"ليبانون ديبايت"
شكلت زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان المفاجئة إلى لبنان وطلب لقائه عدد من الكتل النيابية حافزاً للتساؤل حول أسباب الزيارة ومدى علاقتها بالإستحقاق الرئاسي لا سيما أنها تعقب إطلالة مرشح الثنائي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي تحدث في إطلالته عن برنامج رئاسي غير رسمي.
فماذا تحمل فعلاً هذه الزيارة، يلخص الخبير بالعلاقات الإيرانية اللبنانية حكم أمهز لـ"ليبانون ديبايت" الأسباب والأهداف لهذه الزيارة.
ويبدأ أمهز حديثه من النقطة الأولى التي يزور الوزير عبد اللهيان بسببها لبنان، هي وضع اللبنانيين بأجواء الإتفاق السعودي – الإيراني ، وما أحاط بهذا اإتفاق من تطورات على المستوى الإقليمي والدولي.
أما النقطة الثانية فهي إعادة طرح ما قدمته الجمهورية والتي سبق أن قدمتها سابقاً وتكراراً لما يتعلق بموضوع المساعدات للبنان على المستوى النفطي أو على مستوى المحطات الكهربائية أو على مستوى مشاريع بنى تحتية، والتي قدمته بطرق سهلة جداً بحيث أن اللبنانيين لا يتحملون أي تكلفة إن على مستوى BOT أو دفع كلفة هذه المشاريع بالعملة اللبنانية وليس عبر العملة الصعبة إن عبر التقسيط أو غيره.
وبالنسبة إلى النقطة الثالثة، وبما أن لبنان يتأثر حكماً بالإقليم ، يشير أمهز أنه قبل وصول عبداللهيان إلى لبنان كان هناك إلى اجتماع لوزراء دفاع سوريا ايران تركيا روسيا ،هذا الإجتماع أدى إلى نتائج وبما أن لبنان متأثر بالجو السوري التركي فلا بد أن يضعه الوزير الإيراني اللبنانيين بجوه.
ويكشف عن معلومات خاصة فخلال أسبوع أو أسبوعين سيكون هناك إجتماع آخر لوزراء الخارجية لهذه الدول ومن المحتمل أن أحد وزراء هذه الدول لا يتواجد لأسباب قد تتعلق بعدم قبوله بما سيطرح خلال هذا الإجتماع .
أما المغزى من هذا الإجتماع فهو يتعلق بعمل هؤلاء الوزراء على توطيد العلاقات التركية السورية وبسرعة كبيرة جداً.
كما يشير إلى موضوع اللقاء الذي سيحصل بين الرئيسين السوري بشار الاسد والتركي رجب طيب أردوغان والذي من المحتمل أن يجري قبل الإنتخابات التركية.
ويشدد امهز على ان هذه هي النقاط الاساسية التي سيثيرها الوزير عبد اللهيان مع من سيلتقيهم في لبنان.
وبالنسبة إلى الموضوع الآخر والمتعلق بالإتفاق النووي وآخر المستجدات المتعلقة به.
وإذ يحدد هذه النقاط الأساسية يشدد على أن الوزير الإيراني سيبحث حتماً شأن اللبنانيين مع من سيلتقيهم والموقف الإيراني المبدئي معروف بالتركيز على وحدة الموقف وأن تكون الإنتخابات توافقية، أي الأمور الدبلوماسية المعروفة بين الدول، وهذه هي أبرز النقاط.
ويؤكد أنه سيلتقي حتماً أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله والقادة الأساسيين ونواباً من مختلف الكتل في جلسة حوار داخل السفارة.
ويلفت إلى أن الإيرانيين بعد الإتفاق مع الطرف السعودي أصبح لديهم إمكانية للتفاهم أكثر مع كافة الأطراف بالساحة العربية لأن الحاجز الذي كان موجوداً أي الخلاف الإيراني السعودي قد زال من خلال هذا الاتفاق، لذلك من لم يكن لديه الجرأة بفتح قناة مع إيران سيفتحها اليوم لأنه من الممكن أن يكون هناك مسؤولين براغماتيين ينظرون إلى الأمور من خارج التعصب السياسي.
ولا يعتقد أن الدعوة للقاء في السفارة شملت كافة الأفرقاء اللبنانيين، لأن الساحة اللبنانية هي ساحة متشابكة ومختلفة في نفس الوقت بمعنى فريق تابع للفرنسي وآخر للسعودي وأخر للسوري وآخر للأميركي، لذا موضوع الحل في لبنان ليس بإطار واحد إنما يجب أن يكون هناك توافقاً داخلي وبذات الوقت خارجي.
وينفي بشكل قاطع أن يكون الوزير الإيراني جاء إلى لبنان للحث على سحب سليمان فرنجية وقال: لنفترض هذا هو هدفه فلا داع ليأتي إلى لبنان فيمكن فعل ذلك عبر الهاتف، وفي الأساس الإيراني لا يتدخل بالشأن اللبناني وقد سلموا هذا الملف لحزب الله على قاعدة أن أهل مكة أدرى بشعابها، وهم يدركون تماماً بأنه لو لم يكن السيد نصرالله وحزب الله يمتلكون هذه الحكمة والقدرة على إدارة الملفات وإدارة المعركة لم يكن حزب الله حقق هذه الإنجازات الكبيرة.
ويجزم بأن إيران لا ترسل وزير خارجيتها لمثل هذا الأمر بل هو يزور لبنان بدون أن يحمل أية أوامر ، وجل الأمر أن اللقاءات تهدف إلى تعزيز العلاقات.
ومن أسباب الزيارة أن وزارة الخارجية تنسج علاقتها ضمن إستراتجية جديدة مع مختلف الدول وفتح العلاقات مع كافة الدول لا سيما دول الجوار.
اخترنا لكم



