"ليبانون ديبايت"
تتعدّد الخلاصات للمشهدية التي طبعت الجلسة الأولى لانتخاب رئيسٍ للجمهورية، والتي تختلف تبعاً لاتجاهات القوى السياسية، وإن كانت تلتقي كلّها على التشكيك بإمكان التوصّل إلى انتخابات رئاسية في موعدٍ وشيك. ومن الناحية العملية، فإن ما حصل في ساحة النجمة، هو "لا جلسة"، أو على الأقل جلسة "رفع عتب"، وفق قراءة الكاتب والمحلّل السياسي علي حماده، والذي وصف استخدام فريق 8 آذار للورقةً البيضاء في الإقتراع، بالعلامة غير المشجّعة على المرحلة المقبلة.
وكشف الكاتب حماده ل"ليبانون ديبايت"، أن الورقة البيضاء، مؤشر على الرغبة في التعطيل في حال لم يحصل ما يريده هذا الفريق، أي انتخاب شخصية يرضى عنها أو يدعمها.
ورداً على السؤال المطروح اليوم عن أسباب عدم ترشيح أي شخصية من قبل 8 آذار، إستغرب حماده، مشاركة هذا الفريق في عملية ديمقراطية لانتخاب رئيس جمهورية بورقة بيضاء، مشيراً إلى أنه لا يهمّ اللبنانيين، وجود "خلاف بين باسيل وفرنجية، بل المهمّ هو أن يقول هذا الفريق، الذي يمتلك على الأقلّ 63 صوتاً داخل المجلس، ماذا يريد، عوضاً عن ممارسة نوعٍ من التعطيل".
كذلك انتقد حماده، رفع الجلسة من دون توجيه الدعوة إلى جلسةٍ ثانية مباشرةً بعدها، وذلك، على قاعدة ترقّب حصول تغيير أو تعديل في النتائج.
على صعيد آخر، شكّك حماده، بأداء النواب التغييريين الذين "شتّتوا الأصوات لصالح شخصٍ من غير الواضح إذا كان مرشحاً، وإن كان معروفاً من نخبة النخبة، وهو سليم إده، علماً أن أفكاره ومشروعه السياسي والوطني والإجتماعي والإقتصادي والإنمائي غير واضحة" وسأل حماده، عن خلفيات" توجيه أصوات 12 نائباً إلى شخصٍ شكّل ترشيحه مفاجأة، في حين أن هناك شخصية رشّحها السياديون وصوّتوا لها، وهي النائب ميشال معوض، والذي أعلن عن أفكاره وتوجهاته في كل القضايا ذات الطابع الوطني كمرشّح رئاسي".
ومن هنا، وصف حماده، أداء "التغييريين" بأنه "تشتيتي وغير مفهوم، إلاّ إذا كان في مكان ما، يخدم فريق حزب الله وحلفائه، لأنه شتّت أصواتاً، كان يجب أن تنصبّ على شخصيةٍ تحظى بتأييد واسع من هذا الفريق التغييري، الذي يمكن اعتبارمواقفه متقاربة مع السيادي".
وكشف " أننا لسنا بعيدين عن الفراغ، لا بل نحن قريبون جداً من فراغ رئاسي على نصف فراغ حكومي، والبلاد متروكة لتصرفات ولسلوك، أقلّ ما يُقال فيه، إنه أرعن ومتهوِّر لهذه المرحلة، ولذلك فإن تجربة اللاجلسة لجسّ النبض، غير جائزة في وضعٍ إقتصادي وإجتماعي وإنساني بهذا السوء في البلد، كذلك من غير الجائز، أن تستمر أساليب التحايل على الدستور والتحايل على النصّ الدستوري والتحايل على المسؤولية الملقاة على عاتق النواب".
واستنتج حماده، أن نواب 8 آذار، قد "ارتكبوا خطأً كبيراً بهذا التعامل غير المقبول مع الإستحقاق، ومعهم التغييريين الذين كان عليهم أن يكونوا أكثر وعياً لمسؤوليتهم الوطنية".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News