجية وذلك يوم الجمعة الواقع في ١١ أذار ٢٠٢٢ وذلك لرفع الصوت بوجه الاهمال الممنهج وللضغط على السلطات لمساعدة الطلاب والطالبات اللبنانيين/ات في اوكرانيا وتأمين خروجهم/هن جميعاً سالمين منها".
كما دعت "كل من اقارب هؤلاء الطلاب والطالبات وكل المعنيين/ات فيهم/هن من جمعيات وكل من يهتم لشؤون الطلاب من ناشطين وناشطات وأحزاب ومجموعات الى ملاقاتنا في هذه الوقفة الاحتجاجية"، مؤكدة أنها ستقوم بما في وسعها "لتجنب سقوط ضحايا جدد بسبب عدم أهلية النظام وفساده واهماله".

في المحصلة، الدولة اللبنانية كعادتها غائبة، وإن حضرت، فحضورها لا يرقى على مستوى الأزمة، ويدفع الطلاب اللبنانيون العالقون في الخارج ثمن أداء المنظومة، خوفاً ورعباً وتهديداً لأمنهم، وربما خسارة لسنتهم الدراسية...







تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة