"ليبانون ديبايت"
شد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الرحال باتجاه دولة الفاتيكان, معرّجاً روحياً على عاصمة المسيحيين في العالم، قبل أن يرتدي الثوب السياسي وهو في طريقه إلى العاصمة الفرنسية التي تشهد حراكاً لبنانياً متعلقاً بالإستحقاق الرئاسي اللبناني، ويتحدّث هناك في الإستحقاق الرئاسي ويستمع إلى الطروحات التي خزّنتها الذاكرة الفرنسية من لقاءاتها بالمسؤولين اللبنانيين إضافة إلى مرشحها المعلن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
والبطريرك الراعي الذي يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وليس أي مسؤول فرنسي آخر، هو اليوم تحت مجهر المراقبين لحركته، لا سيّما أن ما استشف من لقاءاته قبل المغادرة ومن حركة إتصالاته أنه يكاد يقع في الخطأ المميت الذي سبقه للوقوع فيه سلفه البطريرك الماروني ما نصر الله بطرس صفير لمرتين متتاليتين.
ففي ذاكرة اللبناني تطل معلومة من العام 1988 لتتحدّث عن الخطأ الأول للبطريرك صفير عندما قام بطرح خمسة أسماء لرئاسة الجمهورية على مشارف إنتهاء الولاية الأول للرئيس أمين الجميل، فجاء الرد ممن كان بيده الأمر والنهي في ذلك الزمن بالرفض ليأتي بعدها إتفاق الطائف.
وتضمّنت اللائحة آنذاك أسماء ميشال خوري وفؤاد نفاع ثم قام بتغييرهم لتتضمن اللائحة غيرهم من مانويل يونس وميشال إده، ميشال عون، مخايل الضاهر، ريمون ادة.
ليعيد البطريرك صفير الكرّة في العام 2007 ولكن هذه المرّة عبر البوابة الخارجية حيث قصد يومها وفداً فرنسياً رفيع المستوى بتكليف من الإتحاد الأوروبي، ليحصل من البطريرك على أسماء للرئاسة بعد إنتهاء ولاية الرئيس لحود الثانية، ويومها أيضاً قدّم لائحة بستة أسماء بدل الخمسة، ولكن ما حصل بعدها أُسقطت لائحة بكركي مرة أخرى وذهب الجميع إلى الدوحة ليأتي الرئيس ميشال سليمان من خارج اللائحة كلياً.
وشملت اللائحة أسماء من المعارضة والموالاة منهم العماد ميشال عون، بطرس حرب، نسيب لحود، دميانوس قطّار، جوزيف طربيه.
واليوم يبدو الأمر مشابهاً لما حصل بالأمس ولكن البطريرك الراعي يبدو متنبهاً لهذا الأمر وهو لم يقدّم لائحة حتى الساعة ولكنه يشدد بالمقابل على مواصفات يمكن أن تنطبق على نصف الشعب اللبناني، ولكن حرصه على إنجاز الإستحقاق الرئاسي واستعجاله بانجاز هذا الإستحقاق من شأنه أن يدخله في شطط يصيب من خلاله هيبة الرئاسة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News