توفيت مادلين أولبرايت، أول وزيرة للخارجية الأميركية، عن عمر ناهز 84 عاماً إثر إصابتها بمرض السرطان، وذلك بحسب بيان نشرته أسرتها عبر "تويتر" مساء الأربعاء 23 آذار 2022.
حيث قالت عائلتها: "نعلن ببالغ الحزن والأسى وفاة الدكتورة مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الرابعة والستين وأول امرأة تتولى هذا المنصب، في وقت سابق من اليوم (الأربعاء). سبب الوفاة السرطان".
كانت أولبرايت، التي فرَّت من النازيين في سنوات طفولتها بمسقط رأسها تشيكوسلوفاكيا خلال الحرب العالمية الثانية، قد ارتقت سلم الدبلوماسية الأميركية إلى أعلى درجاته، وتحولت في سنواتها الأخيرة إلى أيقونة نسوية بارزة.
فيما بزغ نجم أولبرايت، التي عُرفت بأسلوبها الصارم في الحديث، خلال عملها في إدارة ترددت في الانخراط بأكبر أزمتين خارجيتين في التسعينيات من القرن الماضي، وهما الإبادة الجماعية في رواندا وأزمة البوسنة والهرسك.
كانت أولبرايت، التي أصبحت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عام 1993، قد ضغطت من أجل اتخاذ موقفٍ أكثر صرامة ضد الصرب في البوسنة. لكن خلال الولاية الأولى للرئيس بيل كلينتون، كان تورط الولايات المتحدة في مستنقع فيتنام لا يزال عالقاً بأذهان العديد من كبار خبراء السياسة الخارجية الذين حرصوا على عدم تكرار هذا الخطأ في البلقان.
فبدلاً من ذلك، عملت الولايات المتحدة مع حلف شمال الأطلسي على شن غارات جوية أدت إلى إنهاء الحرب، لكن بعد أن استمرت لمدة ثلاث سنوات.
كما دفعتها تجربتها كلاجئة في الماضي، إلى الضغط في اتجاه استخدام الولايات المتحدة نفوذها كقوة عظمى لإنهاء الصراعات حول العالم.
في حين أثارت حفيظة وزير الدفاع الأميركي، في إحدى المرات، بسؤاله: لماذا يحتفظ الجيش بأكثر من مليون رجل وامرأة مسلحين إذا لم يكن ينوي استخدامهم مطلقاً؟
بينما تم ترشيح أولبرايت، التي وُلدت في تشيكوسلوفاكيا السابقة عام 1937، لتكون أول امرأة ترأس الدبلوماسية الأميركية في عام 1997، وتم التصديق على ترشحها بالإجماع. وظلت في المنصب حتى عام 2001.
خلال توليها هذا المنصب الرفيع، دافعت أولبرايت عن توسيع حلف "الناتو"، وتدخُّل التحالف في البلقان لوقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وبذلت جهوداً للحد من انتشار الأسلحة النووية، ودافعت عن حقوق الإنسان والديمقراطية في جميع أنحاء العالم.
كذلك، ساهمت في توجيه السياسة الخارجية الغربية في أعقاب الحرب الباردة، وكانت وجهاً للسياسة الخارجية الأمريكية في الفترة ما بين نهاية الحرب الباردة وما يعرف بـ"الحرب على الإرهاب" التي بدأت بعد هجمات 11 أيلول 2001 .
يشار إلى أنه في خضم جهود الولايات المتحدة للضغط على كوريا الشمالية لإنهاء برنامجها للأسلحة النووية، والتي باءت بالفشل في نهاية المطاف، سافرت أولبرايت إلى بيونغ يانغ عام 2000؛ للقاء زعيم كوريا الشمالية آنذاك كيم جونغ إيل، لتصبح أبرز مسؤول أميركي يزور الدولة التي يحكمها الشيوعيون.
وبانتهاء فترة حكم كلينتون والتسعينيات، تحولت أولبرايت إلى أيقونة لجيل من الشابات اللائي يبحثن عن مصدر إلهام لسعيهن خلف فرص للتفوق وكسب الاحترام في أماكن العمل. ومن الجمل المفضلة لأولبرايت: "هناك مكان خاص في الجحيم للنساء اللواتي لا يساعد بعضهن بعضاً".
لكنها واصلت العمل طوال فترة تقاعدها من أجل الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، وتحدثت عن سياسة الولايات المتحدة، ووجهت انتقادات لاذعة بشكل خاص إلى الرئيس دونالد ترامب، الذي وصفته بأنه "أكثر الرؤساء غير الديمقراطيين في التاريخ الأميركي الحديث".
جدير بالذكر أن أولبرايت أكدت، في مقال رأي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، في شباط الماضي، قبيل "الغزو" الروسي لأوكرانيا، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيرتكب "خطأً تاريخياً" بغزو أوكرانيا، وحذَّرت من التكاليف المدمرة لبلاده.
إذ كتبت أولبرايت: "بدلاً من تمهيد طريق روسيا نحو العظمة، فإن غزو أوكرانيا سيضمن عاراً للسيد بوتين من خلال ترك بلاده معزولة دبلوماسياً، ومعطلة اقتصادياً، وضعيفة استراتيجياً في مواجهة تحالف غربي أقوى وأكثر اتحاداً".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News