المحلية

placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام
الجمعة 21 تشرين الأول 2022 - 13:36 الوكالة الوطنية للاعلام
placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام

السنيورة يحذّر: الأمر أصبح يتطلب درجة عالية من ممارسة المسؤولية!

السنيورة يحذّر: الأمر أصبح يتطلب درجة عالية من ممارسة المسؤولية!

أكد الرئيس فؤاد السنيورة, أن "الأزمة الاقتصادية في لبنان تعود الى ما حصل منذ بداية العام 2011، حين بدأ التدهور الكبير في الأوضاع الاقتصادية والمالية والنقدية والسياسية في لبنان، وهي لاتزال كذلك".

وقال في حديث لقناة DBC من القاهرة: "لبنان في حالة تدهور مستمر على مدى 12 عاما الماضية. إذ تحول النمو الاقتصادي الكبير الذي تحقق في لبنان خلال السنوات 2007- 2010 إلى نمو سلبي ابتداء من العام 2011، وكذلك تحول ميزان المدفوعات من إيجابي إلى سلبي وبشكلٍ كبير. وتحول صافي الاحتياطي لدى مصرف لبنان إلى سلبي، وعادت نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي إلى الارتفاع أيضا".

وتابع, "هذه بمجموعها مؤشرات تؤكد حصول هذه الانهيارات التي لم تترافق مع إدارة رشيدة من قبل الحكومات اللبنانية المتعاقبة. وهي الإدارة التي كان ينبغي عليها أن تعمل جاهدة من أجل ترشيق الدولة اللبنانية وترشيد قراراتها والقيام بالإصلاحات الاقتصادية والمالية والنقدية والإدارية والسياسية التي يحتاجها لبنان بشكل شديد، وحيث تعاظم الاستعصاء على الإصلاح في لبنان على مدى سنوات طويلة".

وأضاف, "هذه الأمور مجتمعة ترافقت مع أزمات سياسية خطيرة، ولاسيما حين عارض الجنرال عون اتفاق الطائف في العام 1989. وكانت له معارضات لاحقة، ولاسيما عندما حال الجنرال عون دون أن يصار إلى انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية في العام 2014، وهو أصر وبدعمٍ من حزب الله على أن يبقى لبنان على مدى سنتين ونصف سنة من دون رئيس للجمهورية، وذلك حتى العام 2016، وحين انتخب الجنرال عون رئيسا للجمهورية في العام 2016".

واستكمل, "بعدها استمر حال التردي مترافقا مع إدارة سيئة، وغير محوكمة للشأن العام إلى أن عمدت حكومة دولة الرئيس حسان دياب في مطلع العام 2020 إلى التوقف عن الدفع من دون أن تبادر الحكومة اللبنانية الى اعتماد خطة واضحة وصحيحة تضمن حقوق المودعين وحقوق الدائنين ومصلحة الاقتصاد الوطني، ودون أن يصار إلى التنسيق مع صندوق النقد الدولي، ودون أن يصار إلى معالجة جوهر المشكلات التي أصبح يعاني منها لبنان، والتي تتركز في أن الدولة اللبنانية أصبحت مخطوفة من قبل الأحزاب الطائفية والمذهبية وفي مقدمتها حزب الله. وعلى هذه المسارات الخاطئة، جرت الإطاحة بمبدأ فصل السلطات، وعدم احترام استقلالية القضاء، واللتان ينص عليهما الدستور اللبناني. وهكذا أصبح لبنان يشكو من مشكلة كبيرة تتركز في ازدواجية السلطة".

وأردف, "هذه الأمور مجتمعة اوصلت الوضع اللبناني إلى الانهيار، إذ أصبح اللبنانيون يعانون من ازمة تضخم هائلة، وأصبح يستحيل على اللبنانيين استعادة الودائع التي أودعوها في المصارف، ومعظمها بالدولار الأميركي، وبات المودعون لا يستطيعون أن يسحبوها ويحولوها إلى دولار (فرش دولار)، إلا بعد أن يخسروا قرابة 85% أو أكثر من قيمتها.

ولفت السنيورة, الى أن "حتى هذه اللحظة هناك حالة من التشظي لدى الدولة ولدى اللبنانيين، وبالتالي أصبح واضحا عدم القدرة لدى تلك الحكومات على اتخاذ القرار الصحيح لأخذ اللبنانيين إلى المستقبل للمشاركة في الاستفادة من التحسن المستقبلي الذي يمكن أن يشارك فيه جميع اللبنانيين"، مشيرا الى أن "هذا الأمر يقتضي قدْرا كبيرا من الصراحة والوضوح والشفافية في قول الحقيقة، وفي استنهاض اللبنانيين من أجل اتخاذ القرار الصحيح وبعدها في صحة التنفيذ والابتعاد عن الأوهام".

وقال: "على سبيل المثال، التفاوض الذي حصل والاتفاق مع إسرائيل برعاية الوسيط الأميركي من أجل أن يصار إلى حل مشكلة ترسيم المناطق الاقتصادية الخالصة في البحر ما بين البلدين: هذا الخبر جيد ومفيد، ولكن هذا الترسيم وعلى أهميته، فإنه لا يجوز إلهاب التوقعات لدى اللبنانيين دونما مبرر ودون طائل. إذ أن هذا الاتفاق على الترسيم ليس بديلا عن واجب الحكومة ولوج السياسة الإصلاحية الحقيقية التي طال الاستعصاء عليها من أجل ترشيق الدولة اللبنانية المترهلة وترشيد قراراتها، وهي التي- وياللأسف- أصبح يسيطر عليها الأحزاب الطائفية والمذهبية والميليشاوية، وفي مقدمها حزب الله الذي أصبح يسيطر على الدولة اللبنانية".

لذلك، فإن الأمر أصبح يتطلب درجة عالية من ممارسة المسؤولية؛ ومنها ما يتعلق بالعودة إلى احترام الدستور واتفاق الطائف، وعدم المس باستقلالية القضاء، وعدم القبول بالاستمرار في استتباع إدارات الدولة لصالح الأحزاب الطائفية والمذهبية والميلشياوية، وهو ما يعني ضرورة اعتماد سياسة وإجراءات إصلاحية حقيقية. هذه القرارات الأساسية هي السياسات والإجراءات الإصلاحية التي يجب أن يعتمدها لبنان ولا حل على الإطلاق من دونها. إذ يجب على الجميع أن يدرك أن ليس هناك من حلول سحرية. هناك سياسات وقرارات وإجراءات يجب أن اتخاذها للسير قدما على طريق الإصلاح بما يستعيد ثقة اللبنانيين بدولتهم".

واعتبر السنيورة أن "لبنان أصبح خاضعا لسيطرة حزب الله- ومن ورائه إيران- بحيث أصبح وكأنه بحالة عداء مع محيطه العربي".

وقال: "الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع أن لبنان لا يستطيع أن يستمر في حالة خصام مع محيطه العربي ولا ايضا بحالة التنكر للشرعية الدولية، وهناك حاجة ماسة من أجل أن يعود لبنان لتنمية اقتصاده، ويكون حريصا على تنفيذ هذه السياسات الإصلاحية الرشيدة وعلى استنهاض قطاعه المصرفي، وهو القطاع الذي كان قطاعا رائدا في العالم العربي.

وختم بالقول: "هذه الامور كانت من ضمن ميزات لبنان التفاضلية، وهي التي مكنته وجعلته في الوضع المميز ضمن محيطه العربي. في المقابل- وياللأسف- أصبح لبنان الآن في حالة من التدمير الذاتي بسبب هذا التسلط عليه، وهو ما أصبح عليه لبنان في هذه الآونة".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة