تشتد الحرب الروسية في أوكرانيا وتتعمق الأزمة الإنسانية، فيما ترتفع وتيرة القلق الدولي من احتمال لجوء الرئيس الروسي، فلايديمير بوتين، الذي وصفة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بـ "مجرم حرب" من إحتمال استخدامه أسلحة فتاكة ضد المدنيين.
وتقول نورين شودري فينك، وهي كبير مستشاري السياسات في مجال مكافحة الإرهاب في بعثة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، في تحليل نشر على شبكة CNN، إن القوات المسلحة الروسية "لديها آلاف الجنود والأسلحة والمركبات الأخرى، مع ميزانية عسكرية مذهلة، لكن على أرض الواقع، هناك قصة مختلفة، حيث واجهت روسيا مقاومة شرسة من الجيش الأوكراني".
وقالت فينك إنه في الوقت الذي يتدفق فيه مقاتلون أجانب من دول غربية إلى أوكرانيا للمشاركة في الدفاع عنها، دعا بوتين الأسبوع الماضي أيضا إلى تعزيزات أجنبية - ويقال إن العديد من المتقدمين يأتون من الشرق الأوسط ودول أفريقيا، حيث استثمرت روسيا في دعم الحكومات والجهات العسكرية هناك، التي أصبحت الآن في وضع يمكنها من "سداد دين موسكو"، وفق التقرير.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية ما تشير إليه التقارير عن تجنيد مقاتلين من الشرق الأوسط للقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا، بضمنهم مقاتلون "محترفون" من سوريا.
لكن متحدثا رفيع المستوى في البنتاغون قال، الأربعاء، إن واشنطن "لم تلحظ أي تحركات على الأرض بعد".
وفي أفريقيا، سعت روسيا إلى حشد الدعم في أماكن مثل جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث عزز المستشارون الروس والمتعاقدون العسكريون الخاصون سلطة الحكومة في بانغي.
ويشير التحليل إلى امتناع 24 دولة أفريقية عن إدانة الغزو الروسي، في تصويت في الأمم المتحدة في وقت سابق هذا الشهر، وتضيف أنه بالنسبة للعديد من الدول، تشكل العلاقات الطويلة الأمد مع روسيا أو الالتزامات التاريخية تجاه حركة عدم الانحياز الطريقة التي تستجيب فيها للأزمات العالمية.
وتشير فينك إلى أن البلدان التي نشطت فيها مجموعة فاغنر - بما في ذلك موزمبيق وجمهورية أفريقيا الوسطى ومالي - امتنعت جميعها عن التصويت ضد روسيا في الأمم المتحدة، كما أنه بالنسبة للبعض، فإن القتال في روسيا سوف يوفر فرصة لتحدي حقبة ما بعد الاستعمار التي يهيمن عليها الغرب.
وحذرت فينك من أن استخدام المقاتلين الأجانب يرتبط عادة بعدم الاستقرار في المناطق التي ينتشرون فيها، مستشهدة بتجربة ليبيا وسوريا.
وتحذر فينيك من أنه "إذا تحولت الحرب الحالية إلى تمرد طويل الأمد، فإن مشهد المقاتلين الأجانب والمؤيدين الأجانب يمكن أن يتغير، مع شحذ وجهات النظر الأيديولوجية أو السياسية أو ترويج الدعاية المتطرفة".
وتحذر من أن المقاتلين الأجانب المنخرطين في تشكيلات شبه رسمية هم أقل التزاما بشكل واضح بقوانين الحرب وحماية المدنيين، وأكثر احتمالا للانخراط في جرائم حرب.
وقد أشارت روسيا بالفعل إلى أنها ستعتبر الأجانب الذين يسافرون للقتال في أوكرانيا مرتزقة، وأنهم لن يعتبروا مقاتلين يحميهم القانون الإنساني الدولي.
وحذرت من تأثر الأفراد، قليلي التدريب والذين لن يكونوا تحت قيادة مركزية حازمة، أو تجنيدهم من قبل مجموعات ذات أهداف أيديولوجية متنوعة، وقالت إن هذا الخطر بالتحديد يزداد إذا لم يتم قبولهم في الفيلق الأجنبي الأوكراني الرسمي.
كما حذرت من "ازدياد إحباط المتعاطفين في الخارج من ردود فعل بلدانهم ليختاروا أشكالا أكثر عنفا من التعبير السياسي في الداخل"، مضيفة أن "الكثيرين سيعودون متمرسين في القتال بخبرة قتالية وشبكات علاقات جديدة عابرة للحدود يمكن تنشيطها لأسباب أخرى، وقد يكون أولئك الذين يرغبون في إلحاق الأذى أكثر قدرة على القيام بذلك".
وتضيف أن "تدفق المتطوعين إلى أوكرانيا وروسيا، يزيد من الحاجة إلى التعاون الدولي بين جميع الدول لضمان سلامة مواطنيها - والتخطيط لعودتهم الآمنة".
وتقول تقارير من أوكرانيا إن القوات الروسية تعرضت لانخفاض كبير في المعنويات، ويرجع ذلك جزئيا كذلك إلى الطقس المتجمد، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى حوالي تسعة درجات تحت الصفر.
كما أن إمدادات الغذاء والوقود والذخائر تنفد في بعض الوحدات العسكرية، بعد أن أمضت في الميدان أكثر من ثلاثة أسابيع.
ووفقا لآخر تقييم استخباراتي لوزارة الدفاع البريطانية، يبدو أن القوات الروسية تحاول "إعادة التموضع" قبل شن هجمات جديدة - بما في ذلك ضد العاصمة كييف.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News