"ليبانون ديبايت"
لا يتوقّع سفير سابق في واشنطن، أي تطور خارجي، وخصوصاً غربي، يساهم في إعداد أرضية وقاعدة مناسبتين للخروج من مأزق الإنسداد في الإستحقاق الرئاسي، ويعزو ذلك إلى أن الأزمة الإقليمية التي تؤثر على الأجندة اللبنانية، تشهد ارتفاعاً في منسوب التأزّم ولا انفراجات وشيكة في الأفق، بل على العكس، دخلت أكثر من ساحة في المنطقة في مسار بالغ التعقيد والخطورة في ضوء عملية إعادة ترتيب العلاقات بين اللاعبين البارزين بعد مرحلة غير مسبوقة من الصراعات الدموية.
ويكشف السفير السابق في العاصمة الأميركية ل"ليبانون ديبايت "، عن تقاطعات إقليمية وأميركية وفرنسية، على وضع "كرة النار" الرئاسية اللبنانية في بيروت والإبتعاد عن "حرق الأصابع" الذي حصل سابقاً، بعدما رفض اللبنانيون النصيحة الغربية بسلوك طريق التسوية للأزمة المالية في الدرجة الأولى، وتنفيذ شروط صندوق النقد الدولي وفي مقدمها الإصلاح، من أجل الحصول على صك الثقة الخارجية مجدداً بالليرة اللبنانية عبر توقيع برنامج تمويل مع الصندوق.
وبتعبير مُبسّط وترجمة بديهية لهذه المقاربة، لا يخفي السفير السابق، مخاوفه من دخول الإستحقاق الرئاسي نفقاً مظلماً، حيث أن ما من إشارات على إمكان حصول انتخابات أو إصلاحات من أي نوع، وبالتالي، وصول دعم أو مساعدة خارجية مهما كانت بسيطة، وذلك باستثناء المساعدات الأممية للنازحين السوريين على الأراضي اللبنانية.
وبصرف النظر عن الجهود التي يبذلها أطراف لبنانيون من أجل استدراج دور خارجي أو تسوية رئاسية خارجية، ما من مجال لأي تسوية بعيداً عن العاصمة اللبنانية، وفق السفير نفسه، الذي يجزم بأن لا مجال حتى الساعة لأي اهتمام أو انشغال خارجي بالمأزق اللبناني، وهذا المناخ دفع نحو ما يشبه "انفلات" الوضع في بعض المجالات، وهو قد يكون وراء تحذير بكركي من تغيير هوية لبنان انطلاقاً من الفراغ في رئاسة الجمهورية، والذي لا يبدو أنه سيكون قصيراً، وصولاً إلى الفراغ في المواقع القيادية المفصلية في البلاد.
وعلى هذه الخلفية، تتضاءل يوماً بعد يوم كل الآمال التي كانت معلّقة على مبادرة رئاسية فرنسية إنطلاقاً من اللقاء الرباعي الفرنسي ـ السعودي ـ القطري ـ الأميركي، الذي بات معلقاً على حبال الأزمات المتناسلة من أوكرانيا إلى الإقليم، وهنا يشكِّك السفير السابق نفسه، من أن يتمكن هذا الإجتماع الدولي الإقليمي، إذا حصل، في إحداث اختراق في مأزق الشغور الرئاسي، مع العلم أن راعي هذا الإطار الدولي- الإقليمي، قد رسم منذ مدة سقفاً وحدوداً لهذا الإطار الخارجي في التسوية الرئاسية في لبنان، ما يجعل من كل السيناريوهات اللبنانية حول أي مسعى فرنسي أو قطري من ضمن ال wishful thinking.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News