"ليبانون ديبايت"
تمحوَر اللقاء التلفزيوني لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، من باب الإهتمام اللبناني، حول 5 عناوين بارزة: ترسيم الحدود وحقوق لبنان، المُعادلة بقوة الردع مع العدو، قضيّة المطران الحاج، العلاقة مع التيّار الوطني الحرّ والعهد، وإنتخابات الرئاسة.
إلّا أنّ ما إسترعى إنتباه المُراقبين جملة من الأمور، ولفتت مصادر مُتابعة للكلام إلى "عدّة نقاط تناولها في كلامه وأراد منها توجيه رسائل في عدة إتجاهات للخارج والداخل".
-ففي الشّق الخارجي كان واضحاً في كلامه ورفع سقف التهديد للإسرائيلي لا سيّما في موضوع التنقيب وترسيم الحدود، مُعلناً أنّ "مدى صواريخ المقاومة قد تصل إلى أماكن لا يتوّقعها العدو براً وبحراً"، ناصحاً من يهمّه الأمر "الإلتزام بالحدود التي طالبت فيها الدولة اللبنانية، لكنه مرَّر الرسالة الأهمّ بعدم إبقاء المهل مفتوحة لا سيّما أن إسرائيل على أبواب إستخراج النفط في أيلول بعد أن أنهت التنقيب"، محمّلاً "الدولة اللبنانية بطريقة غير مُباشرة مسؤولية المُماطلة في هذا الملف".
ولكنه لم يُسقط من حساباته فرضيّة الحرب عندما قال :"في أيلول ذاهبون إلى مشكل كبير إذا لم تستجب إسرائيل لطلبات الدولة اللبنانية"، لكنه أبقى على "عنصر المُفاجأة عندما قال لمحاوره "بكرا بتشوف" فهذه الكلمة كافية برأي المصادر لإفهام العدو أنّ "ما يملكه الحزب من مُقدرات قتالية لن تعرف به إسرائيل قبل أنْ تتلمس إذا ما نشبت الحرب معها".
واللافت برأي المصادر ما قاله حول المسيرات، فلم يَعد مسموحاً إستباحة الأجواء اللبنانية من المسيرات الإسرائيلية لذلك من واجب المقاومةأنْ تستبيح الأجواء الإسرائيلية بمسيراتها أيضاً وهو بذلك وضع معادلة جديدة الجوّ مقابل الجوّ، كما معادلة الردع في حرب تموز "بيروت مقابل تل أبيب".
-وفي الشق الداخلي عرّج قليلاً على موضوع المطران موسى الحاج مُحاولاً أولاً رفض التهمة بوقوف حزب الله وراء التوقيف وثانياً بـ "تحذير" مُبطَّن إلى أنّ نقل الأموال من إسرائيل يُخالف القانون"، مُصوِّباً على الفريق الآخر المُدافع عن المطران الحاج بأنه كما عاب على فريق 8 آذار تدخله بالقضاء هو يفعل اليوم الأمر نفسه في هذه القضية".
ووجّه ردّاً مباشراً على من يُروّج لمقولة "ما بيشبهونا" تعليقاً على أنشودة المهدي، بأنهم "مَن هم ومن يُشبهون"، رافضاً هذه "الفوقية في تقييم الناس لأن هذه الثقافة راسخة في لبنان وهو من صدَّرها إلى الخارج، لذلك ردّ بالمُباشر على البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطلاس الراعاي بالقول نحن أيضاً في لبنان منذ 1400 سنة".
لكن اللافت إنتهاز السيد نصر الله "الإطلالة التلفزيونيّة" ليرد على باسيل الذي طالبه خلال إطلالة له عبر المنار بإستيراد الفيول الإيراني لحلّ أزمة الكهرباء وهو هنا لفت إلى قطيعة غير مُعلنة مع النائب جبران باسيل ليرد على طلبه من خلال الشاشة، حتى إن الرد حمل أكثر من دلالة:
-إنّ الكلام في الإعلام غير الكلام بالمُباشر أيّ أنّ ما قاله جبران على الشاشة عكس ما كان يقوله في الاحاديث الداخلية.
- أنّ هناك ما يُشبه القطيعة بين "الحزب" و"التيار" وتحديداً مع باسيل لأنّ الكلام يتم عبر الشاشات الآن والإحتمال أن هذه القطيعة متصلة بالشأن الرئاسي.
-حاول السيد أنْ يؤكّد دعمه الدائم للرئيس ميشال عون، مذكّراً بالمحطات التي دعمه فيها وكيف بَرهن عن الأخير عن قوّة مواقفه رغم إنتقاده تسميّة العهد القوي مستبقاً بدء العهد بممارسة دوره الوطني.
وفي موضوع الإنتخابات الرئاسية حاول السيد نصر الله أنْ يلفت الحلفاء قبل الآخرين إلى أنّ حزب الله لن يدخل في بازار الأسماء، حيث غمز من قناة البعض الذي حاول حرق الأسماء بطرحها مُبكراً لغاية في نفس يعقوب مثل ما فعل رئيس حزب القوات اللبنانيةسمير جعجع الذي زكّى قائد الجيش ليتم حرق إسمه عند فريق 8 آذار.
ولكن المصادر رأت أنّ "السيد لم يُحيِّد نفسه عن هذا الإستحقاق عندما قال عند طرح المُرشحين سندعم المرشح المناسب فهو هنا ترك المجال واسعاً للتأويلات بين مَن إعتبر أنّ كلامه أسقط حليفه سليمان فرنجية من المُعادلة وبين من إعتبر أنّ السيد يُريد البقاء على مسافة واحدة من الجميع بإنتظار ما ستحمله الأيام المُقبلة على الصعيديْن العالمي والإقليمي في ظلّ الحديث عن إتفاق نووي مرتقب بين إيران والولايات المتحدة، كما على الصعيد الإقليمي وما سيحمله الحوار السعودي الإيراني للساحة الداخلية اللبنانية، إضافة إلى أنّ ترسيم الحدود سيكون له إرتدادات لصالح هذا الفريق أو ذاك بما معناه أنّ الظروف الدولية والإقليمية هي من ستُحدّد الرئيس المُقبل".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News