"ليبانون ديبايت"
لم تعد التحرّكات السياسية الداخلية تقتصر فقط على الإهتمام بالإستحقاق الإنتخابي النيابي، الذي يكاد يكون مصيرياً هذا العام نظراً لأهمية العناوين المرفوعة من قبل الأحزاب والتيارات السياسية ومجموعات الحراك المدني، بل ارتقت أخيراً إلى مرحلة متقدّمة من الإستنفار والتعبئة والحشد على المستوى السياسي، وصولاً إلى إعادة تعويم مشهد الإصطفافات والإنقسامات السابقة.
من هذه الزاوية، تقرأ مصادر سياسية مسيحية، في إفطار المصالحة الذي جمع رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية مع رئيس تكتل "لبنان القوي" النائب جبران باسيل، على مائدة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله منذ أيام، رسائل متطايرة في أكثر من اتجاه داخلي وخارجي، معتبرةً أن مشهدين يرتسمان اليوم على الساحة السياسية.
وتُوضح هذه المصادر لـ "ليبانون ديبايت"، أنّ "المشهد الأول هو مشهد حزب 8 آذار أو حزب السيد نصرالله، والذي أظهر بشكلٍ واضح وواقعي وعملي، من هو القائد الفعلي لهذا الفريق، والقادر، وعلى غرار غازي كنعان،على جمع مكوّنات هذا الفريق المبعثرة والمتخاصمة والمتصادمة، مشيرةً، إلى أنه قد دقّ النفير سريعاً، ومنذ الإعلان عن عودة العلاقات الديبلوماسية مع دول الخليج إلى ما كانت عليه، وفتح صفحة جديدة في هذه العلاقات، لأن نصرالله قرأ في هذه العودة إلى الساحة اللبنانية، إشارةً من الممكن أن تؤدي إلى ضرب التوازن القائم، وزعزعة ميزان القوى السياسي، خصوصاً وأنه كان يفضّل أن تبقى دول الخليج خارج لبنان، ويخشى من هذه العودة، من أجل أن تبقى إيران "متسيّدة" على لبنان.
وبالتالي، ووفق المصادر السياسية نفسها، فإن "قائد 8 آذار قد بدأ، ومن خلال إفطار المصالحة بين حليفيه المسيحيين، عملية حشد وتحشيد بهدف جمع الأضداد، مع العلم أن الخلافات بين فرنجية وباسيل، وصلت إلى درجة متقدمة من الشتائم في الإعلام، والمعادلة نفسها تنطبق على علاقة باسيل وفريقه برئيس المجلس النيابي نبيه بري وفريقه، لجهة الحملات والإشتباك السياسي والإعلامي الحاد وغير المسبوق. وعلى الرغم من كل هذه الخلافات، فقد نجح السيد نصرالله، وعلى غرار ما كان ينجح به غازي كنعان"، تضيف المصادر، "نظراً لكونه طرفاً يمتلك القدرة على ذلك، من خلال واقعه الأمني والعسكري من جهة، وواقعه التمويلي من جهة أخرى، على جمع كل هذه الأضداد مع بعضها البعض، ولذلك، ظهر بشكلٍ عملي أن هناك قائداً لفريق 8 آذار، وهو قادر "ساعة الجدّ" أن "يجمع الشباب من أول وجديد وتحت كلمة سر واحدة"، ما يؤكد أن كل الكلام عن خلاف وتباينات، بين الحزب والحلفاء، هي شكلية ومجرّد كلام للإستهلاك".
وفي المقابل، ترى المصادر نفسها، أن "الواقع الخليجي، هو واقعٌ حريص على لبنان، واليوم هناك مشروعٌ سيادي تقوده أحزاب وشخصيات وقوى أخرى، وهو مشروع سيادة واستقلال لبنان، ولذا فإن عودة دول الخليج إلى لبنان، هي عودة من أجل الشعب اللبناني، وليس من أجل فريق سياسي معين، ومن أجل إعادة الإعتبار، لأنه من المفهوم أن الدولة مخطوفة من قبل "حزب الله"، ومن الطبيعي أن تكون الدول العربية في لبنان، وأن يكون لبنان جزءاً لا يتجزأ من الجامعة العربية".
وتستدرك المصادر السياسية المسيحية، بأنّ "الفريق الآخر، يريد الإطاحة بلبنان وإبقائه جزءاً من المحور الإيراني بعيداً عن حاضنته الطبيعية، وبالتالي، فإن العودة الخليجية، استنفرت الحزب وكلّ بيئته السياسية، وذلك تحت عنوان "إبقاء لبنان ساحة مستباحة لإيران".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News