المحلية

placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام
الجمعة 24 آذار 2023 - 13:41 الوكالة الوطنية للاعلام
placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام

رسالة من فضل الله إلى اللّبنانيين: إرفعوا الصوت!

رسالة من فضل الله إلى اللّبنانيين: إرفعوا الصوت!

ألقى العلامة علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك أن, "البداية من الإنهيار المريع الذي شهدناه في الأسبوع الماضي عندما إرتفع الدولار بشكل جنوني وتجاوز معها المئة والأربعين ألف ليرة، وكاد أن يودي بمرافق البلد وهدد قدرة المؤسسات على الاستمرار وترك تداعيات خطيرة على حياة المواطنين وقدرتهم الشرائية ومن دون أن تتضح الأسباب التي أدت إلى هذه القفزات السريعة للدولار".

وأضاف, "إذا كان من إجراءات إتخذها المصرف المركزي فلا تتجاوز القيام بفرملة نسبية ومؤقتة لهذا الانهيار، فهي تبقى معالجات محدودة الأجل والتأثير وليست حلاً، بل هي من قبيل المسكنات التي إعتدنا عليها من المصرف المركزي وسيعاود معها الدولار الإرتفاع في ظل إنعدام الحلول الناجمة التي تعيد الإعتبار لليرة اللبنانية".

وتابع, "من الواضح أنها لن تحصل بدون حل سياسي وخطة تعاف اقتصادي وإصلاحات تعيد الاعتبار لاقتصاد البلد والتي أشار إليها صندوق النقد الدولي محذراً من تداعيات استمرار التباطؤ على هذا الصعيد أو عدم القيام به والآثار الكارثية التي قد تنتج عنه".

وقال فضل الله: "لقد كنا نأمل أن يؤدي ما جرى بكل تداعياته الخطيرة إلى أن تستنفر أجهزة الدولة ومن يتحملون المسؤولية فيها جهودهم لإيجاد معالجات جذرية أو على الأقل البدء بها لإيقاف هذا النزيف المتمادي والمرشح للإستمرار، ولكن مع الأسف لا يزال من يديرون الواقع السياسي على حالهم من اللامبالاة والتعامل مع ما يجري كأن الأمر لا يعنيهم والناس قادرون على التأقلم معه".

وإستكمل, "إذا كان من مبادرات تجري فهي تبقى في إطار الشكل الذي يفتقد المضمون والجدية المطلوبة كالذي شهدناه في الاجتماع الذي جرى أخيراً في المجلس النيابي وتحت عنوان محاسبة الحكومة والمصرف المركزي والذي أظهر مدى عجز الحكومة عن مواجهة المخاطر التي يتعرض لها الوضع الاقتصادي، ما جعل الاجتماع يخرج بدون نتائج ومن دون أن يكون هناك أي مبادرة تساهم في إخراج البلد من الانهيار الذي وصل إليه".

وأعلن "أننا أمام ما يجري نعيد دعوة القوى السياسية المتمثلة بالمجلس إلى القيام بالدور المطلوب منها، لإخراج البلد من حال التردي الذي وصل إليه، والذي أصبح واضحاً أنه لن يتم إلا بتحريك عجلة الدولة، وهو يبدأ بالعمل الجاد لإيجاد صيغة تضمن انتخاب رئيس للجمهورية قادر على جمع اللبنانيين تمهيداً لتشكيل حكومة كفوءة تستطيع علاج المشاكل التي يعاني منها البلد وتؤرق اللبنانيين للوصول إلى إصلاحات تعيد ثقة اللبنانيين ببلدهم وثقة العالم به".

ولفت إلى أن, "ونحن كما أشرنا سابقاً نرى أنهم قادرون على القيام بذلك إن خرج الجميع من حساباتهم الخاصة ومصالحهم الفئوية وأخذوا في الإعتبار مصلحة بلدهم وإنسانه والتحديات التي تنتظر، لكن مع الأسف لا يزال هذا الإستحقاق أسير الإنقسام الحاد الحاصل والمصالح المتضاربة بين مكوناته من دون أن يبدو في الأفق أن هناك رغبة للتوافق ليبقى البلد بانتظار تطورات تحصل في الخارج تحدث تبدلاً في المواقف, وإن كان هذا لم يحن أوانه بعد إما بفعل الانقسام الحاصل بين القوى الخارجية أو لكون لبنان ليس من أولويات هذا الخارج".

وأردف, "لذلك فإننا أمام هذه المأساة التي لا نشك في أنها ستتوالى فصولاً، وستزداد معها معاناة إنسان هذا البلد وستطيح بما بقي من مؤسساته.. نقول للبنانيين جميعاً: إن عليكم دوراً في أن ترفعوا الصوت عالياً حتى يسمع من هم في دويّ أصواتكم وصرخاتكم، لا نريدها أن تكون على خريطة إقفال طريق هنا أو مستديرة أو تظاهرة بعدما بات من الواضح مدى التداعيات التي تنتج منها والإرباك للمواطنين الذي يحصل من ورائها".

وأوضح, "بل لا بد من خطوات مدروسة وواعية وفاعلة وشاملة يشعر معها من هم في السلطة بأنكم لستم راضين عن أدائهم وأن عليهم أن يبادروا للقيام بما وعدوكم به في برامجهم وخطاباتهم، وأن لا يتنصلوا من مسؤولياتهم ويلقوا باللائمة في ما يجري على الخارج أو على بعضهم البعض".

وإعتبر أن, "تكون هناك حلول في هذا البلد والتي مع الأسف لن تكون سريعة، فإننا نعيد دعوة اللبنانيين إلى أن يتابعوا عملية التكافل والتعاون التي بها يتم تجاوز هذه المرحلة الصعبة ومنع كل من يريد استغلال هذا الواقع لتهديد حرية هذا البلد وعزته وكرامته ولا سيما في هذا الشهر المبارك الذي نريده شهر خير وبذل وعطاء، وهنا نقدر كل المبادرات الفردية وتلك التي تقوم بها الجهات والجمعيات الخيرية والإنسانية للتخفيف من معاناة الناس وسد حاجاتهم".

وختم فضل الله, "نتوقف عند الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي تتعرض لها سوريا وتصيب مرافقها الحيوية وتزيد من معاناتها، لندعو إلى موقف عربي وإسلامي داعم في مواجهة هذه الاعتداءات ومنع العدو الصهيوني من استفرادها، ونؤكد أهمية ما بدأنا نشهده في عودة الانفتاح على هذا البلد وإعادة العلاقات معه إلى سابق عهدها".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة