بعد نحو 8 عقود على معاناة مدينة خاركيف شرقي أوكرانيا من ويلات الحرب مع القوات النازية، تعود تلك الذكريات المريرة للعديد من المسنين عقب الغزو الروسي لبلادهم في 24 شباط الماضي، وفقا لتقرير صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وتقول ليفدميلا ليشفانونفا، 99 عامًا، أنه كانت متطوعة في الجيش الأحمر (السوفياتي) خلال الحرب ضد ألمانيا النازية، مشيرة إلى أن كانت تبحث عن القذائف والذخيرة غير المتفجرة في شوارع خاركيف لتطهير الشوارع والمباني منها، مما يساعد قوات المقاومة على الصمود في وجه قوات هتلر.
وتتابع ذكرياتها بابتسامة مريرة: "كنا نصعد إلى أسطح المباني للبحث عن تلك القذائف.. كنا نقاتل من أجل أرضنا".
وتشعر ليشفانونفا التي تقيم في دار عجزة بقرية تشيكي قرب العاصمة كييف بالألم والأسى وهي تسمع أصوات القصف وتشاهد آثار الدمار، قائلة إن ذلك أعاد له ذكريات مريرة من أيام الحرب العالمية الثانية.
ومثل باقي سكان تلك الدار البالغ عددهم 160 نزيلا، أمضت تلك العجوز أيامًا طويلة في القبو لتفادي أي قصف روسي قد يستهدف مكان سكناهم، مشيرة إلى أنها اضطرت في نهاية الأمر إلى الذهاب كييف بعد أن اعتلى عدد من الجنود الروس في 8 اذار سياج دار الرعاية لاستخدام حديقتها كمنصة لإطلاق طائرات مسيرة.
ويتذكر مدير الدار، إيفين كريفتسوف، 38 عامًا، تلك الأيام، قائلا: "كنا في خوف شديد واعتقدنا أن أمرنا قد انتهى".
ولكن صمود الجيش الأوكراني، جعل إقامة القوات الروسية الغازية في تلك الدار قصيرة، إذ اضطروا للانسحاب منها مما سمح لليشفانونفا وبقية النزلاء بالعودة إليها بعد غياب استمر نحو ثلاثة أسابيع، وفي هذا الصدد تقول نائبة مدير الدار، تيتيانا روديك، 42 عاما، وهي أنها تشعر بالحزن لوجود ثلاث نزيلات على الأقل عايشن مرارة الحرب العالمية الثانية، قبل أن يضطررن لخوض تجربة مماثلة بعد ما بلغن من العمر عتيا.
وتؤكد ليشتفانونفا، التي تعيش في الغرفة 407، إنها لطالما اعتبرت نفسها روسية وأنها "لن تنحاز أي جانب في الحرب"، موضحة: "إنها مثل أي حرب أخرى فيها طرفان سياسيان يتقاتلان لتحقيق مصالح معينة"
ولكن تلك العجوز تضيف: "كنا نقاتل من أجل السلام في الحرب العالمية الثانية، والآن أنا فقط أريد السلام، لأن البناء أصعب بكثير من التدمير".
وبالنسبة للنزيلة الأخرى، ماريا ليبيد، 94 عاما، والتي تعيش في الغرفة 406، فتقول إنها اعتادت أن تنقل السلاح للجيش الأحمر، قائلة إنها مريضة جدًا لدرجة أنها لا تستطيع التحدث لمدة طويلة، مكتفية بالقول إنها بكت بحرقة عندما غزت قوات بوتين بلادها.
وعلى نفس المنوال، ترى فالنتينا ليتس، 94، المقيمة في الغرفة أنها عاجزة عن فهم كيف غرقت بلادها في هذا الصراع الوحشي الذي بدأته روسيا.
وتقول ليتس إن لديها حفيدان في روسيا في الأربعينيات من العمر، مؤكدة أنهم لا يتحدثان عن الحرب معها عندما يتصلان بها، على الرغم من أن أحدهما يبدو مؤيد لـ"العملية العسكرية خاصة" التي أعلن عنها الرئيس الروسي بحجة القضاء على "النازية الجديدة" في أوكرانيا.
وتؤكد ليتس أنها تحب الشعب الروسي، قائلة: "زوجي الراحل من أقصى شرق روسيا ولم ترغب والدته في أن يتزوج من أوكرانية ولكني على علاقة جيدة مع أصدقائي وجيراني، بيد أن قلبي الآن يملأه الغضب والكراهية عندما أسمع عند جرائم القتل الجماعي والاغتصاب، ولم أتصور أن يأتي يوم علي وأكره الروس".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News