القضية ليست سهلة... المبادرة الفرنسية متحولة؟

"ليبانون ديبايت"

فيما يبدو أن الدول كافة غير عابئة بما يجري في لبنان ولا بأزمته الرئاسية التي تتسبب بها مختلف الأطراف لا سيما في ظل غياب الحوار الذي يمكن من تقريب وجهات النظر تبقى الأنظار تترقب ما سيتمخض عن جولة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الذي غادر لبنان وفي جعبته الكثير من الآراء المتناقضة والتي سيدرسها جيداً ليعثر فيها على نقاط مشتركة تمكنه من صوغ توصيات يرفعها في تقريره إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

يشكّك المحلّل السياسي الصحافي ابراهيم بيرم في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن "المبادرة الفرنسية التي بدأت بترشيح فرنجية مبنية على شيء يتغير أو يتحول، فهي برأيه مبنية على رؤية معينة".

وإذّ يلفت إلى أن "قراءات كثيرة تناقضت حول مهمة المبعوث الفرنسي وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان، فالبعض فسّرها أنها تأتي لدعم المبادرة السابقة فيما فسرها البعض الآخر نعي للمبادرة وتراجع فرنسي عنها".

أما وفق قراءته الخاصة فيعتبر بيرم أن لدى الفرنسي تصميم على البقاء في الملعب اللبناني، ويشير إلى الصدمات التي تلقتها المبادرة الفرنسية منذ بداية إطلاقها".

وهو في هذا الإطار، يستنتج أن "مبادرة الفرنسيين بشأن فرنجية ليست مبنية على شيء يتحول ويتغير بل على رؤية، وهي رؤية مصالحهم في لبنان ورؤية كيفية حل الوضع في لبنان، موضحاً وجهة النظر الفرنسية التي تقول لا بل تعلم أنه في ظل تمسك الثنائي الشيعي وتصميمه على ترشيح سليمان فرنجية لا يمكن حل الوضع في لبنان، وبالتالي هم حريصون جداً على البقاء بعلاقة جيدة مع الثنائي".

وما هي الأسباب التي تدفعهم للحرص على هذه العلاقة ؟ يرى أن أسباباً كثيرة لا سيما تلك المتعلقة بالموضوع الاقتصادي الذي له الحيز الكبير من الإهتمام، مثل كالنفط والمرفأ وغيره، والسبب الثاني أن رؤيتهم للأزمة في لبنان مختلفة عن الرؤية المسيحية، فرؤيتهم مبنية على عدم إمكانية تجاهل فريق كحزب الله وبناء تسوية في لبنان من دونه".

وإذّ يرى أن "لدى لودريان تصميم على العودة إلا أنه يجهل ما هي طبيعة ومعطيات هذه وبالطبع لدى الفرنسيين وحدهم هذه المعطيات والتي لا يمكن فصلها عن علاقتهم بالدول الخمسة وإيران، ولا يمكن إستباق الأمور لذا علينا الإنتظار ليبنى على الشيء مقتضاه".

إلّا أنه يجزم بأن "الدور الفرنسي المتميز في لبنان لا زال مستمرًا أو على الأقل هناك جهد فرنسي للمحافظة عليه، هذا حتى الساعة ولكن ماذا يطرأ من تطورات وتغييرات علينا أن نترقب فالقضية ليست سهلة".